أغلقه صلاح الدين قرنا وفتحه بيبرس.. تحولات الأزهر في 1000 عام
أغلقه صلاح الدين قرنا وفتحه بيبرس.. تحولات الأزهر في 1000 عام
نشب حريق في غرفة ملحقة بالجامع الأزهر تحتوي على مخلفات، في ساعة متأخرة من مساء أمس والساعات الأولى من اليوم الخميس، وانتقلت قوات الدفاع المدني إلى مكان الحادث لإخماد النيران، ودفعت الحماية المدنية بسيارات الإطفاء للسيطرة على النيران، قبل امتدادها إلى ساحة الصلاة، ووبالفعل سيطرت قوات الحماية المدنية على الحريق دون خسائر بشرية.
والجامع الأزهر أبرز مساجد مصر على الإطلاق، وأحد أشهر معالم العواصم الإسلامية، ويقع في الدرب الأحمر أقدم مناطق القاهرة التاريخية، والتي تضم 65 أثرا إسلاميا، لكن "الأزهر" ليس مجرد مسجد يتجه إليه المصلون، بل أحد المعاقل التاريخية لنشر تعاليم الإسلام.
بني الجامع الأزهر في الدولة الفاطمية، سنة 361هـ، 972م، وأنشئ ليكون جامعا ومعهدا لتعليم المذهب الشيعي، وبالفعل ألقي أول درس فيه في سنة 365هـ/975م في الفقه الشيعي، وبلغ عدد العلماء الذين تولَّوا إمامته منذُ تأسيسه حتى الآن 48 شيخًا.
ومنذ ذلك التاريخ أى منذ ما يزيد على قرن وربع القرن من الزمن، شهد المسجد الشهير العديد والعديد من الأحداث المهمة والمؤثرة في تاريخ مصر، ومن أبرز التحولات التي شهدتها مصر والتي كان الأزهر طرفا فيها، كان التحول من المذهب الشيعي إلى المذهب السني بعد سقوط الدولة الفاطمية، والتي أدت إلى تعطل الأزهر لما يزيد على قرن من الزمان.
وحسب الدكتور أيمن فؤاد المؤرخ المتخصص بالتاريخ والحضارة العربية الإسلامية في تصريح لـ"الوطن" أغلق صلاح الدين الأيوبي الجامع الأزهر سنة 589 هـ، ليمنع دراسة المذهب الشيعي، في سعيه لتحويل مصر إلى المذهب السني، وظل الجامع مغلقا لمدة 100 عام، وأمر بإقامة صلاة الجمعة في جامع الحاكم شمال المدينة عند باب الفتوح، حتى عادت إليه الدراسة وفقًا للمذهب السني في عهد الظاهر بيبرس سنة 672 هـ.
وأوضح فؤاد، أنّ بيبرس جمع الأموال من الأعيان والتجار الأموال لترميم أرضيات وجدران الأزهر وإعادته إلى دوره الحيوي، وعاد الأزهر ليؤدي رسالته العلمية ودوره الحيوي، فعين به فقهاء لتدريس المذهب السني والأحاديث النبوية واهتم بتجديده وتوسعته وصيانته، فعد ذلك العصر الذهبي للجامع، كما أولى الحكام والنخبة في العصور التالية اهتماما ملحوظا بصيانته وترميمه.
