"قدوة منسي".. "أسطورة" رفع علم مصر على سيناء قبل "حرب أكتوبر"

كتب: محمد مجدي

"قدوة منسي".. "أسطورة" رفع علم مصر على سيناء قبل "حرب أكتوبر"

"قدوة منسي".. "أسطورة" رفع علم مصر على سيناء قبل "حرب أكتوبر"

في مسلسل "الاختيار"، الذي جسَّد بطولة الشهيد العقيد أركان حرب أحمد صابر منسي ورجاله، في تطهير شمال سيناء من الإرهاب، شاهد الكثيرون صورة بطل من أبطال الصاعقة معلقة داخل منزل "منسي"، الذي تحدثت "السيدة منار" زوجته، بأنه كان "القدوة"، لـ"منسي".. هو الشهيد عميد أركان حرب إبراهيم الرفاعي، الذي عُرف بـ"أسطورة الصاعقة"، و"رأس النمر"، وقائد "الأشباح"، نظراً للبطولات، والعمليات الفدائية التي نظمها الشهيد ضد المحتل الإسرائيلي في سيناء.

الرائد سمير نوح، أحد أبطال المجموعة 39 قتال، أحد رجال الشهيد "الرفاعي"، وصفه بأنه قدوة بالفعل، ليس لـ"منسي الأسطورة" فقط، بل للآلاف من رجال القوات المسلحة المصرية، بل في دول عربية أيضا، نظرا للبطولات التي لم يحققها أحد غيره، حتى وضعت مجموعته القتالية تحت إمرة إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، ورئاسة الجمهورية لتنفيذ عمليات "غير نمطية" خلف خطوط العدو.

"نوح"، أكد لـ"الوطن"، أن "الشهيد الرفاعي"، كان يعامل رجاله كـ"أخوته وأبنائه"، وأن كفاءته، وشجاعته وجراءته كانت تبهر رجاله قبل أن تبهر زملاءه والعدو نفسه، حتى جعلتهم يطلقون على رجال المجموعة 39 قتال لقب "الأشباح"، نظراً لقدراتهم على التخفي، والدخول، وتنفيذ العمليات، بل والعودة دون أن يتم رصدهم.

"الرفاعي"، كان من المشاركين في بناء أول قوة لقوات الصاعقة المصرية، وكان مدرساً بـ"مدرسة الصاعقة"، وشارك في التصدي للعدوان الثلاثي في مدينة بورسعيد، ثم التحق "الرفاعي" بـ"مدرسة الصاعقة"، حتى انتقل لقيادة وحدات الصاعقة، ثم شارك في حرب اليمن، وكان خلالها قائد كتيبة صاعقة، وأبلى بلاء حسنا، حتى صدرت ترقية استثنائية له نظراً للأعمال البطولية التي قام بها في ميدان المعركة.

وكما أوضح "نوح"؛ فإن الشهيد البطل، تولى قيادة مجموعة صغيرة من الفدائيين عقب "هزيمة 1967"، ويتبع "المخابرات الحربية"، كمحاولة لاستعادة القوات المسلحة ثقتها بنفسها، والقضاء على إحساس المُحتل الإسرائيلي بـ"التفوق الزائف"، وكانت أول عملياتهم نسف قطار للعدو، وكان ينقل قواته، بالإضافة لنسف مخازن الذخيرة التي تركتها قواتنا لدى انسحابها من سيناء.

ومع مرور الوقت، أطلق على رجال "الرفاعي" "المجموعة 39 قتال"، واختار لها "الشهيد" رأس النمر رمزاً للمجموعة، كما يروي أمين سر "المجموعة"، موضحاً أنهم أطلقوا أول طلقة نيران مصرية في سيناء عقب "النكسة".

إحدى بطولات "الرفاعي" التي لا تنسى أيضاً، هي نشر إسرائيل صواريخ "أرض – أرض" لإجهاض أي عملية بناء للقوات المصرية، وبعد كشفها من وحدات الاستطلاع، كلفه الفريق أول عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ليقول لـ"الرفاعي": "عايزين منها صواريخ بأي ثمن لمعرفة مدى تأثيرها"، ونجح الرفاعي بالتسلل، والقدوم بـ3 صواريخ منها، وليس واحدا حتى، ليتم عزل القائد الإسرائيلي المسئول عن تلك القواعد الصاروخية.

وأوضح أن "الرفاعي" نجح في التسلل وأسر بطل الجيش الإسرائيلي في المصارعة دون خدش واحد، وتوالت عملياته حتى دب الرعب في قلب "العدو".

وعقب استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض، كلف الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، "الرفاعي" بالقيام برد فعل قوى؛ فعبر برجاله للموقع الذي أطلقت منه القذائف التي أدت لاستشهاد "رئيس الأركان"، وقتل كل من كان في الموقع بإجمالي 44 عنصراً، كما نفذ عمليات لعدم استفادة العدو من البترول المصري، ومنعهم من التقدم في اتجاه طريق "الإسماعيلية – القاهرة"، وأوقع فيهم خسائر كبيرة، حتى سقط شهيداً.

وشدد "نوح" على أنهم من أسروا أول أسير إسرائيلي، وأول من رفع العلم المصري في سيناء عقب "النكسة"، كما قنصوا القائد الإسرائيلي العام لقطاع سيناء، موضحاً أنهم قاموا بعشرات من عمليات اقتحام لمواقع العدو، وضرب، ونسف، واستطلاع، وهو ما أسفر عن تدمير 14 دبابة، و77 عربة مختلفة الطرازات، وخلفوا نحو 430 قتيلا وجريحا للعدو.


مواضيع متعلقة