مستشار وزيرة الثقافة يقدم لكتاب "كنت طفلا قبطيا في المنيا" لمينا عادل

مستشار وزيرة الثقافة يقدم لكتاب "كنت طفلا قبطيا في المنيا" لمينا عادل
صدر حديثا عن مؤسسة مجاز الثقافية للترجمة والنشر والتوزيع، كتاب "كنت طفلا قبطيا في المنيا"، للمؤلف مينا عادل جيد، ويقع في 130 صفحة، من القطع المتوسط، من تقديم الدكتور سعيد المصري، أستاذ علم الاجتماع، بجامعة القاهرة، مستشار وزيرة الثقافة لتطوير المنظومة الثقافية، والأمين السابق للمجلس الأعلى للثقافة.
وجاء في تقديم الدكتور سعيد المصري: هناك ندرة شديدة في الكتابة الجادة حول المجتمع القبطي في مصر، وما يسترعي الانتباه أن الأقباط محجوبون عن الأنظار، ليس فقط من حيث الكتابات عنهم، وإنما أيضا من خلال التناول الإعلامي لقضاياهم وهمومهم الاجتماعية.
وأضاف "المصري": "ولقد ترتب على ذلك سوء فهم حول حياتهم وثقافتهم من واقع التصورات السائدة لدى فئات كثيرة من المسلمين في مصر، وحول تلك القضية تدور الأحداث في هذا الكتاب، والذي أراد به المؤلف الشاب مينا عادل جيد أن يلقي الضوء على أساليب حياة الأقباط باعتبارها نابعة من تراث شعبي مشترك يجمع المصريين بكافة فئاتهم الاجتماعية".
ويوضع الكتاب في مصاف النصوص الإثنوجرافية الدقيقة، التي يكتبها هواة من غير المتخصصين في علم الأنثروبولوجيا الثقافية، حيث يستعيد المؤلف ذاكرة الطفولة ليحكي لنا مشاهداته الحية لحياة أسرة مصرية قبطية تعيش في محافظة المنيا، خلال الفترة من 1993 إلى 1999، خاصة فيما يتعلق بعاداتها وتقاليدها ومعتقداتها الشعبية، بحسب مقدمة سعيد المصري.
وتابع مستشار وزيرة الثقافة: "قد أفرد المؤلف مساحة كبرى للمعتقدات والممارسات الشعبية من خلال مزيج من نصوص أنثروبولوجية مختلفة، بعضها يمثل ملاحظات ميدانية لممارسات عايشها المؤلف بنفسه، ونصوص تحليلية يعبر فيها عن المعتقدات الشعبية السائدة لدى الأقباط بصفة عامة، ونصوص سردية تحكي عن أحداث مر بها المؤلف في طفولته مع أسرته وأقاربه وجيرانه وزملائه في المدرسة وآخرين في مواقف مختلفة".
وأشار الدكتور سعيد المصري، إلى أن هناك أيضا محاولة من جانب المؤلف لاستدعاء الذاكرة الشخصية حول سيرته الذاتية خلال سن الطفولة، منوها إلى أن الكتاب تميز بالعمق والدقة وسلاسة التعبير؛ لكي يرقى بأن يكون كتابًا في الأنثروبولوجيا، موجَّها للقارئ العام غير المتخصص، وهذه تجربة فريدة تعيد إلي أذهاننا مجد الكتابة الأنثروبولوجية من خارج أهل التخصص الأكاديمي.
وأكد مستشار وزيرة الثقافة، أن "هذا يذكرنا بشغف الرحالة والمسافرين والسائحين والمستكشفين والمستشرقين الذين اقتربوا من نبض الناس وتعلموا لغتهم واندمجوا في حياتهم، وامتلكوا الحساسية الفائقة في فهم ثقافتهم، وأنتجوا نصوصًا مهمه كانت جزءًا من تاريخ علم الأنثروبولوجيا الثقافية".
وأوضح "المصري"، أن تجربة هذا الكتاب تتميز بأنها مزيج من النظرة الوضعية والنظرة الذاتية في ذات الوقت، فعلى الجانب الأول حاول المؤلف أن يكون موضوعيًّا في رصده لثقافة الأقباط، بما يملي عليه وجود مسافة بينه وبين من يشاهدهم ويخالطهم من الأقباط؛ لكي يفهمهم دون أي تدخل منه بأي أفكار أو تصورات مسبقة، وعلى الجانب الثاني يقترب من عالم التراث الشعبي القبطي، موضحا تصوراته الذاتية وميوله ومعتقداته ومشاعره دون قلق أو ادعاء بالموضوعية، بما أنه قبطي ويتحدث عن حياة أسرته القبطية وثقافتهم.
وبحسب الدكتور سعيد المصري، يعبر كتاب "كنت طفلا قبطيا في المنيا"، عن رؤى العالم لدى أسرة قبطية من الطبقة المتوسطة، بصوت المؤلف، الذي كان واضحا في عملية السرد داخل النص طوال الوقت، بحيث أظهر المؤلف مشاعره ومعتقداته، التي يشترك فيها مع غيره من الأقباط، وكذلك شكوكه بشأن الخرافات التي يعتقد فيها الأقباط الذين عاش معهم.
وما يميز هذه التجربة في الكتابة، أن المؤلف كان في حالة حوار طول الوقت بين لغتي العقل والعاطفة المصاحبة للمعتقدات الشعبية، بشأن الاعتقاد في العالم الغيبي.