تعليمات بالمصداقية والهدوء.. كواليس "يوم حرب أكتوبر" داخل مبنى الإذاعة

تعليمات بالمصداقية والهدوء.. كواليس "يوم حرب أكتوبر" داخل مبنى الإذاعة
- عبد الرحمن رشاد
- رئيس الإذاعة الاسبق
- حرب أكتوبر
- إذاعة أكتوبر
- حرب 6 اكتوبر
- عبد الرحمن رشاد
- رئيس الإذاعة الاسبق
- حرب أكتوبر
- إذاعة أكتوبر
- حرب 6 اكتوبر
خلف الميكروفونات، وداخل الغرف الذي لم يتسن للكثيرون الإطلاع عليها، رغم جذبها آذان الملايين، خرجت البيانات الأولى لحرب أكتوبر المجيدة، لتخطف قلوب المصريين وانتباه العالم أجمع بأصوات الإذاعيين يحيى عبدالعليم وصلاح البلك، وصبري سلامة، لتسجل ملحمة العبور.
قبل 47 عاما، بدأت التحضيرات الأولى لحرب أكتوبر بالإذاعة والتلفزيون من خلال اجتماع الرئيس الأسبق محمد أنور السادات مع الدكتور عبدالقادر حاتم وزير الإعلام حينها، ووجه الرئيس خلاله، بالتزام الإعلام المصري بالموضوعية والمصداقية والأداء بشكل متوازن.
وعدم الوقوع في الأسلوب الحماسي أو التهويل أو التهوين، مثلما حدث في تغطية نكسة 1967، وهو ما نقله الوزير إلى رئيس الإذاعة محمد محمود شعبان "ببابا شارو" وقتها، وفقا لعبد الرحمن رشاد رئيس الإذاعة الأسبق وعضو الهيئة الوطنية للإعلام.
كواليس يوم 6 أكتوبر
بينما كان يبدأ "رشاد" رحلته في الإذاعة، كان شاهدا على أحداث حرب أكتوبر، موضحا أنه كان من بين الاستعداد لحرب أكتوبر، هو التحضير الإعلامي لتفادي الأخطاء التي وقعت في حرب يونيو 1967، لذلك بعد اجتماع السادات وحاتم، جمع "بابا شارو" الإذاعيين ليلة الحرب.
ونقل لهم التوجيهات الخاصة بالتغطية، بجانب التأكيد على الالتزام بالتعليمات الصادرة للقوات المسلحة، والأداء الموضوعي الذي يهتم بالحقائق القادمة من ميدان القتال والمصداقية والموضوعية وعدم التهويل أو التهوين، لذلك تمكن من تلافي أخطاء النكسة، وكان مصدر الأخبار للصحف العالمية لالتزامه بالمهنية والموضوعية والابتعاد عن الحماس الزائد والأداء بشكل متوازن.
أضاف "رشاد"، أن الإذاعة المصرية منذ النكسة، كانت تلعب دورًا مهما في إعداد الجبهة الداخلية للحرب من خلال برامجها، فكان هناك عدد من المراسلين الحربيين على جبهة القتال مسئولين عن نقل ما يحدث إلى الداخل المصري، وأيضا خلال حرب الاستنزاف، منهم الإذاعيين حمدي الكنبيسي وأحمد أبو السعود.
وأشار إلى أن البرامج كانت أيضا تهدف لتهيئة المواطنين نفسيا ومعنويا لتلك الملحمة بالمشاركة أو ليكونوا الظهير لتحرير الأرض والعبور، ومواكبة ما يحدث بالجبهة.
وكان للبيانات الأولى للحرب طابع خاص، حيث اتسمت بالموضوعية والمصداقية الشديدة والالتزام بالقراءة بلغة هادئة، واعتمدا على إذاعيين لديهم استعداد فكرى وثبات انفعالي قوي وممزوجين بهموم الوطن، ولم يركز على المجتمع الداخلي فقط، بالإضافة إلى الجبهة الداخلية من تموين وصحة وحالة المستشفيات، ولذلك نجح الإعلام المصري في تقديم الحقائق كاملة ومن هنا كان المصدر الرئيسي للوسائل الإعلامية العالمية وتفوق على نظيره الإسرائيلي.
مع بداية الحرب، يتذكر رئيس الإذاعة الأسبق، أن "بابا شارو" جمع الإذاعيين وطلب من صبري سلامة إعداد حقيبته للمبيت بالمبنى حتى انتهاء الملحمة، قائلا: "وقتها تسابق الإذاعيين على إعداد حقائبهم".
رشاد: ذهبت مع شباب لطلب المشاركة بالحرب
تمنى "رشاد" في ذلك الوقت أن تنتقل معركته من خلف الميكروفون إلى جبهة القتال، لذلك اتجه مع عدد من الشباب بالإذاعة إلى مبنى وزارة الحربية، لطلب الانتقال إلى سيناء لمساعدة القوات المسلحة، ليلتقي بهم أحد الضباط ويخبرهم: "أننا لينا دور مهم في حماية الجبهة الداخلية للوطن ورفع الوعي المصري".
لم تقتصر الأوضاع بين المواطنين وقت الحرب على ذلك الحس الوطني فقط، وأنما أوضح عبدالرحمن رشاد أنه من يوم 6 أكتوبر 1973 ولمدة 16 يومًا، لم تقع أي جريمة جنائية في البلاد، ما يظهر أن الوطن بأكمله كان على قلب رجل واحد، فضلا عن ظهور دور المرأة المصرية البسيطة الضخم وقتها بدعمها المشرف للحرب.