خبراء نفسيون عن انتحار طفل بسبب "ببجي": خرج طاقته غلط وجهل أهله السبب

خبراء نفسيون عن انتحار طفل بسبب "ببجي": خرج طاقته غلط وجهل أهله السبب
في الآونة الأخيرة، ازدادت حالات الانتحار والوفاة بسبب بعض الألعاب الإلكترونية الجديدة، حيث ظهرت لعبة الحوت الأزرق التي أودت بحياة العديد من الأطفال والمراهقين حول العالم، تليها لعبة "ببجي" التي استكملت مسيرة الأزمات، فلم يمر سوى أسبوع واحد على وفاة مراهق بالسكتة القلبية بسبب لعبة "ببجي"، إلا وتبعه انتحار طفل 10 سنوات شنقًا في غرفة نومه بسبب منع أهله له عن اللعبة.
أقدم طفل من محافظة الشرقية، بالتحديد قرية كفر أبراش مركز مشتول السوق، بإنهاء حياته شنقا، داخل غرفته بمنزل الأسرة، بسبب لعبة "ببجي" حيث تعود أحداث الواقعة إلى تخلص طفل، 10 أعوام، بقرية كفر أبراش مركز مشتول السوق بمحافظة الشرقية، من حياته شنقا داخل غرفة نومه بسبب نهر أسرته له ومطالبته بعدم لعب ببجي بإفراط.
خبير نفسي: مش هتقدر تمنع الطفل عن حاجة مرة واحدة ويجب التفاهم والمتابعة
الأطفال في هذه الأعمار من الطبيعي أن تتوحد مع من حولهم سواء أشخاص أو ألعاب، وفقًا لما قالت الدكتورة رشا الجندي، مدرس الصحة النفسية بجامعة بني سويف، لافتة إلى أن الخيال لديهم يكون عال عن من سواهم وهذا أمر طبيعي وإن لم يحدث يكون الطفل غير سوي أو يعاني من مشكلة ما، ولكن إذ أغفل الأهل متابعتهم وتوجيه خيالاتهم إلى الأشيا الصحيحة تكن النتيجة كارثية كما حدث.
وأضافت الجندي لـ"الوطن"، أن الأهل عليهم المسؤولية الكبرى في مراقبة الطفل وتوجيه طاقاته إلى الممارسات المفيدة كالرياضة، "أي طفل عنده طاقات هتخرج هتخرج"، مناشدة الأهالي بأن يلهوا أبنائهم في الرياضة والمسرح والهوايات المفيدة مع أصدقاءه لتفريغ وتوجيه طاقاتهم في أشياء مفيدة وألا ستخرج بشكل عنيف أو غير سوي.
وأوضحت مدرس الصحة النفسية بجامعة بني سويف، أن منع الطفل عن عادة معينة يكون بالتدريج وليس بالشدة أو المنع المباشر حتى لا يأذي نفسه نتيجة الخيال الواسع لمن هم في هذه المرحلة العمرية، "مش هتقدر تمنع الطفل عن حاجة مرة واحدة ده جهل من الأهل ولو حصل توقع منه أي رد فعل"، مشددة على ضرورة مراقبة الأهالي للمحتوى الذي يتابعه الطفل على الإنترنت أو الألعاب التي يهواها وتوجيهم للمحتوى المفيد المناسب لأعمارهم، "الإنترنت سلاح ذو حدين زي السكينة ممكن تقطع بيها حاجة أو تستخدمها في القتل".
نفسي: الفشل يعرض الطفل لـ"تدهور سن المراهقة"
ومن جانبه، أشار الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن هذه الفئة العمرية تتصف بالحماسية وروح المنافسة وهذا ما تحققه اللعبة من خلال تنافس الأطفال فيما بينهم في التقدم بالمستويات وعدد القتلى في اللعبة، مما يحدث مقارنات بين بعضهم البعض ورغبة كلًا منهم التقدم على الأخر.
وأكد فرويز لـ"الوطن"، أنه عندما يتم منع الطفل مباشرة من ممارسة هذه النوعية من الألعاب يصاب بالصدمة لأنه يريد أن يصبح مثل أصدقاءه ويتنافس معهم، وخاصة عند أطفال الفئة العصبية التي تتوتر سريعًا حين تعرضهم للضغوط، ويروا أن الحل الأفضل هو التخلص من حياتهم عن طريق الانتحار، وإذ فشلوا في ذلك يحاولون مرة أخرى فيما يسمى بـ"تدهور سن المراهقة".
وناشد استشاري الطب النفسي، بضرورة التواصل بين الأهالي والأطفال، وتحديد عدد ساعات لاستخدام "الإنترنت" والألعاب بالمعدل الطبيعي 4 ساعات في اليوم مقسمة على ساعتين صباحًا ومثلهم في المساء والساعة مقسمة إلى 50 دقيقة للعب أو لاستخدام الإنترنت و10 دقائق راحة، وبذلك يتحقق التكافؤ بين سعادة الطفل والمحافظة على الكفاءة العقلية والبدنية له، ومن الضروري إعطاء الطفل الثقة في اختياراته مع متابعته ومراقبته لضمان بناء شخصية سليمة.