بدر خلف يشعل الجدل حول العبور والتحول الجنسي.. إجراءات وشروط ومحرمات

كتب: لمياء محمود

بدر خلف يشعل الجدل حول العبور والتحول الجنسي.. إجراءات وشروط ومحرمات

بدر خلف يشعل الجدل حول العبور والتحول الجنسي.. إجراءات وشروط ومحرمات

فتح خبير التجميل الإماراتي بدر خلف، من جديد قضية شائكة في المجتمعات العربية، بعدما أثار جدلا كبيرا عبر صفحته على "فيسبوك"، بفيديو لا تتجاوز مدته 15 ثانية، أعلن فيه عن خطوة واحدة تفصله عن اكتمال مراحل تحوله الجنسي.

وخرج خلف، على متابعيه مرتديا أزياء تشبه إطلالة أميرة ديزني "ياسمين" بطلة فيلم "علاء الدين"، التي تتميز بـ"توب أوف شولدرز" بأكمام شفافة وبنطلون فضفاض، مع شعر بني طويل يحمل بعض التموجات، قائلا: "خلف الكواليس قبل ما أشيل الشنب، متحمسين على شيلتي؟ باقي كم يوم وتنزل انتظروا".

وسرعان ما انتاب كثيرين حالة من الفضول، باحثين عن التفسيرات العلمية الصحيحة لعملية "التحول الجنسي"، وما إذا كان هناك فرقا بين وبين "العبور الجنسي"، وغيرها من الأسئلة الشائكة التي أجاب عنها الدكتور محمد هاني استشاري الصحة النفسية لـ "الوطن".

من هم المتحولون جنسيا؟

أشخاص يعيشون حالة من التناقض يرفضون فيها تكوينهم الجسدي ولا يتقبلون شكلهم، ولا يكون هناك سبيلا أمامهم للخروج من هذه الحالة إلا عمليات جراحية يغيرون من خلالها جنسهم إلى الشكل الذي يميلون إليه، ما يعرف باسم التحول الجنسي (transgender).

هؤلاء الأشخاص ليس لديهم أي عيب خلقي أو خلل جسماني، لكنهم يعانون من اضرابات نفسية، فيقرروا بكامل إرادتهم أن يتحولوا جنسيا، وفي هذه الحالة لا يحتاجون إلى تأهيل نفسي لإجراء العملية، لأنهم يتخذون قرارهم بنفسهم وبثقة ورغبة كاملة منهم.

من هو العابر جنسيا؟

يختلف العابر جنسيا عن المتحول، لأن الأول يولد بخلل هرموني يفقده تمييز هويته الجنسية الحقيقية، وهنا يكون أمام الاختيار بين كونه ذكرا أم أنثى، بإزالة الأشياء الزائدة واتخاذ الشكل الغالب على تكوينه، لذلك يعرف باسم العابر أي يعبر من جنس إلى آخر، وويخضع هؤلاء الأشخاص إلى علمية تأهيل نفسي، من أجل تقبل شكلهم الجديد وتمهيدهم للتعامل بهوية جديدة.

وفي الحالتين سواء كان الشخص يعاني من اضطرابات نفسية أو لديه خلل هرموني، يكون في حالة صعبة للغاية تشبه المرض، إذ يؤثر الصراع النفسي الذي يعيشونه في في تعاملاته مع الآخرين وتقبل المجتمع له.

لكن عملية التحول الجنسي إلى عدة إجراءات ولها شروط وخطوات محددة، يوضحها الدكتور عمرو النجاري، أستاذ جراحة التجميل بطب قصر العيني في حديثه لـ"الوطن".

كيف تتم عملية التحول الجنسي؟

الإضطرابات الجنسية لها نوعان، الأول: الجنس البيني أو فيما يعرف باسم "الأنترسكس"، ويكون الشخص في هذه الحالة لديه خلل في الكروموسومات الخاصة بتحديد جنس الجنين، ويولد الجنين وصفات الجنسية غير مكتملة لديه.

هنا يكون الطفل من داخله شيء والظاهر شيئا آخر، نظرا لخلل الكروموسومات، الذي تسبب في خلل هرموني لديه، ودائما ما ينظر الأطباء إلى الكروموسومات الداخلية، وهي التي تحدد جنس الشخص، أي إذا كانت الكروموسومات الخارجية تشير إلى الذكورة، والداخلية أنثوية، فسيجد نفسه يميل للأنثوية، ويظل الوضع كذلك حتى مرحلة البلوغ، ثم تبدأ الأمور في التفاقم. لكن دائما ما يكون هناك عدم اكتمال للأعضاء التناسلية سواء كان ذكرا أو أنثى.

النوع الثاني: الشخص يكون لديه نوع من الاضطراب العقلي الجنسي، أي أن الطفل هو جنين وينمو في رحم والدته يبدأ مخه في التكون في آخر ثلاثة أشهر، وهناك أمهات تأخذ أدوية خاطئة أو أغذية مليئة بالهرمونات، تتسبب في وصول إشارات جنسية إلى مخ الجنين مغايرة للحقيقة.

وهؤلاء الأشخاص يولدون كاملين سواء ذكورا أو إناثا، ولا يوجد لديهم أي خلل عضوي أو جنسي في الكروموسوم، لكن عقلهم يرفض جنسهم. ويكون نوعهم أيضا خارج عن إرادتهم، لأنهم يعانون من مرض عقلي يجعلهم غير متقبلين لشكلهم الحالي.

ا شروط إجراء التحول الجنسي

الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب العقلي الجنسي، لا يتم الموافقة على تحويلهم للجنس الآخر، لأن المشكلة لديهم ليست في أعضائهم التناسلية أو الكروموسومات، إذ تكون البنت مكتملة الأنوثة والذكر كذلك مكتمل الذكورة، وهنا تكون العملية ضد الشرع.

وفي الحالات التي تعاني من الجنس البيني أو خلل الكروموسومات الذي أدى لخلل الهرمون، يجب أن تأتي بموافقة من عدة جهات ويعرض على لجنة طبية متخصصة من وزارة الصحة واستشارات نفسية وتحليل للكروموسومات، بالإضافة إلى موافقة دار الإفتاء المصرية على عملية التحويل الجنسي.

خطوات عملية التحول الجنسي

الشخص الذي يعاني من خلل الهرمونات "الجنس البيني"، يجب أن يخضع أولا إلى علاج نفسي لفترة تتراوح بين 6 أشهر وسنتين، تمهيدا للتحول إلى الجنس الآخر، ما يعرف باسم "التأهيل المجتمعي"، أي كيفية التعامل مع المجتمع ومواجهة ردود أفعال الناس.

وبعد التأهيل النفسي يأتي العلاج بالهرمونات، إذ يكون الذكر -على سبيل المثال- ليست لديه الأعضاء الذكورية كاملة، فيعطيه الأطباء هرمونات أنوثة لمدة 6 أشهر قبل إجراء التدخل الجراحي، أو هرمونات الذكورة في الجنس الآخر، ويكون ذلك بمثابة تحضير الجسم للنوع الآخر، مثل: الشعر الموجود على الصدر أو الحلمات.

وبعد رحلة التأهيل تأتي الخطوة الأخيرة، وهي التدخل الجراحي، لكن في مشكلة الكروموسومات، لا يمكن للأنثى أن تحمل بسبب عدم تكون رحم في أغلب الحالات، وكذلك الذكر لن يتمكن من الإنجاب، لعدم قدرته على ممارسة العلاقات الحميمة بشكل طبيعي، وعلى العكس تماما إذ كان الشخص يعاني من الاضطراب العقلي الجنسي، فإنه يمكن أن ينجب بشكل طبيعي.

يشار إلى أن عمليات التحويل الجنسي للأشخاص الذين يعانون من اضطراب عقلي جنسي "مجرمة"، ولا توجد أي مستشفى سواء خاصة أو عامة أو أي طبيب في مصر يمكنه إجراء العملية للأشخاص من ذلك النوع، لأنه شرعا وقانونا لا يجوز.


مواضيع متعلقة