بمناسبة ابن هشام سليم.. ماذا قال إبراهيم عبدالمجيد عن التحول الجنسي؟

بمناسبة ابن هشام سليم.. ماذا قال إبراهيم عبدالمجيد عن التحول الجنسي؟
- إبراهيم عبدالمجيد
- إبراهيم عبد المجيد
- هشام سليم
- العابرة
- إبراهيم عبدالمجيد
- إبراهيم عبد المجيد
- هشام سليم
- العابرة
بمناسبة حديث الفنان هشام سليم مؤخرا، عن التحول الجنسي لابنته نور إلى رجل، تحدث الروائي إبراهيم عبدالمجيد، عن روايته "العابرة"، التي صدرت عن منشورات المتوسط-إيطاليا، وهي الرواية التي تتناول موضوع التحول الجنسي، وتضعنا في مواجهةِ السؤال التالي:
كيف (تحوَّل- تحوَّلـت) "لمياء" إلى "حمزة"؟ وتنقل الرواية حياتيْن لبطلةِ/ بطلِ الرواية، حيثُ نتعرف على لمياء في القسم الأوَّل من الكتاب، والتي تتحوَّل إلى حمزة في القسم الثاني.
فالعمل رحلة كائن بشري منه إليه، رحلة بين البشر والأحداث الحقيقة والافتراضية، ومخافر البوليس والمحاكمات والرؤى الأسطورية، التي تُغلِّف الحكي والسَّردَ المتدفِّق، كنهرِ النِّيلِ، عابراً الواقع والحياة والأمل والجنون.
وأضاف "عبدالمجيد"، على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "بمناسبة حديث الفنان الجميل هشام سليم عن ابنته/ ابنه افتكرت روايتي العابرة، اللي كورونا نستني الرواية وكل اللي كتبته".
واختار "عبدالمجيد"، جزء من الرواية، ونشرها، ننقلها إلى القارئ كالتالي:
فجأة شردتْ لحظات، وأحسَّتْ بشجاعة تنتشر في رأسها وجسدها، فكتبتْ بتركيز وقصد، لا تعرف ماذا تريد منه:
"قرأتُ أكثر من موضوع في الصحف المصرية، عن الترانسجيندر، كله كلام لا أساس له من الصّحّة، كما أنهم يسمُّونهم المتحوِّلون، والحقيقة أن الترجمة الأفضل هي العابرون، إنهم يعبرون من جنس إلى جنس، ولا يتحوَّلون إليه، لأنهم يُولَدون وبهم خصائص واضحة لجنس ذكوري أو أنثوي، بينما الخصائص غير الواضحة هي الأقوى لجنس آخر".
وهي التي تُعذِّبهم حتَّى يعبروا إليها، إلى حقيقتهم، ليت الصحف المصرية تتوخَّى الحذر في التعامل مع هذا الموضوع، وتُفرِّق جيِّداً بين المرض النَّفْسيِّ والمرض العضوي، ميل الرجال إلى الرجال مثلاً أو النساء إلى النساء ليس علامة على الترانسجيندر، هذا أقرب إلى المرض النَّفْسيِّ، باختصار الترانس جيندر، هو عبورالرجل أو الأنثى إلى الجنس الآخر، بالنسبة للرجال.
Male to Famle والعكس صحيح، ثمَّ إن الترانس جيندر ليسوا مجرمين، ولا حتَّى المرضى النَّفْسيِّيْن من "الجاي"، أو السُّحاقيَّات، هؤلاء وأولئك يستحقُّون الرعاية من المجتمع والناس، في البلاد المتقدِّمة كثيرون منهم نجوم كبار، هل تحبُّون أن أكتب لكم بعض الأسماء الشهيرة جدَّا، خذوا هذه الأسماء.
وانتقلتْ تبحث عن أسماء لمشاهير من الترانس جيندر على الإنترنت، وعادتْ بهذه الأسماء، كتبتْها في البوست قائلة "سأعطي لكم مجرَّد أمثلة، فالقائمة طويلة، ويوماً ما سأزيد فيها، وأُحدِّثكم عن الكثيرين والكثيرات، وعن السِّياسيِّيْن أيضاً، وعن الترانسجيندر في التاريخ":
نساء كنّ رجالاً:
1- كارمن كارِّيراCarmen Carrera"
ممثِّلة وعارضة أزياء"
2- أماندا ليبورAmanda Lepor"ممثِّلة ومغنِّية"
3- لافيرنا كوكسLaverna Cox"ممثِّلة في قناة نتفليكس"
4- كارولين كوسيCaroline Cossey"موديل إنجليزية وممثِّلة، وظهرت مع جيمس بوند في فيلم For Your Eyes Only وكانتْ أوَّل موديل من الترانس جيندر في مجلَّة البلاي بوي عام 1882
رجال كانوا نساء:
1- تشاز بونوChaz Bono"
كاتب وموسيقار ونجم البوب"
2- راي سبون "موسيقار ومؤلِّف لكتاب مع إيفان. أ. كويوت عن الجندر، عنوانه“Gender Failur 3
- ريتشارد أوبريان Richard O,Brian"
كاتب وممثِّل"
4- إيان هارفيIan Harvie
"ممثِّل كوميدي"
أحسَّتْ بسعادة كبيرة، وبالقوَّة تدبُّ في روحها.. فكتبتْ:
العابرات من الرجولة إلى الأنوثة، هم الأكثر في العالم، لكنْ، في عالمنا العربي والإسلامي أزمتهنَّ مرعِبة، فالمجتمع لا يقبلهم، وربَّما يوماً أكتب لكم تفاصيل من هذه المأساة، كثير من الترانس جيندر في العالم صاروا نشطاء، يدافعون عن أصحاب هذا المرض، لكنْ، في بلادنا ينعدم الدفاع إلَّا نادراً، ولا تلوموني أنا الذي أُسمِّيهم "بالعابرين" إذا قلتُ أحياناً "المتحوِّلين" فالسائد يسبق إلى العقل، لكنْ، المهمّ أنها رحلة مضنية.
لا أريد أن أشغلكم بالنسبة المئوية للترانس جيندر في كل بلاد العالم، لأنها تزيد كل يوم، أريد فقط أن أذكِّركم بأنهم بشر مثلكم، ويستحقُّون الرعاية والاهتمام، لا السخرية والمعاملة السَّيِّئة، لقد شاهدتُ حلقة تليفزيونية بشعة جدَّاً على إحدى القنوات المصرية مع فتاتَيْن عبرتا من الرجولة إلى الأنوثة، وراحت المذيعة تسخر منهما بطريقة رديئة، وبأحكام رجل متزمِّت على امرأة ضعيفة، وتتَّهمهما بأنهما اعترضَتا على حكم الله، وأنهما ما زالت بهما آثار الرجولة.
بينما كان واضحا من كلام المذيعة وطريقتها، أنها هي الخشنة السلوك، وهما بنتان لطيفتان، تعرفان رقَّة المرأة، وليس معنى أن مقياس قَدَم واحدة منهما 40 أو حتَّى 41 كما قالت المذيعة أنهما رجُلان، فما أكثر النساء اللَّاتي أقدامهنَّ على هذا المقياس وأكثر، مقياس القَدَم ليس مقياساً للرجولة ولا الأنوثة، إنما هو الطبع والرّقّة والسلوك، للأسف، بدت المذيعة قاسية بينما بدت البنتان في رقَّة فاتن حمامة زمان.
طبعاً قد يشغل أحدكم باله بما هي علاقتي بهذا الموضوع. ليس لي أيّ علاقة، لكني أعرف فتاة تعاني الأمرَّيْن، بسبب ميلها الرجولي، وقد أشرح لكم التفاصل يوماً، إذا رأيتُها مرَّة أخرى، والآن أترككم مع ما يحدث في البلاد، فأنا لا أريد أن أعرفه.
قالتْ لنفسها هذه بدايات قوية لتواجه هذا العالم القاتل، رغم أنها تشاءمتْ من مشوراها مع سناء إلَّا أنه فتح لها أبواب الأمل، لقد وضعتْ أباها وأُمَّها على الطريق الصحيح.