"منعت وقت ظهورها".. سبب تحريم القهوة قديما

كتب: رحاب عبدالراضي

"منعت وقت ظهورها".. سبب تحريم القهوة قديما

"منعت وقت ظهورها".. سبب تحريم القهوة قديما

ظلت القهوة مُحرمة لمدة قرون بعد أن اكتشفها رجل صوفي من اليمن هو علي بن عمر بن إبراهيم الشاذلي في العام 828 للهجرة، وقطف قشرة البن وتناولها ليسهر ذاكرًا لله تعالى وبعدها انتشرت في العديد من الدول.

وتزامنا مع ظهورها، أفتى العلماء سابقا وأصدر الأزهر منذ قرون فتاوى بتحريم تناول القهوة نظرا لما تحتويه من منبهات، ولكن عاد الحديث عنها مرة أخرى بعد انتشارها بكثرة في العديد من الدول، وأحل الكثير من العلماء شربها.

حكم تناول القهوة

وحول جدل حكم تناول القهوة، أشار الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق، إلى أن العلماء اختلفوا في أوائل القرن العاشر في القهوة حتى ذهب إلى تحريمها جماعة ترجح عندهم أنها مضرة، وكثيرون ذهبوا إلى أنها مباحة.

وقال الأطرش، إن القهوة بمعنى الشراب الساخن المتخذ من حبات الُبن بأنواعه حلال ولا حرمة في تناولها لأنها لا تعد من المخدرات فالذي يتناول القهوة لا يغيب عقله حتى لو كانت منبها.

كما قال الشيح أحمد مدكور العالم الازهري، إنه في الأصل لم يمنع طعاما إلا ما كان به ضررا، ذاكرا قول الله تعالى "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا"، فالاسراف في تناول الأشياء حراما.

وعن تحريم القهوة، قال مدكور في حديثه لـ"الوطن"، إنه يجوز تناول القهوة دون إسراف، حيث إن الإسلام لم يحرم ذلك إلا إذا كان فيه خطر على صحة الإنسان، مستشهدا بقول الله تعالى "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، مضيفا "الأصل في الأشياء الإباحة".

فيما قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، في تصريحات سابقة، إن القهوة حُرمت نحو 400 عام ظنًا من الفقهاء أنها مُسكرة، موضحًا أن القهوة في اللغة العربية اسم من أسماء الخمر، وعندما سألوا بعض المشايخ عن رأيهم فيها أكدوا حرمانيتها باعتبارها مُسكرة.

وأضاف جمعة أن أحد علماء الأزهر جعل 10 طلاب يشربون القهوة، فوجدهم في قمة التركيز وعكس ما يقال عنها أنها مسكرة، لذا يراها أنها حلال.

أصل اكتشاف القهوة

ويرجع تاريخ اكتشاف مشروب القهوة، إلى القرن الخامس عشر الميلادي، في اليمن، حيث استعان بها الصوفيون والدراويش لتكون معيناً لهم على السهر والتعبد ليلاً، وقد اشتهرت الموانئ اليمنية لاحقاً بتصديرها إلى سواحل المحيط الهندي، وسائر الأسواق العالمية.

وعند نهاية القرن السادس عشر كانت القاهرة تعجّ بالمقاهي، وكانت هناك العديد من الحانات التي يشرب فيها الناس طوال النهار ماءً ساخناً أسود اللون"، وفي الجامع الأزهر كان طلبة الأزهر يشربونها لإعانتهم على السهر في طلب العلم. 

وبعد انتشار القهوة والمقاهي نشأ جدل فقهي حول حلّها أو حرمتها؛ إذ اختلف الفقهاء في أمرها، فذهب جماعة إلى تحريمها على اعتبار أنّها مضرّة.

 


مواضيع متعلقة