مناظرات الرئاسة الأمريكية 2016 و2020..ترامب نضج وبايدن مستفز مثل كلينتون

مناظرات الرئاسة الأمريكية 2016 و2020..ترامب نضج وبايدن مستفز مثل كلينتون
- ترامب
- بايدن
- ترامي وبايدن
- مناظرة ترامب وبايدن
- المناظرة الأمريكية
- انتخابات الرئاسة الأمريكية
- ترامب وكلينتون
- هيلاري كلينتون
- ترامب
- بايدن
- ترامي وبايدن
- مناظرة ترامب وبايدن
- المناظرة الأمريكية
- انتخابات الرئاسة الأمريكية
- ترامب وكلينتون
- هيلاري كلينتون
قبل أكثر من 4 أعوام، برز على الساحة السياسية بقوة بتصريحاته ومواقفه المثيرة للجدل، والتي ظهرت بشدة في مناظرته الأولى مع المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، قبل فوزه برئاسة أمريكا لاحقًا، ليعيد الجمهوري دونالد ترامب للأذهان تلك المواجهة، في مناظرته بالأمس مع منافسه جو بايدن.
شهدت مناظرة دونالد ترامب وجو بايدن، حدة وتلاسنًا عنيفًا وإهانات متبادلة بعيدة عن الموضوعات المحددة سلفا، طوال الـ90 دقيقة بجمهور محدود التزامًا بإجراءات التباعد الاجتماعي بسبب جائحة كورونا، ما دفع المذيع إلى مقاطعة الرجلين أكثر من مرة، والتي اختلفت بنسبة كبيرة عن مناظرة ترامب وكلينتون.
محاور مناظرة ترامب وبايدن
شهدت المناظرة بالأمس، الحديث عن دعدة محاور مهمة، أبرزها التنازع على الانتخابات، وسط نشر كميات ضخمة من المعلومات المغلوطة والمضللة حول التصويت عبر البريد، بالإضافة لتطورات جائحة فيروس "كورونا"، حيث أكد ترامب على أن عملية الوصول إلى لقاح هي عملية سياسية، مستهزئا ببايدن لارتدائه قناعًا، زاعمًا أن نظيره كان ليقوم بعمل أسوأ في مواجهة الجائحة، بينما يرى مساعد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أن ترامب هو السبب في تفشي الجائحة بالبلاد، وفقًا لموقع "سي إن إن" الأمريكي.
كما احتل النقاش بشأن المقاطعة والتشويش حول المحكمة العليا، جانبًا كبيرًا من الحديث، ما ولد فوضى كبيرة من خلال مقاطعات ترامب العديدة لإجابات بايدن، في الوقت الذي صارع فيه المحاور للسيطرة على المناظرة التي بدأت فوضوية منذ اللحظات الأولى، لذلك قال المرشح الديمقراطي في الدقيقة 19 من المناظرة لمنافسه الجمهوري "هل يمكنك الصمت يا رجل؟، توقف عن الثرثرة".
الأزمات العنصرية وواقعة "جورج فلويد"، كانت من بين محاور المناظرة أيضا، والتي تبادل فيها الطرفان الاتهامات، بينما اتهم بايدن ترامب بالتهرب الضريبي، ورد عليه الرئيس بالقول: "إذا فزت فإن نصف الشركات ستغادر وسيكون هناك أسوأ ركود اقتصادي".
تبادل الطرفان الاتهامات بشدة، حيث وصف المرشح الديمقراطي ترامب، الساعي للفوز بولاية ثانية بأنه "كذاب" و"مهرج"، وقال بايدن عن منافسه في استحقاق نوفمبر إن "كل ما يقوله حتى الآن كذب، أنا لست هنا لأبرهن أكاذيبه، الكلّ يعلم أنه كذاب"، وفي المقابل اتهم ترامب منافسه الديمقراطي بالافتقار إلى الذكاء، وبأنه دمية في يد "اليسار الراديكالي".
واستعان المرشح الديمقراطي، بكلمات عربية شهيرة، في هجومه على خصمه، حينما تحدث ترامب أنه "سيكشف سجله الضريبي عندما يكون جاهزًا"، وعندها، قاطعه جو بايدن: "متى؟ إن شاء الله"، في إشارة إلى عدم وثوقه في وعود ترامب في هذا المجال.
مواجهة ترامب وكلينتون الأولى
في 26 سبتمبر 2016، كانت المناظرة الأولى بين المرشح الجمهوري حينها دونالد ترامب ومنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، والتي كانت سابقة تاريخية؛ حيث تشارك امرأة للمرة الأولى في المناظرات الرئاسية منذ بدء تنظيمها في 1960.
شهدت تلك المناظرة، التركيز على القضايا الداخلية، حيث تطرق المنافسان لمسألة الأمن ومحاربة الإرهاب، وقالت المرشحة الديمقراطية إن هناك الكثير من الخطط الموضوعة لهزيمة تنظيم "داعش" لمنع توطنها في الشام والعراق حتى لا يجند التنظيم الشباب في أمريكا وأوروبا، لكن المرشح الجمهوري اعترض عليها قائلًا إن "كلينتون وأوباما هما السبب في خلق الفراغ في سوريا والعراق. وهما اللذان صنعا التنظيم الإرهابي. والقضاء على داعش سيستغرق وقتًا طويلًا".
تناقش الطرفان أيضًا فيما يخص الوضع الاقتصادي الأمريكي الذي شهد سجالًا كبيرًا، وقال ترامب مخاطبًا منافسته "سأعيد وظائفنا، أنت لا يمكنك فعل ذلك"، بينما ردت وزيرة الخارجية السابقة عليه: "دونالد أنت تعيش في عالمك الخاص"، واتهمته بأنه لا يؤمن بمعالجة مسألة الوظائف بل يريد حماية مصالحه ومصالح الأثرياء.
كما تراشق الجانبان الاتهامات في قضيتي البريد الإلكتروني الخاص الذي استخدمته المرشحة الديموقراطية لدى توليها وزارة الخارجية وتمنع الملياردير عن نشر تصريحه الضريبي.
وفيما يتعلق بالقضايا الخارجية، تم التركيز على الاتفاق النووي الإيراني والتحالف مع دول الشرق الأوسط، حيث كشفت كلينتون عن نيتها التعامل بحسم في قضية الاتفاق النووي، بينما رفضه ترامب بشدة واعتبره خطأ كبيرًا.
لغة الجسد: ترامب لم يتغير بين المناظرتين.. ولكنه أصبح أكثر قوة وسيطرة
منذ الإعلان عن موعد تلك المناظرة، جذبت الأنظار بشدة، ليتابعها الملايين حول العالم، حيث ركزوا على الخلاف في الحديث والتراشق بين المرشح، على غرار مناظرة 2016 أيضًا، بينما أظهرت لغة الجسد الكثير من التفاصيل الخاصة.
الدكتورة رغدة السعيد، خبيرة لغة الجسد، أكدت أن حركات وحديث ترامب لم يتغير بين مناظرتين الأوائل مع بايدن وكلينتون، فاستمر متبعا أسلوبه الهجومي ذاته، مشيرة إلى أن الاختلاف ظهر في كونه اكتسب قوة أكبر خلال حركاته التي فرض عليها إحساسًا بالهيمنة، بجانب رفعه لنسبة استفزازه لمنافسه هذه المرة.
وأضافت السعيد، لـ"الوطن"، أن ترامب كانت حركات جسده تتناسب وتنسجم مع مشاعره الداخلية وكلماته في الوقت ذاته، وهو ما يعطي انطباعًا بالصراحة أكثر عن منافسيه، حيث إنه ذو شخصية استعراضية أكثر.
وأشارت إلى أن بايدن وكلينتون تشابه أسلوبهما، كونهما يلتزمان بقواعد الحزب الديمقراطي، من خلال الالتزام بالهدوء والضحك والابتسامات الاستفزازية والسيطرة على لغة الجسد، وهو ما استمرا عليه طوال الوقت.
وأوضحت السعيد أنه إجماليا ترامب قدم أداء أفضل في لغة الجسد عن منافسه بايدن، من ناحية وجهة النظر الأمريكية للجماهير، لاعتماده على نهج الصوت العالي والمقاطعة والتكذيب والإسقاطات والاستفزاز، حيث أظهر تفوقا وسيطرة أكبر من ناحيته، وهو ما يرجح استمرار دعم مؤيديه له، واتجاه آخرين للتفكير في تأييده خلال الفترة المقبلة.
علوم سياسية: ترامب أصبح أكثر نضوجًا وحنكة سياسية
فيما يرى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في القاهرة، إن المناظرتين اختلفتا في عدة نقاط، أولها هو تركيز الأولى على القضايا الداخلية بالولايات المتحدة، وتسليط الأخيرة الضوء على الأزمات الخارجية حاليًا، مضيفًا أن ترامب في مواجهته مع كلينتون ظهر كرجل إعلامي وأعمال لذلك ركز خلال حديثه على الاقتصاد.
وشدد فهمي على أن ترامب خلال مدة رئاسته اكتسب خبرة سياسية وحنكة ونظرة مختلفة للعالم، ظهرت في مناظرته مع بايدن عن كلينتون، ما يجعله بات أكثر نضوجًا وقوة وحضورًا خلال حديثه.
وقال إن المناظرة الحالية هي أولية وستلها أخرى، ولكن المذيع فشل في إدارتها بالكفاءة المعهودة، لذلك ظهر ترامب وكأنه مهاجما على طول الخط، بينما كان بايدن "رجل دولة" وحزبي أكثر، خلال تناولهم لقضايا محل نقاش وجدال بالبلاد، أولهم المحكمة العليا الأمريكية، والتي استهدف من خلال المرشح الجمهوري إظهار استمرار بالسلطة وأن ولايته مستمرة لأربعة أعوام وسيظل يصدر فيها القرارات.
وتابع أن بايدن أراد التأكيد على قوة الحزب الديمقراطي الشديدة مؤخرا، ووجه انتقادات حادة لترامب في إدارته للاقتصاد وتأثير كورونا على البلاد وأزمة اللقاحات، ورفض عودة الحياة كاملة وفتح الاقتصاد، بينما مازالت الجائحة مستمرة، فضلًا عن التنديد بالعلاقات الخارجية الأمريكية حاليًا والخلاف مع الصين.
بينما كان الأبرز هو الخلاف بشأن الإقرارات الضريبية والسياسات المصرفية، والاحتجاجات العرقية، حيث وجه ترامب اتهامات بأن الولايات التي يديرها الديمقراطيين بها عنصرية كبيرة ورد بايدن بأن العنف موجود في كل المناطق، فيما ظهرت ثقة الرئيس في الفوز بولاية ثانية من خلال قوله إنه يمكن معرفة الفائز عبر التصويت البريدي، وفقا لفهمي.
ولفت إلى أن تلك المناظرة شهدت حديثا عاما بين الطرفين دون حلول واضحة، ولكن ظهرت قوة ترامب بلغة جسده، فضلا عن حديثه الحاسم وتوجيه للاتهامات والتكذيب طوال الوقت ومقاطعاته الكثيرة جعلته ينجح أكثر عن بايدن الذي لم يقدم كل أدواته كحيلة سياسية تنبأ بأن المناظارات المقبلة ستشهد تغييرًا ضخمًا من خلال استغلاله لأزمة الضريبة ونسبة البطالة وكورونا والسياسة الخارجية وجائزة نوبل مع ترامب.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن ترامب أعاد تقديم نفسه واستثمر في شخصيته وحديثه بأنه رجل إعلام ودعاية، ليجذب قطاعًا كبيرًا من الجمهور وهو ما ظهر في نتائج استطلاعات الرأي بعد المناظرة التي حقق فيها نتائج أفضل عن بايدن.