ترامب "تفوق" وبايدن "تهكم".. تحليل لغة جسد أول مناظرة أمريكية

كتب: دينا عبدالخالق

ترامب "تفوق" وبايدن "تهكم".. تحليل لغة جسد أول مناظرة أمريكية

ترامب "تفوق" وبايدن "تهكم".. تحليل لغة جسد أول مناظرة أمريكية

خطفت أنظار العالم خلال الساعات القليلة الماضية، المناظرة الأولى بين المرشحين للرئاسة الأميركية، دونالد ترامب وجو بايدن، أمس الثلاثاء، والتي شهدت حدة وتلاسنا عنيفا وإهانات متبادلة بعيدة عن الموضوعات المحددة سلفا، وأثارت العديد من علامات الاستفهام حول المرشحين.

ورغم تلك التساؤلات والخلافات بين المرشحين اللفظية والإسقاطات الكلامية بينهما، إلا أن لغة الجسد كان لها موقف حاسم في المناظرة الأولى والأبرز التي استغرقت 90 دقيقة بجمهور محدود التزاما بإجراءات التباعد الاجتماعي بسبب جائحة كورونا، حيث أفصحت عن الكثير من خبايا المرشحين.

 

رغدة السعيد: "بايدن" انتهج الهدوء والكبت.. و"ترامب" أظهر الغضب والسيطرة

الدكتورة رغدة السعيد، خبيرة لغة الجسد، قدمت لـ"الوطن"، تحليلا وافيا بشأن المناظرة، حيث أكدت أنها تناسبت مع حزبي المرشحين، فاتسم بايدن بالأداء الشهير والمعروف بالحزب الديمقراطي الأمريكي، من خلال الهدوء والضحك والابتسامة "الاستفزازية" والسيطرة على لغة الجسد، واستمر بنفس النمط طوال المناظرة، بينما حافظ ترامب على سمات الحزب الجمهوري من خلال الهجوم والغضب.

وأضافت أن ترامب بدأ وأنهى المناظرة غاضبا، متخذا وضعية "الألفا" أثناء وقوفه، والتي تعني أنه المسيطر، فضلا عن هيئته وجسده وشعره وانحناءة كتفيه للأمام، مع القصد بأن يكون الدبوس الموضوع على بدلته بعلم أمريكا أكبر من باين، فيما كانت "الكرافت" ذات خطوط عريضة وبعيدة عن بعضها، فكل ذلك بهدف توصيل رسالة بسيطرته وهيمنته وليس البساطة بخلاف بايدن.

كما اتخد ترامب مساحة أكبر عن منافسه في حركة يديه وأكتافه بالمناظرة تصل إلى نحو 45 سم، والتي تعتبر مساحة الطاووس، على حد قولها، موضحة أن ذلك جعله أشبه بالجالس على المسرح ما يعطي انطباع بالقوة، بينما حدد بايدن لنفسه الحركة ضمن "مربع" وضم يديه بالكثير من الأوقات، ورد على مقاطعات الرئيس بضم الشفاه لكتم المشاعر السلبية.

 

لماذا قال بايدن لترامب "اصمت يا رجل"؟

مقاطعة ترامب الكثيرة لبايدن، كانت بهدف أيضا السيطرة، بجانب استخدامه للصوت العالي والتكذيب والإسقاطات السياسية الكثيرة والاستفزاز، الذي يتنافى مع مبادئ المقاطعة، وهو ما دفع المرشح الديمقراطي لقول "اصمت يا رجل وتوقف عن الثرثرة"، وفقا للسعيد، مشيرة إلى أن بايدن كان يلجأ لحيلة ذكية ولكنها معروفة وهي الإمساك بالقلم بحجة تدوين الملاحظات، فيما أنها وسيلة للتحكم في الغضب والقلق.

وعن مخاطبة الجمهور، فهو ما ركز عليه بايدن خلال المناظرة بشكل أكبر، بخلاف ترامب الذي كان يوجه حديثه أكثر إلى منافسه والمحاور، وهو الأصح بقواعد المناظرة، في رأي خبيرة لغة الجسد، مشددة على أن تلك المناظرة كانت غير منظمة وفوضوية ولا تليق بالمناظرات الرئاسية الأمريكية السابقة.

 

السعيد: ترامب قدم أداء أفضل في لغة الجسد عن بايدن

استخدام بايدن لكلمات عربية بالمناظرة بقوله "متى وإن شاء الله"، ترى الدكتورة رغدة السعيد أنها كانت صيغة تهكمية للغاية للسخرية من ترامب، الذي لم يبال بالانتقادات والهجوم كونه شخصية استعراضية، مشيرة إلى أن كبر سن المرشح الديمقراطي أثر على لغة جسده، حيث لم يظهر الكثير من الانطباعات ويعطي شعورا بالوهن والضعف، بالإضافة لـ"البوتكس" الذي أخفى تعبيراته وأحجم حركة جبهته التي تتحكم في معظم المشاعر الأساسية للوجه وأيضا بياض أسنانه كان صناعيا وليس طبيعيا بشكل ملحوظ.  

أوضحت السعيد أنه إجماليا ترامب قدم أداء أفضل في لغة الجسد عن منافسه بايدن، من وجهة النظر الأمريكية، لاعتماده على نهج الصوت العالي والمقاطعة والتكذيب والإسقاطات والاستفزاز، وهو ما أظهر تفوقا وسيطرة أكبر من ناحيته، الأمر الذي يرجح استمرار دعم مؤيديه له، واتجاه آخرين للتفكير في تأييده خلال الفترة المقبلة.

 

 


مواضيع متعلقة