"عيادات منافية للآداب".. أطباء نفسيون يرفعون شعار "التحرش بدلا من العلاج"

01:02 م | الأربعاء 30 سبتمبر 2020

أصبح موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" منصة كبرى للتعبير عن أراء عدد كبير من الشباب تجاه الوقائع التي تخص جرائم الشرف، بعد أن تم تدشين مجموعة من الهاشتاجات التي تطالب بمحاسبة من يقوم بهذا الفعل المشين، وكان أخر الوقائع التي أثارت جدلا كبيرا لدى رواد الموقع، واقعة الطبيب النفسي المتحرش "م ف" الذي يستغل علاقته بالفتيات المريضات للتحرش بهن .

موجة عارمة من الغضب لدى رواد "تويتر"، بعد كشف تفاصيل اعتداءاته الجنسية المتكررة في حق ضحاياه من الفتيات المريضات داخل عيادته، وشارك الألاف هاشتاج " م ف متحرش" وهي الأحرف الأولى من اسم الطبيب، إضافة إلى نشر العديد من ضحاياه تفاصيل وقائع التحرش التي حدثت لهن.

وجاءت أغلب الروايات حول: "م.ف. شخص خمسيني بيدّعي أنه دكتور نفسي.. في حين أنه ممارس عام.. وليه كتاب دين بيتوزع في الكنائس والناس فاكراه أنه خادم في الكنيسة عشان طول الوقت بيحضر اجتماعات.. الضحايا أغلبهم من 16 إلى 17 سنة".

وبحسب الروايات المتداولة: "ما بيتمش التحرش بيهم غير بعد ما يغسل دماغهم ويخليهم يكرهوا أهلهم ويقطعوا علاقاتهم بصحابهم ومايبقوش يتعاملوا مع حد غيره"، وعن حكايات الضحايا فكانت: "في جلسات العلاج النفسي كان لازم يتأكّد أن البنات ماعندهمش سرطان الثدي ويعملهم هو الفحص عشان دكتور وطبعًا بيتحرش في سياق الفحص"

وتعد هذه الواقعة هي الثانية بعد أن تم اتهام طبيب نفسي أخر بالتحرش بعدد من السيدات بمحافظة الغربية ، بعد رصد أجهزة الأمن عدد من الشكاوي بإحدى صفحات فيس بوك تتضمن رسائل مرسلة من العديد من السيدات مفادها أنه أثناء علاجهن لدى أحد الأطباء النفسيين بمدينة طنطا قام بالتحرش بهن لفظياً وطلب إرسال صور خاصة لهن ومحاولة إقناعهن بممارسة بعض الأعمال المنافية للآداب وإيهامهم بأن ذلك نوع من أنواع العلاج النفسي.

كانت قد نشرت إحدى ضحايا الطبيب المتحرش على "فيسبوك"، " أنها كانت تمر بأزمة نفسية بعد انفصالها عن خطيبها، فذهبت إليه، وحاول إقامة علاقة غرامية معها: "مع الوقت بدأ يكلمني في التليفون ويقول لي أنا بابا إعتبريني الأب اللي فقدتي حنانه، ودي طريقة علاج وأنا هاكون بديله، لدرجة إنه بالأسلوب بتاعه علقني بيه جداً، وطلب مني صور شخصية أبعتها له عشان يعزز ثقتى الداخلية بنفسي، بعدين بدأ يكلمني إنه بيحلم بيا وحاول بشكل غير مباشر يتكلم في الدخول في علاقة غرامية".

العوضي: التحرش بالمرضى شذوذ ويجب فرض عقوبة مشددة

وقالت الدكتور رحاب العوضي أستاذ علم النفس السلوكي، "إن مثل هذه الحالات الشاذة لا تمثل الأطباء ونادراً حدوثها، وهؤلاء خانوا الأمانة وتمكنت منهم رغباتهم الغير سوية، فقيامهم بهذا الفعل المشين دليل على أن لديهم خلل سلوكي وعندما أتيحت له الفرصة، قام بفعلته".

وأضافت العوضي، لـ "الوطن"، "إن هؤلاء الأطباء مثلهم كمن يستخدم مجال الطب لتحقيق مكاسب مادية بطريقة غير مشروعة كالعمل بتجارة الأعضاء، ولكن يجب أن تكون عقوبة الطبيب النفسي الذي يقوم بفعل هذا الأمر أشد، لأنه يخون ثقة المرضى".

وقالت أستاذ علم النفس السلوكي، "إن مرض الشذوذ يصاب به عدد كبير من الأشخاص، وفي النهاية الطبيب بشر ومن الممكن أن يصيبه، مما يعرض المرضى لمثل هذه الحالات، ونوهت إلى عدم ثقة المرضى ثقة مطلقة في الطبيب، وأن يعتمدوا على المنطق في تقدير الأمور".

عبدالحميد: نحن في انتظار بلاغ او شكوى رسمية لكي نتحرك

وقال الدكتور محمد عبدالحميد، عضو مجلس نقابة الأطباء، إنَّ هذه الوقائع لا تمثل عموم الأطباء ولكنها حالات مخلة يعاقب عليها القانون واللائحة التاديبية مشيرا إلى أن الواقعة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تحرش طبيب نفسي، بمريضات له، لم يصل للنقابة أي شكوى رسمية عنها أو تقديم بلاغ رسمي ضد الطبيب حتى الآن.

وأضاف عبدالحميد، لـ"الوطن"، أنَّ الواقعة المذكورة على السوشيال ميديا، حملت حرفين فقط من اسم الطبيب، وبالتالي النقابة لم تتعرف عليه حتى الآن ولم تتأكّد من صحة الواقعة، ولا تملك دليلًا لكي تتحرك.

وتابع: "نحن في انتظار البلاغ أو الشكوى الرسمية لكي نتحرك"، مشيرًا إلى أنَّ بعض المحللين النفسيين وخريجي كليات الأداب قسم علم نفس يفتحون عيادات نفسية، ولذلك لا يمكن الجزم بأن صاحب الواقعة طبيب".

وأوضح عضو مجلس إدارة نقابة الأطباء، أنَّ نقابة الأطباء تحتاج إلى اسم الطبيب الثلاثي أو الرباعي، و كذلك معرفة عنوان عيادته كي تتأكّد النقابة من حقيقة كونه طبيب أم لا؟.