متحف الكاريكاتير بالفيوم.. أكثر من 700 لوحة تحكي تاريخ مصر
متحف الكاريكاتير بالفيوم.. أكثر من 700 لوحة تحكي تاريخ مصر
- الفيوم
- كاركتير
- المعماري
- بالفيوم
- متحف الكاريكاتير
- قرية تونس
- محمد عبلة
- الفيوم
- كاركتير
- المعماري
- بالفيوم
- متحف الكاريكاتير
- قرية تونس
- محمد عبلة
على بُعد 60 كيلو عن مدينة الفيوم، تقع قرية "تونس" على ضفاف بحيرة قارون، اجتمعت كافة المظاهر الطبيعية الخلابة، حيث تغازلها مياه بحيرة قارون، وتُزينها المساحات الخضراء الشاسعة والورود المختلفة الأشكال والألوان، وتُحيط بها الجبال من كافة الأنحاء، وكأنها لوحة طبيعية رُسمت بريشة فنان، ذلك المشهد الذي أسر الفنان محمد عبلة، فأجبره على أن يعيش بها ويفتتح أول متحف لفن "الكاريكاتير" بالشرق الأوسط في تلك القرية الصغيرة، فأصبح يأتي إليه الزوّار من جميع أنحاء العالم.
ويقع متحف "الكاريكاتير" على بُعد خطوات قليلة من مدخل القرية، حيث يلفت أنظار الجميع بشكله المعماري المميز والمبني من الحجر الأصفر، بينما يأخذ سقفه شكل قبة كبيرة، وأمامه مساحة شاسعة، ومحاط بالأشجار والزهور.
ويضم المتحف العشرات من رسومات الكريكاتير المميزة، وينقسم إلى عدة غرف إحداها تحكي عن تاريخ المتحف، وأخرى تحوي رسوم الكاريكاتير السياسية، بينما تم تخصيص غرفة لتضم رسومات "مصر عبر العصور" بدءًا من القرن الماضي وحتى وقتنا هذا، والتي توضح كل الحروب التي تعرضت لها مصر وانتقدها الكاريكاتير مثل الحملة الفرنسية والنكسة وحرب أكتوبر، بالإضافة إلى مجموعة مميزة من الرسومات تحكي حال التعليم في مصر.
وقال إبراهيم نجل الفنان محمد عبلة، في حديثه لـ"الوطن" إنّ والده أنشأ متحف الكاريكاتير عام 2010، بطراز معماري مميز يضم مدخلا كبيرا و3 غرف يتم عرض الرسومات فيها، موضحًا أنّ المتحف يضم رسومات كاريكاتير قديمة ونادرة ترجع إلى عام 1919.
وأشار إلى أنّ الكاريكاتير عبارة عن فن ساخر من فنون الرسم، ولكنه يُبالغ في تحريف الملامح الطبيعية، أو خصائص ومميزات شخص أو جسم ما بهدف السخرية أو النقد سواء كان سياسيا أو اجتماعيا أو فنيا، مُشددًا على أنّه له القدرة على النقد بما يفوق المقالات والتقارير الصحفية.
وكشف "عبلة" أنّ والده ظل يجمع الرسومات الخاصة بالكاريكاتير منذ أكثر من 22 عامًا، وعندما اكتملت مجموعة الرسومات التي كان يبحث عنها بدأ في بناء المتحف، حيث تجاوز عدد تلك المجموعة الـ 700 رسمة، بهدف الحفاظ عليهم من الاندثار، وبالتالي ضياع التاريخ خصوصًا أنّ تلك الرسومات توضح الحقب السياسية المختلفة في مصر على مر العصور، بالإضافة إلى حال التعليم في كل حقبة والحالة الاجتماعية والفقر.
وأشار إلى أنّ والده بدأ في بناء المتحف منذ 11 عامًا وظل مغمورًا حتى شارك في مهرجان تونس للفنون بعد 4 أعوام من افتتاح المركز، ثم اشتهر وذاع صيته، وتسابقت الأفواج السياحية على زيارته، وامتلأ بالزوار، خصوصًا أنّ دخول المركز بسعر رمزي جدًا "10 جنيهات فقط" يتم إنفاقها على تنظيف المتحف ودفع الكهرباء والمياه منها أيضًا.
وطالب "عبلة" وزيرة الثقافة بضرورة تدعيم المتحف وتوفير مصور لهم لتصوير الرسومات النادرة التي يضمها المتحف، ووضعها على أسطوانات ومنحها للزوار ونشرها على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي لتعريف المواطنين أكثر بالمتحف، كما طالب الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم بتوفير عُمّال نظافة للمتحف على الأقل.
وبيّن أنّ والده حريص على إتاحة دراسة الفن وتبادل الخبرات للطلاب والفنانون من كافة أنحاء العالم مثلما يحدث في النمسا، مُشيرًا إلى أنّ المتحف يستقبل زوار من مختلف الثقافات والجنسيات ويتبادلون الخبرات كل عام على مدار شهر ونص من منتصف شهر يناير وحتى نهاية شهر فبراير من كل عام، وفي كل عام يأتي مُدرسين مختلفين من دول مختلفة وذلك بدون مقابل مادي.
وتابع أنّه يأتي أشخاص من ثقافات وجنسيات مختلفة ويتبادلوا الخبرات كل عام، على مدار 6 أسابيع من منتصف يناير إلى نهاية فبراير، وكل مرة يأتي مدرسين مختلفين من دول مختلفة، وذلك بدون مقابل مادي، سوى مقابل الطعام والشراب والإقامة فقط.
وأكدّ أنّ كل الأعمال المعروضة بالمتحف أصلية وليست نُسخا، مُبينًا أنّه حتى الآن هناك رسامون يرسلون لهم رسومات جديدة لعرضها في المتحف، بالإضافة إلى أنّ هناك رسامين يبعثون لهم برسومات كثيرة لعرضها في المتحف، كاشفًا أنّه لا يتم عرض الرسومات جميعًا في آن واحد بل يتم عرض جزء منها ويقومون بتغيير الرسومات كل فترة حتى لا يشعر الزوار بالملل، موضحًا أنّ كل الأعمال المعروضة بالمتحف أصلية وليست نسخ.
ونوّه بأنّ أبرز ما يضمه المتحف هو كتاب "وصف مصر" والذي يصف حال مصر خلال الحملة الفرنسية، وهي النسخة الأصلية من الكتاب، ويتم عرض صور جديدة من الكتاب كل فترة، بالإضافة إلى رسومات مجلات الكاريكاتير القديمة مثل "الشعلة" و"الكشكول" و"إضحك"، و"الجيل الجديد".
وفي ختام حديثه، "دعا" عبلة الجميع لحضور فعاليات يوم "ليه تقتلني" للتنديد بقتل الكلاب بعد إبادة 30 كلبا بالقرية مرة واحدة، حيث سيقام معرض وفعالية ثقافية كبيرة لدعم حملة "لا للقتل.. نعم للتوعية والتطيعم" بالتعاون مع الجمعية المصرية للكاريكاتير وجمعية الكاريكاتير المغربية ومجلة توميتو كرتون، ومجموعة رسم مصر، والتحالف الدولي للقضاء على مرض السعار وجمعيات الرفق بالحيوان.