خريجو منحة ناصر الأفارقة في الذكرى الـ50 للرحيل: المُلهم لشباب القارة

10:40 ص | الاثنين 28 سبتمبر 2020

منحة دراسية تسعى لنقل التجربة المصرية المصرية العريقة في رسوخ وبناء المؤسسات الوطنية لشباب القارة السمراء بهدف خلق جيل جديد من القيادات التحولية الأفريقية الشابة وإنشاء تجمع للقيادات الأفريقية الشابة الأكثر تأثيرا على مستوى القارة، لم يكن طموح مؤسسها وصاحب فكرة تدشينها "حسن غزالي" مقتصرا عند كونها برنامجا تدريبيا فقط، وإنما كأداة لتفعيل أجندة إفريقيا 2036، فباتت وسيلة تجمع شباب القارة، روحيا، ليست فقط في أوقات التدريب وإنما في كل عام يوم ذكرى رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، الذي رحل عن عالمنا في يوم 28 سبتمبر من عام 1970 لإحياء ذكراه بينهم لكونه رمزًا وقدوة لهم، بحسب وصفهم.

ذكريات تتجلى في قلوب خريجي منحة ناصر لتدريب قيادات شباب أفريقيا على القيادة في ذكرى رحيل الزعيم، اكتسبوا خلال فترة التدريب علم غزير وصداقات واسعة، وصفها صلاح عمر، أحد خريجي المنحة التدريبية من جمهورية السودان الشقيقة في بداية حديثه لـ"الوطن" بتجربة مختلفة اقترب فيها من شباب قارته ومحفزًا له للتخطيط لمشاريع تجوب خياله لدعم بلده وقارته.

صلاح: تعرفنا على تجربة مصر الملهمة في الوحدة الوطنية ومشروع أفريقيا

"رجل ملهم وصاحب تجربة تستحق الدراسة"، هكذا وصف الشاب الثلاثيني الذي درس هندسة الشبكات بأحد جامعات الهند، الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وفور علمه بالمنحة التدريبية المصرية تقدم إليها وتم ترشيحه من جانب مكتب الشباب الإفريقي، حتى كان"محظوظا" حسب وصفه بالالتحاق بالدفعة الأولى بالمنحة ،" شاركت ممثل لمنظمة بان إفريقيا، الزعيم ناصر بالنسبة لينا قدوة بنتعلم من تجربته قيم كبيرة وهي غاية المشروع الكبير التكامل الإفريقي".

انفتاح فكري ناله الشاب السوداني من دراسته بمنحة ناصر، وبحسب قوله، تعرف على تجربة مصر الخاصة بالوحدة الوطنية، وأهداف أجندة 2063، إلى جانب علاقات الصداقة التي شكلها مع شباب القارة من جنسيات مختلفة، ولقاءه بأساتذة متخصصين،"أصبحت قادر على التفكير والتخطيط لدعم بلدي السودان وقارتنا السمراء".

لم يكن العام 2019 هو الأول الذي زار فيه صلاح مصر، بل يعتبرها "وطنه الثاني" كانت زيارته الأولى لها عام 2018 لحضور فعاليات الملتقى الشبابي المصري الأول برعاية وزارة الشباب و الرياضة، وبات متواصلاً مع العشرات من الشباب المصري: "بنفكر دايما في مشاريع مختلفة بنحلم ننفذها بينا، بينا إخوات وصحاب وعلاقتي بيهم كويسة جدا"، بحسب قوله.

بو إيفان: ضروري أن يعرف الشباب الأفريقي جذور وتاريخ قارتهم وعلاقات الدول ببعضها

من دولة أوغندا، حضر بو إيفان، في المنحة التي حرص على التقدم إليها والالتحاق بها منذ الإعلان عنها؛ رغبة في الاستفادة من المحاضرات والفعاليات الخاصة بها والتي ترتكز على تاريخ وأصول القارة الأفريقية، ومنها دور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في ثورة 1952 وإنهاء الاستعمار في أفريقيا.

"إيفان" الذي درس المحاماة ويستعد حاليًا للحصول على شهادة الماجستير في بلاده، وصف فعاليات المنحة لـ"الوطن" بـ"بذات الأهمية الكبرى"، مبينًا أنَّه من الضروري أن يعرف الشباب الأفريقي جذور وتاريخ قارتهم وعلاقات الدول ببعضها لطرح وخلق فرص جديدة للتعاون بينهم في المشاريع والأفكار الناشئة الخاصة بهم، حسب تعبيره.

تجمع الشباب الأفريقي في منحة "ناصر" اعتبره الشاب الأوغندي، الذي شارك في فعاليات منتدى الشباب العربي الأفريقي في أسوان، فرصة لمناقشة وتبادل وجهات النظر حول أفريقيا التي نريدها وسط التحديات العديدة التي تواجهنا، حسب تعبيره، وسيسعى قبل عودته إلى بلاده إلى بناء شبكة معرفة بينه وبين المصريين للاستفادة منها في دعم أفكاره الخاصة بمستقبل دولته وخدمة القارة السمراء في وقت لاحق.

أحمد الليبي: المنحة ساعدتني على التفكير بشكل مختلف على المستوى الشخصي في مجال عملي والتخطيط لمشاريع مستقبلية

من ليبيا الشقيقة، تخرج أحمد محمد في الدفعة الأولى للمنحة، التي اعتبرها إضافة كبيرة له في طريقه المهني، استفاد منها بالتعامل مع الإدارات المصرية العليا والتعرف على آليات شغل تلك الموسسات وتاريخها مع إفريقيا منها الخارجية المصرية والهيئة العربية للتصنيع، بما ساعد على توسيع مداركه والتطلع إلى معلومات وخبرات متعددة تفيده في مجاله الذي يعمل به في الاستيراد.

بحكم دراسته لإدارة الأعمال، باتت منحة ناصر سبب إلهام للشاب الليبي، وبحسب روايته لـ"الوطن" التعرف على أصول وجذور تاريخ القارة ساعده على التفكير بشكل مختلف على المستوى الشخصي له في مجال عمله والتخطيط لمشاريع مستقبلية بالتعاون مع شباب القارة السمراء، "كلنا حابين نطبق تجربة ناصر الملهمة في مشروع أفريقيا الوطن الأكبر"، بحسب تعبيره.