إبراهيم حجازي يكتب: الرياضة التي يريدها الرئيس.. في المدرسة

كتب: إبراهيم حجازي

إبراهيم حجازي يكتب: الرياضة التي يريدها الرئيس.. في المدرسة

إبراهيم حجازي يكتب: الرياضة التي يريدها الرئيس.. في المدرسة

لأننى متابع دائم لجريدة «الوطن»، فأنا من قراء الكاتب الصحفى الكبير الدكتور خالد منتصر.. متابعاً ومعجباً بتصديه للكثير من الخطايا المسكوت عنها فى حياتنا!.

من أيام اتصلت به تليفونياً مؤيداً موقفه من «برامج تحت السلم الطبية فى القنوات مجهولة الهوية»!. خلال الحديث سألته عن رأيه العلمى الطبى فى مواصفات التخصصات المؤهلة لوضع المنهج المقترح لمادة التربية البدنية (عملى ونظرى) كمادة أساسية فى المدرسة المصرية!. سألنى إيه الحكاية.. سردت عليه كل الرواية!. وافقنى الرأى وكتب مقالاً فى «الوطن» بعنوان: التربية البدنية حلم إبراهيم حجازى!.

الرئيس السيسى وجه منذ سنة الجهات المعنية ببناء الجسد السليم للطفل المصرى من خلال الرياضة كمادة أساسية إجبارية فى المدرسة

عندما تحدثنا ثانية أخبرنى أن الأستاذ محمود مسلم رئيس تحرير «الوطن» مقتنع جداً بهذه القضية التى تطرحها من فترة طويلة ومتحمس لأن تشارك «الوطن» فى هذه الحملة التى تستهدف بناء جسد الوطن. من خلال التربية البدنية فى المدرسة المصرية. لإحدى أهم قضايا أمن الوطن القومى.. التى يمكن تلخيصها فى النقاط التالية:

1- الرئيس السيسى من سنة تقريباً.. أبدى ملاحظة وتوجيهاً. ملاحظة الرئيس: ظاهرة السمنة التى تضرب أطفالنا الصغار.. وكيف لطفل أن يكون له «كِرْش»؟. أما التوجيه.. فهو أن تكون الرياضة مادة أساسية فى المدرسة المصرية.

2- السادة المسئولون عن قطاع الرياضة بالتربية والتعليم.. أول رد فعل لهم على توجيه الرئيس.. جاء بعد شهور.. عندما أعلنوا عن تنظيم مسابقات دورى فى عدد من اللعبات بالمدارس.. ولم يوضحوا كيف ستكون هذه المسابقات الرياضية مادة أساسية؟. ومن شهر تقريباً تم تأكيد أن مسابقات الدورى أو منافسات الدورى.. هى مادة الرياضة التى ستكون مادة أساسية!.

3- نحن فى مواجهة خلط واضح وخطأ فادح قائمين منذ دخلت الرياضة إلى مصر!.

الرياضة هى أى نشاط بدنى يؤديه الإنسان!. الرياضة هى ممارسة أى نشاط بدنى!. معنى هذا أن ممارسة أى نشاط بدنى.. أساس الرياضة!. للأسف هذا الأساس تقريباً اختفى وأكثر من 98% من أطفالنا وشبابنا لا يمارسون أى نشاط بدنى.. أى لا يمارسون الرياضة!.

4- اختفت الممارسة وتاه مفهومها وانمحى!. لو سألنا عينة عشوائية من أهالينا.. كبار وصغار.. يعنى إيه رياضة؟. الأغلبية إن لم يكن الجميع.. سيقولون: الرياضة هى الكورة.. والكورة هى الأهلى والزمالك!.

الرياضة التى يقصدها الرئيس هى التربية البدنية المعنية ببناء الجسد واكتساب اللياقة وتحقيق التوازن البدنى والنفسى والصحى

حدوتة الممارسة لا أحد يعرفها.. لأنه لا توجد جهة مسئولة عنها!. الموجود فقط المنافسة أو قطاع البطولة!. قانون الرياضة يحميها وجعل لها هيئاتها.. أندية واتحادات ولجنة أولمبية.. واحتراف.. ولعبة مثل الكورة.. يُنفق فيها وعليها مليارات والعائد تعصب وكراهية ومكايدات.. والمستوى الفنى مضحك!. المستفيدون من بقاء الوضع على ما هو عليه كثيرون جداً فى مجالات لا تحصى!. استحالة أن تكون هناك منافسة مرتفعة المستوى.. والقاعدة العريضة الهائلة من أطفالنا وشبابنا لا يمارسون الرياضة.. وأقرب مثال المدرسة الموجود بها 23 مليون ولد وبنت.. من يمارسون الرياضة منهم أقل من 500 ألف والـ22 مليوناً و500 ألف لا علاقة لهم بالرياضة!.

5- من يتكلم عن أن هناك مسابقات دورى فى عدد من اللعبات بالمدارس.. لا يكمل الصورة ويوضح أن المدرسة التى بها ألف طالب.. لو عندها دورى فى الكورة.. من يشارك فيه 30 طالباً يلعبون فى فريق المدرسة والـ970 طالباً الآخرون متفرجون!.

6- فى غياب مفهوم الممارسة.. ضاع حق الوطن فى أن تكون أجياله قوية عفية.. واستحالة أن تكون قوية.. والطفل المصرى غير موجود على خريطة الإعداد البدنى!. مهتمون فقط بإكسابه المواد التعليمية.. ونسينا أن العقل الذى نعلمه.. لكى يكون سليماً.. لا بد أن يكون جسده سليماً.. وكما قالوا قديماً: العقل السليم فى الجسم السليم!.

7- من هذا المنطلق الرئيس السيسى من سنة.. وجه الجهات المعنية ببناء هذا الجسد السليم للطفل المصرى.. من خلال الرياضة كمادة أساسية إجبارية فى المدرسة!. الرياضة التى يقصدها الرئيس هى التربية البدنية!. التربية البدنية معنية ببناء الجسد واكتساب اللياقة وتحقيق التوازن البدنى والنفسى والصحى.. وهذا غاية المراد من رب العباد.. أما التربية الرياضية فهى اللعبات الرياضية المختلفة ومنافساتها فى قطاع البطولة!.

8- وفق توجيه الرئيس.. فإن الرياضة المطلوب أن تكون مادة أساسية من المواد الدراسية.. هى التربية البدنية المكونة من شقين.. كلاهما مادة أساسية!. الشق الأول هو الجزء العملى.. والمقصود به التمرينات البدنية التى يؤديها الطالب لأجل اكتساب عناصر اللياقة البدنية من خلال برنامج مقنن مع أعمار المراحل السنية.

أكثر من 98% من أطفالنا وشبابنا لا يمارسون أى نشاط بدنى.. أى لا يمارسون الرياضة.. ولو سألنا عينة عشوائية من أهالينا: يعنى إيه رياضة؟ فالأغلبية ستقول: الرياضة هى الكورة.. والكورة هى الأهلى والزمالك

البرنامج البدنى العملى من أولى ابتدائى حتى الثانوية العامة.. والهدف البناء الصحيح للجسد البشرى الذى خلقه الله فى أحسن تقويم ودعانا إلى بنائه ووقايته والحفاظ عليه. هذا البرنامج قائم على تمرينات بدنية لكل أعضاء الجسم.. واكتسابها يتم بالتكرار ولا دخل هنا لأى مهارات أو موهبة.. بمعنى أن تكافؤ الفرص موجود.. وبالتالى لا ظلم لأحد إذا ما أصبحت التمرينات البدنية.. مادة أساسية فيها نجاح ورسوب!. بينما يستحيل جعل اللعبات الرياضية مادة أساسية.. لأن المسألة مرتبطة بموهبة موجودة عند واحد من كل مائة.. وليس ذنب الـ99 أنهم غير موهوبين فى أى لعبة!. والبرنامج النظرى.. هو التعرف على أعظم خلق الله!. معلومات مبسطة فى السنوات الأولى عن الجسد البشرى إلى أن تصل لمبادئ علوم الفسيولوجى والتشريح فى الثانوية العامة.. ومثلما الطفل والشاب يعرف كل تفصيلة عن تليفونه المحمول.. من باب أولى يتعرف على جسده واحتياجاته وكيفية الحفاظ عليه والسلوكيات الصحيحة فى النوم والأكل والراحة وكل احتياجاته!.

خلاصة القول: التربية البدنية فى المدرسة المصرية.. قضية أمن قومى لا مكان فيها لوجهات نظر أخرى.. لأنها السبيل الأوحد لبناء أجساد 23 مليون بنت وولد.. هم ثلث الشعب المصرى اليوم وكل الشعب فى الغد.. وواجبنا الصحفى يفرض علينا ويلزمنا.. الاجتهاد باقتراحات نعاون بها الجهات المعنية للوصول إلى حلول.. بها نبنى جسد الوطن.. ببناء أجساد وعقول بناتنا وأولادنا فى مدارسنا.


مواضيع متعلقة