الممرات الخضراء الآمنة ونيران الحرب الباردة الجديدة
- أمين سعيد
- الحرب التجارية
- أمريكا والصين
- روسيا
- عدم الانحياز الجديدة
- أمين سعيد
- الحرب التجارية
- أمريكا والصين
- روسيا
- عدم الانحياز الجديدة
تندفع الإنسانية الان في منحدر حرب باردة جديدة بين القطبين الكبيرين في العالم الان الولايات المتحدة الامريكية والصين بسرعة كبيرة. تجاوزت التراشق اللفظي الى التهديدات السافرة مرورا بالإجراءات العقابية والجراءة المضادة وصولا الى حشد قوى المواجهات السياسية والتكنولوجية والبيولوجية والعسكرية وحتى عقد الاحلاف. وهو ما حدا برجل مطلع بقوة على الشئون الدولية مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الى طلب وجود ممرات خضراء بين قوى الحرب الباردة الجديدة. بعدما شهدنا تصعيدا أمريكيا قويا ضد الصين وردا صينيا على نفس القدر من القوة في منطقة بحر الصين وعلى مستوى صراع القطبين الجديدين في الهيمنة على السباق التكنولوجي العالم. وقامت الولايات المتحدة الامريكية بتحرك حاسم في منطقة الشرق الأوسط لبناء تحالف عربي إسرائيلي شرق أوسطي ضد مصالح روسيا وخصوصا حول المضايق الحيوية الثلاث الأهم للصين وهم مضيق باب المندب ومضيق هرمز ومضيق ملقا.
هل ستقود روسيا حركة عدم الانحياز الجديدة؟
وجدت مجلة المصلحة القومية الأمريكية ما عدتها "رسالة خفية" في خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة.المجلة نشرت مقالا بهذا الشأن بعنوان "خطاب فلاديمير بوتين في الأمم المتحدة: هل ستقود روسيا حركة عدم الانحياز الجديدة؟".ورأى صاحب المقال أن كلمات الزعيم الروسي حول تعافي الاقتصاد العالمي بعد أزمة الفيروس التاجي تهدف في الواقع إلى تعزيز موقف موسكو القيادي، مشيرا إلى أن بوتين تحدث في الوقت نفسه، عن الحاجة إلى إنشاء "ممرات خضراء" خالية من العقوبات من شأنها أن تكون "مساعدة كبيرة" للنمو الاقتصادي العالمي والحد من البطالة.ويعتقد المؤلف أن الإجراءات المضادة للأزمة التي اقترحها الرئيس بوتين ستجعل روسيا "الزعيم الفعلي لكتلة جديدة من دول عدم الانحياز التي لا تريد أن تجبر على الاختيار بين واشنطن وبكين". ولفت في هذا السياق إلى أن "الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو عرض بوتين الخفي الآخر، وهو موجه هذه المرة للأوروبيين والدول الرائدة في الجنوب العالمي ومفاده: عدم التورط في الحرب الباردة الوليدة بين الولايات المتحدة والصين".
تحرك بوتن بعد رفض دعوة سابقة. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قد دعي في مقالة مطولة نشرت في عدة صحف غربية بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعون لانتهاء الحرب العالمية الثانية الى لقاء لقادة الدول الخمس النووية على غرار مؤتمر يالطا لمناقشة خطوات تطوير المبادئ الجماعية لحل القضايا الدولية. والحفاظ على السلام وتعزيز الامن العالمي والإقليمي والحد من الاسلحة الاستراتيجية فضلا عن الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب والتطرف. جدد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، دعمه لفكرة عقد قمة تجمع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، مضيفا أن هذه الخطوة ستسمح بإزالة الكثير من الشكوك المتراكمة بشأن قضايا دولية. وقال بوتين في حديثه مع الصحفيين: "لقد تراكمت الكثير من الشكوك حول قضايا دولية، ما يتطلب اهتماما خاصا من القوى النووية التي تقود العالم. لهذا فإن هذه القمة، في رأيي، تأتي في وقت مناسب وستكون مفيدة". وأعرب بوتين في وقت سابق عن أمله في عقد لقاء شخصي بين قادة الدول النووية الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في أقرب وقت ممكن، وإن لم يتم الاتفاق على موعده بعد.
النيران تقترب: أمريكا تصعد والصين ترد
أمريكا تصعد أعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الاثنين، أن بلاده ستتعامل مع سعي الصين للاستحواذ على الموارد في المياه المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي بوصفه أمراً "غير مشروع"، ممارسا بذلك مزيدا من الضغوط على العملاق الآسيوي.وقال بومبيو في بيان: "مطالبات بكين بالموارد البحرية في القسم الأكبر من بحر الصين الجنوبي غير مشروعة بتاتاً وكذلك حملة الترهيب التي تقوم بها للسيطرة عليها".وأضاف أن "الولايات المتحدة تدافع عن فكرة إنشاء منطقة حرة ومفتوحة في المحيط الهادئ-الهندي. واليوم، نعزز سياسة الولايات المتحدة في موقع حيوي ومتنازع عليه في بحر الصين الجنوبي".وإذ ذكر الوزير الأميركي بأن محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي قضت في 2016 بأن الصين ليس لديها أي أساس قانوني للمطالبة "بحقوق تاريخية" في هذه المنطقة، شدد على أن "قرار هيئة التحكيم نهائي وواجب التنفيذ على الطرفين".وأضاف أن "العالم لن يسمح للصين بأن تتعامل مع بحر الصين الجنوبي بوصفة جزءاً من إمبراطوريتها البحرية".
الصين ترد: اتهمت بكين واشنطن، الخميس، بتهديد السلام في بحر الصين الجنوبي، واعتبرتها بأنها تشكل "أكبر خطر" للسلام في المنطقة.وقالت الصين، إن الولايات المتحدة تشكل "أكبر خطر" للسلام في بحر الصين، تلك المنطقة الشاسعة المتنازع عليها التي تطالب بكين بالقسم الأكبر منها وتشكل موضوع خلاف متزايد مع واشنطن.فخلال اجتماع افتراضي مع نظرائه في رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان"، اتهم وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، الولايات المتحدة "بخلق توترات والاستفادة منها".وقال بحسب تصريحات اوردتها وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، الخميس "الولايات المتحدة تصبح العامل الأخطر للسلام في بحر الصين الجنوبي".وأكد وانغ أن "الولايات المتحدة تتجه لتصبح أكبر محرك للعسكرة في بحر الصين"، وفقا لما ذكرته رويترز.وتأتي هذه التصريحات في إطار من التوتر الثنائي الشديد بين بكين وواشنطن حول عدة مواضيع: هونغ كونغ وحقوق الإنسان والتنافس التكنولوجي والتجسس والتجارة.
حرب تكنولوجية
أفادت دراسة نشرتها صحيفة "نيكي" اليابانية الرائدة في مجال الأعمال، بأن شركات التكنولوجيا الفائقة في الصين تجاوزت حصة مثيلاتها اليابانية في السوق الدولية، وتواصل منافسة الأمريكيين.وأوضحت الدراسة اليابانية أن الصين استحوذت في عام 2019 على أكبر حصة سوقية في 12 قطاعا، بما في ذلك إنتاج المكونات الإلكترونية، في حين أن هذا المؤشر بالنسية للولايات المتحدة التي تحتل المركز الأول، هو 25.أما بالنسية لليابان صاحبة الترتيب الثالث، فحصتها وفق هذا المؤشر 7، كما أن الشركات الصينية تفوقت على مثيلاتها اليابانية في غضون عام في قطاع شاشات الكريستال السائل الصغيرة والمتوسطة الحجم المستخدمة في الهواتف الذكية ومكونات بطاريات أيون الليثيوم وغيرها.وفي السياق ذاته، زادت مجموعة لينوفو، أكبر شركة مصنعة لأجهزة الكمبيوتر في الصين، من حصتها في السوق العالمية بنسبة 1.2 نقطة مئوية في عام 2019 مقارنة بعام 2018، لتصل إلى 24.2٪، وحلت هذه الشركة الصينية بذلك في المقدمة، متجاوزة الشركة الأمريكية "هوليت – باكارد".
واحتلت شركة "هواوي" الصينية، على الرغم من السياسة التي اتبعها عدد من الدول الغربية في حظر استخدام منتجاتها، المرتبة الثانية عالميا في سوق الهواتف الذكية بحصة سوقية بلغت 17.6٪، ما سمح لها بتجاوز شركة "أبل" الأمريكية، وسد الفجوة مع شركة "سامسونغ" الكورية الجنوبية الرائدة في هذا القطاع، والتي تمثل هواتفها الذكية 21.6٪ من المبيعات العالمية.اللافت أن حصة "هواوي" قبل 5 أعوام في السوق الدولية كانت 5% فقط، بينما ارتفعت النسبة الكلية للشركات الصينية "هواوي" و"شاومي" و"أوبو" إلى 35% من المبيعات العالمية.علاوة على ذلك، تحتل "هواوي" مكانة رائدة في عدد محطات الهواتف المحمولة، إلا أنه في قطاع أجهزة التوجيه، وبسبب الخلافات بين الولايات المتحدة والصين، تواصل شركة "سيسكو سيستمز" الأمريكية توسيع ريادتها على المنافسين، بما في ذلك "هواوي"، بحصة سوقية تبلغ 64.7٪ .الدراسة اليابانية لفتت إلى أن الشركات الصينية نجحت حتى الآن في التعامل مع الضغوط الأمريكية، وساعدها في ذلك نمو الطلب المحلي. ومع ذلك الوضع قد يتغير، إذا استمرت الدول الأوروبية والولايات المتحدة في التخلي عن المعدات والتقنيات الصينية.
الشرق الأوسط والمحاور الجديدة.
يبدوا ان مهمة نتنياهو الأخيرة في واشنطن لم تكن فقط كما أفادت صحيفة "واشنطن بوست" بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستخدم الزيارات الرسمية إلى الولايات المتحدة "لتنظيف غسيله المتسخ مجانا".ونقلت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الأربعاء 23 سبتم برعن مسؤولين أمريكيين سياسيين ومهنيين في إدارتي الرئيسين الأمريكيين الحالي دونالد ترامب والسابق باراك أوباما، تأكيدهم أن نتنياهو اكتسب خلال السنوات الماضية شهرة مثيرة للجدل بين موظفي منزل الضيافة الخاص بالزيارة الأمريكية، بجلبه حقائب متعددة مليئة بالغسيل الوسخ. بل كانت المهمة أكبر وهي بناء محور شرق أوسطي مع الولايات المتحدة لمواجهة الصين في إطار الحرب الباردة الجديدة.
ففي تقرير نشرته جريدة "South China Morning Post " أشار الصحافي الباكستاني المختص بالشؤون الدولية توم حسين إلى أن الولايات المتحدة تريد الاستفادة من اتفاقية السلام بين إسرائيل والإمارات لتكثيف مقاومتها ضد إنشاء الصين مبادرة "الحزام والطريق" في الشرق الأوسط والقرن الإفريقي وشرق البحر المتوسط.
ويتضمّن الاتفاق الذي أعلن في 13 آب/ أغسطس خططاً لخلق تحالف أمني بحري، يهدف في المقام الأول إلى مواجهة التهديدات الإيرانية للملاحة التي تمر عبر مضيق هرمز عند مدخل الخليج الغني بالنفط والغاز، وعند مضيق باب المندب بين اليمن والقرن الإفريقي في الطريق من المحيط الهندي إلى قناة السويس.هذان الممران إلى جانب مضيق ملقا، وهو شريط مائي بين شبه جزيرة ماليزيا وجزيرة سومطرة الإندونيسية، يشكلون الممرات البحرية الاستراتيجية الثلاثة الأكثر أهمية للمصالح الجيوسياسية الصينية.وسبق أن وصفت بكين الوصول دون عوائق إلى هذه الممرات المائية الثلاثة بأنه "مسألة حياة أو موت" لاقتصادها.ينقل التقرير المذكور عن الباحث في العلاقات بين روسيا والشرق الأوسط في جامعة أكسفورد صموئيل راماني أن "الصفقة الإسرائيلية الإماراتية تهدف جزئياً إلى إضفاء الطابع الرسمي على التعاون في مجال الأمن البحري ومكافحة التهديدات لطرق الإمداد الحيوية".