الدين بيقول إيه؟.. تفاصيل أزمة أغنية أصالة الجديدة "رفقا"

كتب: دينا عبدالخالق

الدين بيقول إيه؟.. تفاصيل أزمة أغنية أصالة الجديدة "رفقا"

الدين بيقول إيه؟.. تفاصيل أزمة أغنية أصالة الجديدة "رفقا"

منذ منتصف شهر سبتمبر الجاري، أثارت الفنانة أصالة جدلًا ضخمًا، بداية من حذفها جميع منشوراتها على موقع "إنستجرام" حتى صدور ألبومها الجديد "لا تستسلم"، الذي تضمن أغنية "رفقًا"، والتي اُقتبس جزء بها من حديث شريف، وهو "رفقًا بمن عنهن قيل استوصوا خيرًا بالنساء، فقد خلقن بضعفهن، وزادهن الله حياءً".

بلاغ عاجل ضد أصالة

واُقتبست كلمات الأغنية من الحديث النبوي الشريف "استوصوا بالنساء خيرًا"، لذلك تقدم سمير صبري المحامي، ببلاغ عاجل للنائب العام، ضد الفنانة السورية لاقتباسها جزءً من الحديث فى أغنيتها الجديدة "رفقا"، قائلًا في بلاغه "أصدرت أصالة ألبومًا غنائيًا حديثًا يحتوي على أغنية معنونة باسم رفقًا، وجاءت كلمات هذه الأغنية اقتباسًا من حديث نبوي شريف".

واستند "صبري"، فى بلاغه إلى فتوى من مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريفن تؤكد عدم الاستماع أو الترويج لأي أغنية يتم فيها اقتباس من الأحاديث النبوية، معتبرًا أن ذلك غير جائز شرعًا ولا يليق بمقام النبوة.

بينما رد الشاعر محمد أبونعمة مؤلف الأغنية على تلك الأزمة، في تصريحات لبرنامج "إي تي بالعربي": "أنا مش فاهم إيه المشكلة فيما فعلته، الاقتباس من القرآن والحديث موجود فى الشعر منذ ألف عام، وفعله أبوجعفر الأندلسي والأصفهاني"، مضيفا: "كلمات أغنيتي هادفة ولا يوجد بها أي ضرر".

وشدد "أبو نعمة" على أنه يحترم رأي الأزهر فيما يخص أغنيته، موضحًا وجود آراء أخرى لعدد من مشايخ الأزهر في هذا الشأن، حيث لا يجدون مانعًا في الاقتباس من الأحاديث لتقديم رسالة جيدة، من بينهم الدكتور أسامة الأزهري.

رأي مجمع البحوث الإسلامية

وسبق وأن أصدر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، بيانًا بشأن تلك الأزمة، حيث أكد أن ما جرى تداوله في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا من اقتباس الأغاني بعض جمل من أحاديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أمر لا يليق بمقام النبوة ولا مكانة الأنبياء، عليهم أفضل الصلاة والسلام، ولا يجوز شرعًا لما قد يلابس أداء "الأغاني" ويلتصق بها من أمور تتنافى وجلال النبوة.

وأوضح المجمع أنه انطلاقًا من واجب النصيحة لله ورسوله وعامة المؤمنين وخاصتهم، فإن مجمع البحوث الإسلامية، ينصح المسلمين كافة بعدم التعرض لسماع مثل هذه الأغاني أو التغني بها أو ترويجها، وعليهم أن يعلموا أنهم مأمورون بتوقير هذا النبي العظيم، صلى الله عليه وسلم، وإعزازه، وإعلاء قدره ومقامه والبُعد بأحاديثه الشريفة عن ساحات التسلية واللهو.

 

أزهري: إذا كانت الغاية طيبة فلابد أن تكون الوسيلة مناسبة

واتفق مع ذلك الرأي، الدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي وائل الإبراشي مقدم برنامج "التاسعة" عبر التلفزيون المصري، مؤكدًا أنه ليس من اللائق أن يُذكر نص القرآن الكريم أو الحديث الشريف في أغنية.

وأضاف فؤاد أن:"نحن لا نكفر، ولكنه ليس من اللائق تحويل الحديث أو القرآن إلى أغنية، فالأحاديث النبوية الشريفة والقرآن الكريم ليس للتسلية أو السمر، الأحاديث النبوية لا يُغنى بها ولا تعرض على المسارح فتصاحبها الموسيقى وقد يصاحبها الرقص بعد ذلك.. فلكل مقام مقال".

وأشار إلى حسن نية مؤلف الأغنية برسالة محمودة، مضيفًا: "لكن لابد إذا كانت الغاية طيبة أن تكون الوسيلة مناسبة له.. ولكن الدين لا يُستعمل كوجبات سريعة ولكن يحتاج إلى تأن وتعليم وقراءة، وفهم كل كلمة منه ويأخذ منه الأحكام الشرعية والمستحب والمكروه".

 

أستاذ عقيدة: كلامها جميل

وعلى خلافهم، علقت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ عقيدة وفلسفة، وعميدة كلية الدراسات الإسلامية السابقة، على تلك الأزمة، بقولها إن "هذا شيء جميل، والمنشدين طوال الوقت ينشدون بمثل هذه الكلمات الجميلة، ولا غضب أو غضاضة، فما المانع، فهذه السيدة أتت بجزء من الحديث واستخدمته بشكل راقٍ ومحترم، فما الضرر؟ أعتقد أن المعنى في سياق الأغنية سيصل للناس بشكل أسرع من الشيوخ، الكلام محترم وفي سياق محترم ومصحوب بلحن محترم".

وأضافت أن الأنصار استقبلوا النبي بالغناء ولم ينههم، وعن رفض مجمع البحوث قالت: "لا أري داعي للرفض، فلن يضير الإسلام نشيد أو أغنية، فالنوايا ليست سيئة، وأثق أن الرسالة ستصل أسرع ألف مرة من المنبر، أتمنى نوعًا من الحكمة والتريث في الغضب والرضا، لا أرحب بهذا الضيق الذي يخرج عن جمال الحياة".


مواضيع متعلقة