الدراسة في زمن كوفيد!
- الدول العربية
- جريدة الأهرام
- ردود أفعال
- قناة العربية
- مداخلة هاتفية
- مدير تحرير
- أشرف
- أنواع
- الدول العربية
- جريدة الأهرام
- ردود أفعال
- قناة العربية
- مداخلة هاتفية
- مدير تحرير
- أشرف
- أنواع
ما زال خبر عدد إصابات كوفيد يحتل موقعه فى صدر نشرات الأخبار العالمية..
أعداد المصابين قد تجاوزت الثلاثين مليوناً.. بينما تقترب أعداد الوفيات سريعاً من المليون وفاة.. هذه هى الأعداد التى تم تسجيلها رسمياً.. لكن الجميع يعرفون أن الأعداد الحقيقية أكثر بالتأكيد.. كل هذا حدث فى أقل من عام بعد الإعلان عن خطر جديد يُسمى فيروس كورونا المستجد أو كوفيد ١٩ فى أواخر يناير الماضى.. وبعد أن أعلنته منظمة الصحة العالمية أنه حمل صفة «وباء عالمى»!
الخبر الجيد أن أعداد المتعافين فى ازدياد مضطرد.. فقد تجاوز عدد المتعافين الاثنين والعشرين مليوناً.. وبالقياس ذاته فهم أكثر بكثير من ذلك.. ما زالت الأبحاث حول المناعة من هذا المرض واللقاح المنتظر مستمرة.. يتحدث البعض بإحباط أنها ليست مناعة دائمة.. وأن تكرار الإصابة أمر محتمل، خاصة مع بقاء هذا الوباء على ظهر الكوكب!
أوروبا أعلنت رسمياً عن الدخول فى الموجة الثانية.. فرنسا تجاوزت الثلاث عشرة ألف حالة يومياً.. وإنجلترا تجاوزت منذ أيام الأربع آلاف حالة يومياً.. لم تعد هذه الأرقام مخيفة كما كانت سابقاً.. لم يفزع الناس لسماعهم تلك الأرقام.. وكأن اعتياد الخطر يجعله أقل تأثيراً..!
المشكلة الحقيقية تكمن فى عودة المدارس والجامعات.. لم نختبر هذا الوباء فى وجود دراسة منتظمة من قبل.. فقد تم إيقاف الدراسة فى العالم كله حتى مرت الذروة فى الموجة الأولى.. لم نعرف ماذا سيحدث لمعدلات الانتشار فى وجود دراسة وفصول وتجمّعات لأطفال.. توجد دراسة بريطانية مهمة نشر بعض تفاصيلها فى «الجارديان» منذ أيام قليلة أن الأطفال وصغار السن أقل عرضة لحالات الإصابة الشديدة بفيروس كورونا، مقارنة بالبالغين، كما أن الوفاة جراء ذلك المرض الذى يسببه كوفيد 19 نادرة للغاية بين الأطفال.. هذا جيّد.. ولكن الدراسة فى الوقت نفسه تقول إنهم ينقلون المرض بين الناس بكثافة غير مسبوقة.. هذا يعنى أن موسم المدارس سيحول الأطفال إلى مصادر صامتة لنقل العدوى بين الآباء والأمهات..!
دعوات إعادة الإغلاق لم تجد صدى لدى الدول الأوروبية فى الفترة الماضية.. لم يتمكن أحد من تحمّل التكلفة الاقتصادية والاجتماعية التى سيحتاجها إغلاق جديد.. رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون أعلن منذ أيام أن إنجلترا دخلت فى الموجة الثانية بالفعل.. والشعب ينبغى أن يستوعب الدرس ويستمر فى العمل مع الإجراءات الاحترازية المتبعة.
الدراسة أيضاً ينبغى أن تعود.. فلا يمكن التسليم بخروج جيل كامل لم يتلقَّ تعليماً صحيحاً بسبب كوفيد.. إيقافها مرة أخرى لن يصبح مقبولاً، حسب اعتقادى..
أعتقد أن الإجراءات الاحترازية ينبغى ألا تكون شكلية فى المدارس والجامعات.. ينبغى وضع نظام صارم لمتابعة أى أعراض ولو بسيطة تظهر على الطلاب..
ينبغى أن نعتمد على وسائل التعلم عن بُعد بشكل أكثر بكثير.. ومزجه بوسائل التعلم التقليدية، بما يضمن وصول المعلومات إلى الجميع بشكل متوازن..!
إن آمال البشر متعلقة بالتوصل إلى اللقاح الفعال والآمن قبل نهاية العام الحالى.. وهو أمر ما زال ممكناً إذا ما نجحت الفرق البحثية على اللقاحات الحالية فى الوصول إلى نتائج.. لكن إمكانيات البشر لن تسمح بتصنيع كميات تكفى العالم كله قبل منتصف العام القادم فى أفضل الظروف.. وحتى ذلك التوقيت.. الأمل هو أن ننجو بالحد الأدنى من الإصابات والضحايا.. وأن نستوعب قيمة الحياة التى كنا نعيشها.. والتى اشتقنا أن تعود مرة أخرى.. أو هكذا أعتقد..!