رسالة إلى وزيرة الصحة ووزير التعليم العالي
رسالة إلى السيدة وزيرة الصحة
تحية طيبة وبعد،،
فى بداية عملك فى الوزارة عقدت اجتماعاً لمجلس الصحة الذى نشأ فى عهد إبراهيم بدران، وزير الصحة فى نهاية عقد الخمسينات من القرن الماضى، وكان ناضجاً، ضم، بالإضافة إلى قيادات الصحة، قيادات التعليم العالى، وكليات الطب، والمعاهد المتخصصة، والخدمات الطبية للقوات المسلحة والبوليس، وقيادات هيئات التأمين الصحى والمستشفيات التعليمية والنقابات المهنية المختصة، والأطباء الصيادلة، وأطباء الأسنان، وأخيراً بعض الشخصيات العامة المهتمة بالصحة.
ولقد تفاءلنا أخيراً أن هذه الوزارة المحترمة ستستفيد من كل من يقدم خدمة صحية فى صالح المواطن المصرى، وكان مجلس الصحة المحترم توقف عن العمل أكثر من ستين عاماً، وتفاءلنا أخيراً أن هذه الوزارة المحترمة تنوى أن يكون فى ركابها كل من يستطيع أن يقدم خدمة طبية على مستوى عالٍ والتنسيق بينها، وجاءت تكليفات السيد رئيس الجمهورية بالقضاء على فيروس سى الذى افترس كبد المصريين، وشارك عدد من قيادات كليات الطب فى هذا المشروع، ثم جاء التحدى الأعظم وهو مواجهة وباء كورونا اللعين، وصدرت تصريحات كثيرة عن السيد وزير التعليم العالى باهتمام كليات الطب والمعاهد المتخصصة بالمشاركة فى الجيش الأبيض، ولكن كانت التصريحات مستقلة عن تصريحات الصحة، وأصبحنا نتساءل: هل هناك عدم تنسيق بين الوزارتين؟ وأين مجلس الصحة؟ ثم جاء أخيراً موضوع التجارب البشرية على تطعيم الكورونا الصينى وبدأنا نسمع عن طلب متطوعين من وزارة الصحة.
وبدأ التساؤل: أين كليات الطب والمراكز التعليمية المتخصصة فى هذا النشاط التعليمى المكثف وفيها المعامل المجهزة والقيادات العلمية التى شاركت ولا تزال تشارك فى الأبحاث العلمية والتجارب على البشر؟ وفى ظل القانون الجديد سمعت من بعض أساتذة الطب أن التجارب التى تقوم بها الوزارة على يد أخصائيين أقل درجة من أساتذة الطب المؤهلين علمياً ومهنياً ولماذا لم يكن هذا عملاً مشتركاً يسهم فيه كل من يستطيع وكل قادر على مستوى علمى رفيع؟ وإذا كان هذا يعتمد على من يذهب الفضل له فإن الفضل دائماً سيكون فى الدرجة الأولى لوزارة الصحة، التى تدير هذه المنظومة القومية والوطنية لصالح الوطن والعلم والإنسانية.
سيادة رئيس الوزراء
هل التنسيق بين الوزارات والاجتماعات المتتالية للسيد رئيس الجمهورية مع القيادات فى جميع الأنشطة القومية لا ينطبق على وزارتى الصحة والتعليم العالى؟ وهل مستشار رئيس الجمهورية الأستاذ الفاضل والمهنى العظيم بعيد عن ما يتم على الساحة الطبية؟
لقد قرأت تصريحاً للسيدة رئيس هيئة فاكسيرا بأن مصانع الهيئة الجديدة على استعداد لإنتاج الطعم إذا ثبتت فعاليته وأمنه، وأخيراً بعد هذا التصريح لهذه السيدة، التى بدأت عن الحديث عن التجارب السريرية هل هى ممارسة للمهنة؟ وهل لديها مستشارون من كبار أساتذة الوطن؟
يا أهل الصحة طمئنونا أن مستقبل الوطن فى أيدى العلماء، وسيادة الوزيرة أرجو أن تستكملى ما بدأت فيه من عقد المجلس الطبى الوطنى وعرض الأنشطة فى الموقف الحالى والاستفادة بكل من يكون إضافة أو مشاركة.
والله أسأل أن يوفق الجميع لما فيه خير الوطن.
رسالة إلى السيد وزير التعليم العالى
تحية طيبة وبعد،،
أتابع نشاطكم الدائم فى الارتفاع بمستوى التعليم العالى وفتح الجامعات الجديدة وإنشاء كليات طب خاصة والتى أرجو أن تكون ذات مستوى مشرف وليست كما كان يتم فى أى مبنى أن أى مبنى يكفى وستقوم الجامعة فى المستقبل باستقبال باقى المنشآت، وهى معركة طويلة مرت بها نقابة الأطباء مع كليتى الطب الخاصتين حتى توصلت وبعد سنوات من الإنشاء إلى مستوى متواضع وليس كما كنا نطمع فى مستشفى جامعى يزيد على الألف سرير لاستكمال منظومة التدريب الإكلينيكى فى مرحلة البكالوريوس وسنتَى التدريب بعد التخرج وكذلك بعد تدريب الدراسات العليا.
تعجبنى تصريحاتك الدائمة عن مشكلة الكورونا ولا أدرى إن كانت هذه التصريحات بالتنسيق مع وزارة الصحة أم أنها أفكار خاصة بالمجلس الأعلى للجامعات وسيادتكم.
سيدى الوزير نحن فى معركة شديدة الأهمية فى تأثيرها على مستقبل الوطن ولا يمكن إلا أن تكون جهودنا جميعاً متسقة ومتكاملة، لقد وجهت رسالة إلى الأستاذة الفاضلة وزيرة الصحة أطالبها بالاستمرار فى عقد مجلس الصحة على الأقل مرة كل شهر والذى عقدته مرة واحدة وشرفت بحضورك، أتمنى وأعتقد أنك وأنت رجل مهنى ممارس للطب قبل الوزارة تدرك أهمية التنسيق والاستفادة بكل إمكانيات الوطن ونحن نتصدى إلى معركة حياة مع مرض خطير وحقير ولا يجوز أن يكون هناك خلاف أو عدم تنسيق بين قيادات الوطن.
لقد تحدثت وزيرة الصحة حول التجارب السريرية على المتطوعين للقاح المنتج من شركة صينية، والجامعات وكليات الطب بعيدة تماماً عن هذه التجارب وهى الجهات العلمية المختصة وصاحبة الخبرة فى هذا العمل والأداء داخل إطار القانون المعدل والحديث.
إذا لم تكن هناك مبادرة من الأستاذة وزيرة الصحة فإننى أرجو أن تكون هناك مبادرة من سيادتكم لتحقيق التواصل والتنسيق.
وفقك الله لما فيه خير الوطن.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.