تحليل متهمي "مسن الترعة": تعويض نفسي وتشوه اجتماعي

تحليل متهمي "مسن الترعة": تعويض نفسي وتشوه اجتماعي
- مسن سوهاج
- طب نفسى
- علم اجتماع
- التيك توك
- واقعة ترعة سوهاج
- مسن سوهاج
- طب نفسى
- علم اجتماع
- التيك توك
- واقعة ترعة سوهاج
"إلقاء 3 شباب لعجوز مريض نفسيا في ترعة بسوهاج".. فيديو أصبح متداولا خلال الأيام الأخيرة على موقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تلقي قوات الأمن القبض على الشباب، ويتم نقل المسن للمستشفى وتقديم الرعاية له.
ورأى جمال فرويز، اتشاري الطب النفسي، أن تلك الواقعة ومثيلاتها تحدث بسبب انشغال الشباب خاصة من هم فى مرحلة المراهقة، بتصوير الفيديوهات الساخرة لنشرها على برامج "اليوتيوب" و"التيك توك"، للحصول على أعلى مشاهدة ومن ثم ربح مبالغ مالية كثيرة، مضيفا أن الشباب أًصبحوا مقتنعين تماما بأن هذا هو السبيل الوحيد للحصول على الأموال، دون بذل جهد: "الشباب دلوقتى مستعدين يعملوا أى حاجة عشان يجيبوا شير كتير".
أما عن التحليل النفسى لنوعية الشباب الذين يقومون بتلك الأفعال، أوضح "فرويز" أن الأساس ليس مرض نفسى، بل هو تربية الأسرة، التى أصبحت قائمة على تنفيذ كل ما يطلبه الابن، وهو ما ينمي داخله شعور اللامبالاة وعدم الشعور بالأخرين، ولديه سلبية فى التعامل: "الشباب أصبح مغيب عن الواقع، والدليل على ذلك طبيعة الوقائع ".
لم تكن المتعة وراء فعل تلك الوقائع وتصويرها بالفيديو ونشرها عبر المواقع المختلفة، الضحك والإستهزاء فقط، بل أصبحت تكمن فى الشعور بالتعويض النفسى لدى الفرد القائم بالواقعة، من خلال تحقيق أعلى مشاهدة بمواقع السوشيال ميديا، بحسب "الطبيب النفسى": "مش بيكون فارق معاهم حاجة غير الفلوس اللي ممكن تيجي لهم من المشاهدات".
ويرى "فرويز" أن الدولة عليها دور كبير فى إقرار عقوبات رادعة لمن يقوم بفعل مثل هذه الوقائع، حتى فى حالة كونه تحت السن، حتى لا يتكرر الخطأ مرة أخرى.
من جانبها، تقول سامية قدرى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن ما يتم تداوله الآن من وقائع الاستهزاء بنشر فيديوهات على مواقع "السوشيال ميديا"، تعد شكل من أشكال التهكم ضد الآخرين، والتنشئة الإجتماعية عليها دور كبير فى تقويم سلوك الأفراد، كى تنمى داخلهم شعور احترام الآخرين المختلفين سواء كانوا أسوياء أو غير أسوياء، مرضى أو أصحاء، مضيفة أن هناك عدد من القيم الإجتماعية تكون داخل الفرد بالفطرة منها: الرحمة، الشفقة، احترام الآخرين، وغيرها من القيم، لكنها تتغير بمرور الوقت فى حالة عدم وجود دعم لتلك القيم: "الأسر ما بقتش تركز فى سلوك أولادها، وتاركينهم للسوشيال ميديا".
قدرى: المناخ العام وصور العنف بصفحات "السوشيال" الدافع
المناخ العام وصور العنف المتداولة على صفحات وسائل التواصل الإجتماعى، بحسب "قدرى" قد تكون عامل أساسى فى تغيير سلوك الأفراد، وتشجيعهم على تجسيد المضمون ولو بصور مختلفة، وعلى سبيل المثال برنامج "التيك توك" الذى أصبح مجال مفتوح لعرض صور العنف بمختلف أشكالها، على سبيل التسلية، ولكن التسلية لا يصح أن تكون من خلال العبث بالآخرين.
وقالت قدري إنه لابد من وجود ضوابط اجتماعية جديدة تجرم ما يحدث، كى تقلل من صورة "التشوه الإجتماعى" التى أصبحت رائدة خلال الأونة الأخيرة.