فيديو.. "شريف وشيرين" تايهين 20 سنة بحثا عن أب وأم: "إحنا ولاد مين؟"

فيديو.. "شريف وشيرين" تايهين 20 سنة بحثا عن أب وأم: "إحنا ولاد مين؟"
- شريف
- توأم تائه
- توأم
- شريف وأخته
- شقيقان
- دار أيتام
- ملجأ
- شريف
- توأم تائه
- توأم
- شريف وأخته
- شقيقان
- دار أيتام
- ملجأ
17 يناير عام 1998، يوم مولد طفلين تعالت صرخاتهما للمرة الأولى في الحياة، هكذا بدآ حياتهما وهكذا استمرت، صراخ وبكاء وشقاء، أمل غائب ونسب مشوه، دون أم تحنو على كتفهما وتطعمهما من صنعة يدها، أو أب يستندان عليه، ويرشد كل منهما للصواب من الخطأ.
داخل إحدى دور الرعاية بمنطقة دجلة بالمعادي، نشأ التوأم شريف وشيرين، دون رعاية أسرية، فاقدين للأب والأم، في ظروف غامضة لا يعرفانها حتى الآن، فقط كل ما فهماه أو أمُلي عليهما من مسؤولي الدار، أنهما عُثر عليهما منذ زمن بعيد دون أهل، لتنهش في عقولهما الأسئلة، هل تم اختطافهما، أم فقدهما والديهما دون قصد، أم تم التخلي عنهما عمدًا؟
مع مرور الوقت وتطورات الحياة السريعة، بدأت تلك الأسئلة تتلاشى شيئًا فشيئًا، الطفلان كبرا، وأصبحا شابين، لكل منهما حياته، التي طالما انتقصت لمسة الحنان، وثمة سؤال واحد لم يغب عن عقل الأخوين لحظة واحدة، أين والداهما، وما السبيل للعثور عليهما؟
شريف يفترش الأرض في سايبر ليمنح شقيقته النوم في مكان مريح
مكان واسع يحتوي على العديد من أجهزة الكمبيوتر، أو ما يسمونه بـ"النت كافيه"، وفي أحد أركانه البعيدة الهادئة، ينام الشاب شريف صلاح محمد علي، وسط الأجهزة البالية، والبضائع المستهلكة، يعمل بالمحل، ويتخذه مأوى له، يفترش ركنه الخاص، ويخلد للنوم هناك يوميًا، على سرير مكون من مدفأة ووسادة فقط، فيما تبقى ملابسه القليلة مبعثرة على كراسي المكان، دون حقيبة تسترها.
يستيقظ "شريف" من نومه مبكرًا ليفتح أبواب المحل، ينظف الأجهزة ويكنس ما على الأرض من تراب الأمس، تهل الزبائن سريعًا، يعرفونه كما يعرفو المكان، الجميع يعي قصته جيدًا، دون خجل منه، "مابتكسفش إني أحكي، لأن أنا مليش يد في اللي حصل، أنا اتولدت لقيت نفسي في الدار أنا وأختي وملناش حد".
عقب بلوغ الشقيقين سن الـ18 عاما، أبلغتهما الدار بضرورة ترك المكان، والذهاب لمكان آخر، لأنهما أصبحا راشدين، ويستطيعا عيش حياتهما بالشكل الذي يريدانه، ليتجه الشاب، للسفر في أكثر من محافظة، حتى استقر في عمله الأخير، فيما اتخذت الفتاة طريقًا آخر ساعدها فيه شقيها و"سندها الوحيد في الدنيا" على حد قولها لـ"الوطن".
أصرت "شيرين" على استكمال تعليمها، فما كان من "شريف" إلا أن ترك الدراسة، ليعمل من أجل توفير مصاريف الدراسة لتوأمه، حتى تخطت مرحلة الثانوية العامة، والتحقت بكلية الحقوق جامعة عين شمس، "ماهمنيش حاجة غير إنها تكون كويسة ومش أقل من حد، دي هدية ربنا ليا، وهي اللي معوضاني غياب أبويا وأمي".
في منزل للطلبة الجامعيين، تعيش ابنة الـ21 عاما، برفقة صديقاتها، تدفع له شهرًيا 150 جنيها، يوفر لها شقيقها، الذي اختار أن ينام على الأرض في محل، لتهنأ هي بنومة كريمة، ويظل رأسها مرفوعًا وسط صديقاتها، "خايف لما أموت على شيرين، ملهاش غيري ونفسي في شقة أبقى مطمن عليها فيها، مش عاوزها تتعب وتاكل وجبة واحدة في اليوم زيي".
يختلف الثنائي حول سبب اختفاء والديهما، "شيرين" ترجح أن السبب أنهما جاءا نتيجة علاقة غير مشروعة، فكان الحل الوحيد هو التخلي عن الطفلين، لعدم رغبة أي من الطرفين تحمل الخطأ الذي ارتكباه، أما "شريف" فيرى أنهما تم اختطافهما، من والدهما ثم العثور عليهما، بينما استبعد الثنائي فكرة أن يكونا فُقدا عنوة عن أهلهما، "صعب أوي اتنين توأم يتوهوا مع بعض متتعقلش".
شريف وشيرين: عاوزين نشوفهم ولو مرة واحدة بس
على الرغم من اختلافهما في سبب وجودهما وحيدين في الدنيا، إلا أن رغبتهما في إيجاد أهلهما كانت واحدة ومتفق عليها ،"أنا واحدة بنت زي باقي البنات، نفسي يبقى ليا أم أتكلم معاها وأحكيلها، وأب يدلعني وأحبه"، متسائلة: "ذنبي إيه لما واحد يحبني وييجي يتقدملي أهله ميرضوش عشان أنا ماليش أهل؟".
يفتقد عامل "السايبر" للحنان وهو ما بدا في كلامه، بصوت تخالطه الدموع: "عايز بس ألاقيهم مرة واحدة، أشوف أمي وأحضنها وأقولها يا ماما، وأبويا يزعقلي لما أعمل حاجة غلط"، واختتم قبل أن بنهمر في البكاء: "نفسي أحس إني مش ابن حرام".
تتلخص أمنيات الثنائي في شيئين، الأول مكان يؤويهما معًا من الشارع، والثاني إيجاد أهلهما ولو لمرة واحدة، "إحنا بنقول لهم لو إنتو مش عاوزينا خلونا بس نشوفكم مرة واحدة ومش هنجيلكم تاني، بس نحضنكم ومش عاوزين من الدنيا حاجة تاني".