"أحمد" يدين بالفضل لمعلمه: كنت فاشل وغشاش بقيت طالب طب فى جامعة طنطا

"أحمد" يدين بالفضل لمعلمه: كنت فاشل وغشاش بقيت طالب طب فى جامعة طنطا
طالب فاشل ومُهمل، لا يجلس في مدرسته سوى لدقائق ثم يفر هارباً من فوق السور الخلفي، لا يجيد القراءة ولا الكتابة، لا يحب المذاكرة ولا الدراسة، تحول بمرور الوقت إلى طالب بكلية الطب بجامعة طنطا.
كان هذا حال أحمد يوسف، من البحيرة، وبفضل وليد سليمان، معلم مادة الدراسات الاجتماعية، الذي بدأ معه من الصفر، تحول إلى طالب بكلية الطب، جامعة طنطا: "كنت في امتحان في 6 ابتدائي باغش من زميل ليا وقاعد بابص في الورقة بتاعته، قام زميلي بصوت عالي قالي يا غشاش وسمّع الفصل كله، فضحكوا عليا وبقى اسمي وقتها الغشاش".
يحكى "أحمد" أن هذا الموقف جعله يبكي، ولم ينته عند هذا فقط، بل تبعه العديد من الإهانات من زملائه الذين عنفوه بشكل صريح واتهموه بأنه فاشل ومهمل في دراسته، فبدأ معلمه "وليد" يتابعه في القراءة والكتابة ويُشرف عليه بنفسه، يقول "أحمد": "أستاذ وليد بدأ معايا من أولى إعدادي واحدة واحدة وكانت واقعة التنمر اللي حصلت دافع كبير ليا إني أذاكر وأجتهد، ماكنتش بحب المذاكرة ولا الدروس بس كل ما أفتكر الإهانات والتنمر باجتهد أكتر، التنمر أذاني وكنت عاوز أثبت نفسي".
يحكى "أحمد" أنه تعلم على يد معلمه القراءة والكتابة، وبدأ يحفزه ويأخذ بيده ويذاكر له بنفسه بعض المواد، وساعدته زوجته، مُعلمة علوم، التى ذاكرت له المواد الأخرى، إلى أن أصبح السادس في الترتيب على مدرسته في الصف الثاني الإعدادي، ثم الأول في باقي الصفوف: "وقتها حسيت بالأهمية، حسيت إني محترم في نفسي والناس بتحترمني، ونظرة أهلي ليا اتغيرت".
أحب "أحمد" المذاكرة بفضل معلمه، وعندما جاءت الثانوية العامة، اجتهد كثيراً وواصل الليل بالنهار للمذاكرة، على حد قوله: "أساتذتي كانت بيقولوا لى اعمل معسكر مغلق في الأوضة وماتخرجش".
"كان هايغمى عليه"، هكذا يصف "أحمد" ردة فعل معلمه بعد ظهور نتيجته وحصوله على 99.4% في الثانوية العامة، لحظة لم يتوقعها "أحمد" ولا أهله ولا حتى أهل قريته الصغيرة: "كنت نايم ولقيت أمي نطت من على السرير من الفرحة وصحتني وقالت لي إن الأستاذ وليد كلمنا وقال لنا إنى جبت 99.4%، عيطت كتير من الفرحة، ماكنتش مصدق نفسي، والناس كلها كانت فرحانة".
"الناس كانت بتبارك لي أنا مش هو"، كلمات قالها وليد سليمان، معلمه، موضحاً مدى مساهمته الكبيرة في نجاح وتفوق تلميذه، وفي تحوله الجذري، من طالب فاشل إلى طبيب المستقبل: "ماسبتهوش في 3 ثانوي، كنت باذاكر معاه أنا ومراتي وبنراجع له بعيداً عن المدرسين اللي بيشتغل معاهم، أنا حاسس إن ابني هو اللي نجح، وهو فعلاً ابني".