الدروس الخصوصية تقاوم بـ"سوشيال ميديا": أوكازيون أسعار وأول حصة مجانا

الدروس الخصوصية تقاوم بـ"سوشيال ميديا": أوكازيون أسعار وأول حصة مجانا
شهدت الآونة الأخيرة حملات مكثفة من قبل وزارة الداخلية، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، لغلق السناتر والمجموعات الدراسية، وذلك في إطار جهود الدولة في تنفيذ الخطة الشاملة للحد من انتشار فيروس كورونا.
وأكد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، في مؤتمر صحفي سابق، أنه سيتم غلق جميع مراكز الدروس الخصوصية، وبناءً عليه شهدت عدة محافظات حملات مكثفة من بينها الغربية التي أغلقت العديد من المراكز والسناتر، وخصصت أرقامًا هاتفية للإبلاغ عن أماكن الدروس، كما أغلقت محافظة الشرقية أكثر من 760 مركزًا للدروس الخصوصية حتى الآن، واتخذت كافة الإجراءات القانونية ضد القائمين على هذه المراكز.
وإزاء هذه المستجدات، اتجه المعلمون لطريقة جديدة للإعلان عن الدروس الخصوصية بالمنازل فرادى ومجموعات، وذلك عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي مثل "فيس بوك"، وعمل إعلانات على الصفحات والجروبات المغلقة الخاصة بالبحث عن المدرسين من قبل الأهالي، واستخدام وكلاء بأسماء مستعارة على "سوشيال ميديا"، حتى يصعب اللحاق بهم من قبل الأمن.
وتنافست إعلانات المعلمين في العروض المقدمة من كل مدرس لكسب أكبر عدد من الطلاب، فخصص أحدهم الحصة الأولى مجانًا، وآخر قدم خصومات "ليه تدفع 100 جنيه في الحصة لما ممكن تدفعهم في الشهر" وكلها تحت أسماء "مستعارة"، ووضع محمد سعيد المدرس بالمرحلة الاعدادية ومعه زملاؤه من المدرسين في جميع المواد سعرًا للحصة بـ10 جنيهات للمرحلة الابتدائية، و15 جنيهًا للمرحلة الإعدادية.
أحد المدرسين الذين نشروا دعاية عبر "سوشيال ميديا" للدروس الخصوصية، طلب عدم ذكر اسمه، وقال لـ"الوطن"، إن أسباب لجوء المدرسين للإعلان على مواقع التواصل الاجتماعي تتمثل في قلة المرتبات التي تصل إلى 2000 جنيه للمدرس الخبرة من 15 إلى 20 عامًا، ما يدفعهم لإعطاء الدروس، كما أن كثافة الفصول العالية بالمدارس تجعل الطلاب غير قادرين على الاستيعاب بشكل كبير، ومن ثم يتم تعويض ذلك بالدروس الخصوصية والمجموعات المصغرة.
وأكد أنه رغم إعلانات الدروس المنتشرة، إلا أن هناك حالة من عدم الإقبال عليها، نظرًا لخوف الأهالي من فيرس كورونا، أما الدروس "أون لاين" فتحتاج لإمكانيات غير متوفرة، ولن تحقق نتائج جيدة بالنسبة للطلاب؛ لأنها تقتل روح المنافسة بينهم، مضيفًا أنه يدعم المجموعات المقننة بالمدارس من قبل الوزارة إذ حققت عائدًا ماديًا مجزي قائلًا "امشي عدل يحتار عدوك فيك".
وقال الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بجامعة عين شمس، لـ"الوطن"، إن الدروس الخصوصية "وهم العام المقبل" حسبما وصفها، لأن الدراسة ستكون بنظام جديد، وهو التعليم عن بعد، وبمناهج حديثة، وسيتعامل معها الطالب من خلال "التابلت"، موضحًا أن هذا النظام الحديث يقوم على خلق التفاعل والتفكير والإبداع بين الطلاب، ويحقق الاستقلالية للمتعلم وتواصله مع المعلم، وهذا لن يتواجد في الدروس الخصوصية.
وأضاف أن مجموعات التقوية داخل المدارس المقننة من قبل وزارة التربية والتعليم لها الأولوية، لأنها ستكون بنفس النظام الجديد، وبنفس المعلمين المتواجدين بالمدارس وما عدا ذلك "وهم"، مشيرًا إلى أنه سيتم تشريع قانون جديد من قبل مجلس النواب للقضاء نهائيًا على الدروس الخصوصية، واعتبارها عملًا مخالفًا للقانون، واختتم حديثه بأن "العام المقبل له طبيعة خاصة".