"أحمد" يصنع من المخلفات لوحات فنية: قشر اللب والنبات الميت أدواته

كتب: ماريان سعيد

"أحمد" يصنع من المخلفات لوحات فنية: قشر اللب والنبات الميت أدواته

"أحمد" يصنع من المخلفات لوحات فنية: قشر اللب والنبات الميت أدواته

قمامة تتحول إلى لوحات، وبقايا تصبح عنصرا أساسيا في الصورة، وعناصر على اختلافها، تنتج عملا غير محدد، الأبطال بين ألوان زاهية وخامات غريبة من قشر لب وأغصان شجر يابس، وأغلفة بطاريات أو أعواد كبريت، مجتمعين تحت ظل موهبة أحمد أسامة، الذي دمج بين كل الأدوات، لينتج لوحات فنية استثنائية تلقى رواجا بين جمهوره.

حياة من الفنون عاشها "أحمد أسامة"، الذي يعمل محام في أحد الشركات الخاصة، بدأت مع تعرف أصابعه على القلم، فكان يحاول الرسم في كراسات الحضانة أو "يشخبط على الحيطان" حتى بدأ رسمه يأخذ شكل احترافي، فمنعه أهله من الرسم بشكل نهائي في عمر الـ12 عاما، وعندها تحول الشاب إلى عمل تصميمات على موقع خاص به عبر الإنترنت.

"أهلى منعوني من الرسم ظنا منهم أنه شيء تافهة، ولكن بعد انتهاء الثانوية العامة لم أجد ما يخرجني من حالة الضغوط التي عشتها سواه فعدت مرة أخرى لموهبتي"، يتحدث أحمد أسامة (27 سنة) لـ"الوطن" عن فترة عودة للريشة مرة أخرى حين بدأ يستخدم الخامات الرخيصة كالمكياج أو القهوة والسكر للرسم.

"رسم البورترية" مرحلة دعمت شعور الفن داخل "أحمد" الذي باع أول لوحاته في السنة الأولى له بالجامعة برسم بورترية أشخاص وهو ما لاقى رواج وظل يمارسه فترات طويله وتطور نفسه بهذا المجال من خلال مشاهدات مقاطع فيديو تعليمية على اليوتيوب، ولكن إلى جانب هذه الموهبة ظل يميل لاستخدام أدوات غريبة لإنتاج لوحاته.

بعد محطات عدة مر فيها بألوان فنون مختلفة للرسم، تحول "أحمد" لاستخدام الخامات التي توشك على الإلقاء بالقمامة كأغصان يابسة أو قشر لب أو أعواد كبريت في لوحاته اللون الذي يراه يجذب النظر أكثر من رسم البورترية أو المناظر الطبيعية الخالية من الحركة أو التجسيد بخامات غريبة تثير فضول الرائي، فحول قشر اللب لورود وعيدان الكبريت لشعر سيدة في لوحة فرعونية وجسم المنظر الطبيعي بغصون الأشجار.

إجراءات وقائية عدة يتبعها أحمد عند استخدام تلك الأدوات فهو يضع قشر اللب في ماء مغلي ويعقم أدوات أخرى بالكحول، أو يغسل غيرها بالكلور كما أنه يكسو اللوحات بطبقات لامعة من شأنها تعقيمها قبل بيعها أو عرضها، ورغم أن سعر اللوحات التي من هذا النوع أعلى قليلا من اللوحات العادية لكنها تلقى رواجا في ظل أنها تأخذ وقتا طويلا لإنجازها لكنه دائما ما يوفق بين عمله وموهبته وطلبات جمهوره.


مواضيع متعلقة