109 أعوام على ميلاد شفيق نورالدين.. عاشق المسرح حتى الرمق الأخير

كتب: هبة أمين

109 أعوام على ميلاد شفيق نورالدين.. عاشق المسرح حتى الرمق الأخير

109 أعوام على ميلاد شفيق نورالدين.. عاشق المسرح حتى الرمق الأخير

ملامحه الطيبة وجسده النحيل يشبهان المصري الأصيل، الذي يعاني ويكد في حياته من أجل أبنائه، الأمر الذي جعل الجمهور يرتبط به ويشعر معه أنّه واحدًا منهم، ورغم عدم حصوله على أدوار البطولة، وعدم تصدر اسمه أفيشات الأفلام، إلا أنّ شفيق نور الدين، أحد أعمدة زمن الفن الجميل.

109 عامًا مرّت على ميلاد الفنان شفيق نورالدين، الذي ولد في مثل هذا اليوم 15 سبتمبر من عام 1911 بقرية بجيرم التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية، توفيت والدته وهو في سن صغير، ليتزوج الأب بامرأة أخرى، كانت عطية الله للطفل الصغير وشقيقته، وتولت رعايتهما وعاشا في كنفها.

منذ نعومة أظافره تسلل عشق الفن إلى قلب شفيق نورالدين، وتعلق بالفرق الفنية التي كانت تجول القرى، وتنقل إلى المحافظات بصحبة والده تاجر القطن، وتعرف على المسارح، ورغم دراسته بمدرسة الصنايع، إلا أنّه قرر مغادرة قريته والمجيئ إلى القاهرة، في الوقت الذي كانت تعلن فيه الفرقة القومية للتمثيل بقيادة زكي طليمات عن تأسيسها واختيار أعضاءها.

نجح شفيق نورالدين، في الانضمام إلى الفرقة القومية، وعمل "ملقنًا" للفرقة في بدايتها، وجاءته فرصة التمثيل والوقوف على خشبة المسرح، مع غياب أحد الممثلين، ليسند الدور إلى "شفيق" ليحقق نجاحًا كبيرًا خلال عرض مسرحية "ملك القطن".

أخلص شفيق نورالدين، للمسرح الذي عمل به سنوات طويلة وقدم عليه أهم وأفضل الروايات والأعمال المسرحية، لينتبه وهو في سن كبيرة إلى السينما وضرورة المشاركة بها.

 

"أبو حنيفة قال ماتنقضش".. من أشهر أدوار شفيق نورالدين، مشاركته في فيلم "مراتي مدير عام"، أمام شادية وصلاح ذو الفقار، وتجسيده شخصية الأستاذ عبدالقوي، وكيل الشركة التي ترأست إدارتها امرأة، وهو رجل ملتزم دائمًا ما كان يأمر الساعي بإحضار "القبقاب" للوضوء عندما تقوم المديرة بملامسة يديه "ابن حنبل قال ينقض"، حتى يتعاون معها ويرى جهدها ويُلقي بـ"القبقاب" بعيدًا.

ومن أبرز الأعمال الفنية التي شارك فيها شفيق نور الدين، "يوميات نائب في الأرياف، معبودة الجماهير، عدو المرأة، بين السماء والأرض، غرام الأسياد، إحنا التلامذة، لوعة الحب، حب ودلع، وأم رتيبة"، ومن الأعمال الدرامية "عيلة الدوغري، إصلاحية جبل الليمون، والقاهرة والناس".

 وفي "فيلم القاهرة 30" جسد شفيق نورالدين، والد محجوب عبدالدايم "حمدي أحمد"، الذي اكتشف حقيقة نجله الصادمة.

"شوف يا عزيزي وشوف يا حبيبي أدي نصيبك وأدي نصيبي".. غنتها الطفلة فيروز في فيلم "دهب" أمام أنور وجدي، وشفيق نور الدين، الذي جسد شخصية البقال الذي يقوم ببيع الجبن لهما، ظهوره في الأغنية وأداءه كان كفيلًأ لإضفاء البهجة على المشهد برمته.

تزوج شفيق نور الدين، مرة واحدة وأنجب 6 أبناء، أحدهم يعمل بمجال الفن سائرًا على درب أبيه وهو الفنان نبيل نور الدين.

حظى شفيق نور الدين، بعدد من التكريمات في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، والرئيس أنور السادات.

عاش شفيق نورالدين مخلصًا لفنه حتى رحيله يوم 13 فبراير من عام 1981، وخرجت جنازته من المسرح القومي الذي طالما أبدع وأخرج طاقته الفنية من على خشبته.


مواضيع متعلقة