"حمادة".. 30 سنة حارسا لـ"الشربتلي": اتولدت فيها ومسبتهاش وقت الترميم

كتب: سمر صالح

"حمادة".. 30 سنة حارسا لـ"الشربتلي": اتولدت فيها ومسبتهاش وقت الترميم

"حمادة".. 30 سنة حارسا لـ"الشربتلي": اتولدت فيها ومسبتهاش وقت الترميم

بشرته السمراء وملامح وجهه البشوش وجلبابه النوبي الأبيض، توحي للناظر إليه من الوهلة الأولى بأصوله الأسوانية، يجلس في مدخل العمارة يستقبل سكانها العائدين إليها بعد غياب دام أكثر من 40 يوما، ويحسّن تحية المسؤولين الوافدين ليشهدوا افتتاحها بعد ترميمها، لا يتوقف عن الحديث مع المارة عما رأى من أعمال مستمرة على مدار الساعة، فالشاب الثلاثيني لم يغادر عمارة الشربتلي حتى بعد تصدعها وإخلاء السكان منها، أبى أن يتركها وقرر البقاء في غرفته التي يسكنها بالدور الأرضي بصحبة والده.

"من وقت التصدع لحد الافتتاح وأنا كل يوم هنا واقف مع العمال في المكان، مسبتهاش حتى وقت الترميم، ده مكاني اللي عشت فيه عمري".. قال حمادة سعد، حارس عمارة الشربتلي التي تحمل رقم 17، لـ"الوطن"، عن تفاصيل عاشها خلال فترة الترميم وسط العمال والمهندسين، واصفا المشهد بـ"خلية نحل" كانت تعمل على مدار اليوم من السابعة صباحا دون كلل.

حمادة: رفضت ترك العمارة حتى وقت الترميم وتابعت ما حدث من إنجازات بنفسي

حارس عمارة الشربتلي الذي ولد بها، حيث كان يعمل والده حارسا أيضا بها، وصف مشهد التصدع، قائلا: "حسينا بهزة أرضية شديدة ولقينا ناس بتجري والعمال والمهندسين اللي في موقع حفر المترو وسايس الجراج اللي اكتشف الموضوع، قالولي خلي الناس تنزل بسرعة"، فسارع بإنزال السكان سريعا، بينما اتسعت شروخ العمود الخارجي بالعمارة بشكل لاحظه الجميع: "العمود كان فيه شرخ كبير أوي قولت لنفسي ده خلاص كده مش هينفع، ومصدقتش نفسي لما المهندسين رجعوا كل حاجة زي الأول وأحسن".

رفض الحارس الأسواني مغادرة المكان لارتباطه الوثيق به: "مقدرتش أسيبها وأمشي"، ظل يتابع بنفسه يوما بعد يوم كيف تسترد العمارة عافيتها بعد تصدعها بفعل أعمال الحفر الخاصة بمترو الأنفاق الواقعة بالقرب منها، وفور إعلان الانتهاء من أعمال الترميم استرد الشاب الثلاثيني فرحته:"أخيرا السكان هترجع والحياة هتدب من تاني في البيت".


مواضيع متعلقة