متعافون من الإدمان يتصورون خطة لتوعية الأسرة: "مرض عائلي يحتاج حب"

كتب: ماريان سعيد

متعافون من الإدمان يتصورون خطة لتوعية الأسرة: "مرض عائلي يحتاج حب"

متعافون من الإدمان يتصورون خطة لتوعية الأسرة: "مرض عائلي يحتاج حب"

علاج المدمن حتى تعافيه ليس الهدف الوحيد لوزارة التضامن الاجتماعي التي تتصدى للظاهرة بالعديد من البرامج، آخرها تلك التي تستهدف أسرة المتعافي حتى لا ينتكس مرة أخرى وتزيد من وعيهم في التعامل معه، وترتب عليه افتتاح الدكتور نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، اليوم أول برنامج تدريبي للتوعية الأسرية للمتعافين من تعاطي المخدرات، ضمن مشروع "مودة"، فى ظل وجود ارتباط وثيق بين التفكك الأسري وتعاطي وإدمان المواد المخدرة، وتواصلت "الوطن" مع عدد من المتعافين الذين أبرزوا دور الأسرة لعبور خطر الإدمان.

أحمد منسي: مشكلتي كانت في عدم وعي أسرتي بمرض الإدمان 

"أحمد منسي" متعافي يتحدث عن أهمية توعية الأهالي بمرض الإدمان وإدراك السلوكيات المصاحبة له والتي يعدها بعض الأهالي شاذة ولا يتقبلونها، فضلا عن استمرارية وضعه في دور المدمن، رغم إنه يحرز تقدما في التعافي وبالتالي من شأنه إحباط نواياه للتعافي، إذ يجد مشكلته الكبرى في عدم وعي أسرته فكانوا يرون إدمانه قلة تربية أو رغبة منه في الخطأ في وقت كان يجب أم يتعاملوا معه كمرض يُعالج.

"نحن غير مسؤولين عن مرضنا لكن مسؤولين عن تعافينا"، جملة يعرفها من خضع لعلاج للتعافي من الإدمان ويرددها "أحمد"، مثمنًا من قيمة الدورة التدريبية التي تدعم  دور الأسرة، فالشاب الذي يتطوع حاليا لعلاج الإدمان في أحد الدور، يرى أن الإدمان مرض عائلي يؤثر على كل أفراد الأسرة وليس المدمن فقط وبالتالي الأسرة المصرية تحتاج بالفعل لتوعية واهتمام دائمين.

ويتابع "أحمد" أن أسر المدمنين غالبا ما تتسم بالهشاشة، وغياب الترابط، وبالتالي إعادة الأدوار الأساسية في الأسرة من شأنه إبعاد الإدمان عن أفرادها ومساعدة من وقع في فخه بالفعل، مشيرا إلى أن احتواء الشباب من سن مبكر كفيل بحل العديد من المشكلات بالفعل والتي من شأنها إصابة الأسر بمرض الإدمان، "المفروض يطبطبوا عليهم".

ويفند "أحمد" بعض الأساسيات لتربية الأبناء بطريقة سليمة كالحب غير المشروط والدعم غير المشروط حتى لا يشعر الطفل بالنقص وأنه يحتاج لامتيازات ليحبه أحد، أو عدم تقبل طبيعته كأن يكون إنطوائيًا وتضغطه الأسرة ليكون اجتماعي.

أحمد يحيى: على الأسرة السعي لعلاج الشاب المدمن دون اعتبارات أخرى كنظرة المجتمع أو المحيطين

أحمد يحيى، متعافي قبل 6 سنوات و7 أشهر، يثمن من أهمية البرنامج الذي يدعم توعية الأسرة للتعامل مع المدمنين والمتعافين، من واقع خبرته يرى عامل الأسرة مؤثر وهام جدا في حياة الشاب لدفع للشفاء، فيجب أن تسعى الأسرة نفسها لعلاج الشاب المدمن دون اعتبارات أخرى من نظرة المجتمع أو المحيطين.

تبدية المصالح الشخصية للشاب عن حياته واحدة من أكثر الأخطاء التي يرتكبها الأول في حق ابنهم المدمن، فوضع اعتبارات أخرى سوى صحته وسلامته من شأنه أذيته، مشددا في حديثه على ضرورة أن يدرك الأهالي أن الإدمان مرض ويجب السعي لعلاجه بدلا من الخجل من نظرة المجتمع، أو وضع اعتبرت أخرى كوظيفته أو حياته الأسرية أولوية.

"ميخدوش رأيه ولا يستنوا يقنعوه بالعلاج" نصيحة أخرى يرى "أحمد" ضرورة تطبيقها من قبل الأهل، موضحا أن رغم صعوبة المرحلة الأولى لعلاج الإدمان بالنسبة للمريض وعلاج شروخ الثقة بالنسبة للأهل إلا أن مع التجربة والعلاج والإصرار تنصلح الأمور.


مواضيع متعلقة