"ياسمين" دخلت "طب إسكندرية" من "شقا والدتها": نفسي في منحة عشان أريحها

كتب: محمد عبدالعزيز

"ياسمين" دخلت "طب إسكندرية" من "شقا والدتها": نفسي في منحة عشان أريحها

"ياسمين" دخلت "طب إسكندرية" من "شقا والدتها": نفسي في منحة عشان أريحها

لم تمنع الظروف "ياسمين" عن الاجتهاد والتفوق، وتحقيق حلمها في الالتحاق بكلية الطب، إذ تولت والدتها الإنفاق على المنزل، وتدبير كل ما يحتاجه، بعد مرض والدها الذي كان يعمل نجارا مسلحا بفيروس الالتهاب الكبدي "سي"، الذي أقعده عن العمل وجعله طريح الفراش.

تسلّمت والدتها المسؤولية بعد مرض الزوج، وعملت بائعة، فضلا عن تأدية الطلبات لبعض جيرانها، لكسب ما يلزم للإنفاق على ابنتها طالبة الثانوية العامة، ورفضت بشكل قاطع أن تعمل ابنتها، غير أنّ طلبها منها كان الاجتهاد: "اجتهدي ومش هنتأخر عليكي في حاجة".

ياسمين يوسف البياع، طالبة في الثانوية العامة شعبة علمي علوم، تقطن في عزبة الكوم مركز شبراخيت، محافظة البحيرة، حصلت على 99.15%، وحققت حلمها فى الالتحاق بكلية الطلب: "والدتي تعبت عشان تصرف عليا وأنجح وأدخل كلية الطب، حاولت اشتغل عشان أصرف على البيت وعليا لكن مش راضيين، نزلت مرة معاها وهي بتشتري وشفت قد إيه هي تعبت".

قالت ياسمين: "أنا مبساعدهاش وهي بتبيع عشان مبعرفش أبيع ولا أتعامل مع الناس، وأهلي كانوا بيريحوني ولما أطلب منهم أي حاجة كانوا بيجيبوهالي من فلوس محوشينها أو من أجر والدتي في الشغل، واللي بتصرف بيه كمان على علاج والدي".

ياسمين: والدتي رفضت إني أشتغل ومكانتش حارماني من حاجة عشان أتفوق

تنظم "ياسمين" وقتها بين المذاكرة والدروس جيدا، تروي تفاصيل يومها في الثانوية العامة، قائلة: "كنت بذاكر 8 ساعات في اليوم، برجع من دروسي أرتاح شوية وبعدين أذاكر لحد الساعة 1 بالليل وأنام، واصحى الصبح أروح دروسي، وساعات وأنا بذاكر كنت بفصل في النص عشان ماملش ومازهقش، كنت بذاكر ساعة وأريح شوية وبعدين أكمل، المذاكرة ممتعة وأنا بحبها ومش بمل منها، والحاجات اللي مبفهمهاش كنت بسأل فيها".

كانت مفاجأة بالنسبة لها، أن تحصل على 99.15%، قفزت فرحا وهي تبكي من السعادة: "أول ما شفت نتيجتي عيطت وقمت صليت ركعتين، البيت كله كان مبسوط ووالدي كان بيعيط، أنا مبسوطة إني فرحتهم".

بعد الالتحاق بكلية الطب جامعة الإسكندرية، تخشي "ياسمين" من مصروفات الجامعة، وتتمنى الحصول على منحة لتخفف عن كاهل أسرتها مصاريفها، خاصة أنّهم بحاجة لمصاريف لعلاج والدها: "الحمل تقل على أهلي وأنا عايزة أخفف عنهم، عاوزه منحة من الكلية عشان أبقى دكتورة وأساعد أهلي وكل الناس اللي ساعدتني قبل كده، وأساعد العالم كله وأعمل دراسات في الأبحاث عن الفيروسات اللي بتهاجمنا".

نوال عبدالمنعم، والدتها، تقول إنّها "شقيت كتير" لمنع ابنتها من العمل، للتركيز في التفوق بالثانوية العامة والالتحاق بكلية الطب: "تعبت عشان أفرح بنتي، أبوها تعبان وعاوز علاج ومفيش قبض، قدمنا الورق كتير بس مفيش نتيجة، متتصورش شعورنا بنجاحها كان عامل إزاي، كنا كلنا بنعيط".


مواضيع متعلقة