"آية وإبراهيم".. رحلة كفاح من بيع الفريسكا والأحذية إلى "طب الإسكندرية"

كتب: مروة مرسي

"آية وإبراهيم".. رحلة كفاح من بيع الفريسكا والأحذية إلى "طب الإسكندرية"

"آية وإبراهيم".. رحلة كفاح من بيع الفريسكا والأحذية إلى "طب الإسكندرية"

جاءا إلى الحياة فوجدا ظروف أسرتبهما صعبة وقاسية، ولكن حلمهما لم يكن صغيراً، بل حاربا مع أسرتيهما من أجل مساعدتهما للعيش حياة كريمة، ثم بذلا جهداً كبيراً بأقل الإمكانيات، ليستطيعا تحقيق حلمهما والالتحاق بكلية الطب، إلا أن ضيق الحال كان سبباً في خوفهما من عرقلة ذلك الحلم، ولكنهما وجدا نفسهما بطلين لحكاية نجاح وأمل لكثير من أقرانهما.

فقد قررت جامعة الإسكندرية منح الطالب "إبراهيم عبدالناصر"، المعروف بـ"بائع الفريسكا" على البحر، منحة مجانية لدارسة الطب، بعد حصوله على مجموع 408.5 درجة في الثانوية العامة، حتى يمكنه استكمال دراسة الطب دون أي ضغوط، بسبب الظروف المادية لأسرته، وتشمل المنحة جميع سنوات الدراسة، ولكن بشترط الحفاظ على تفوقه في كل عام.

واستجابة للطلب، الذي تقدمت به الطالبة "أية طه حسين"، المعروفة بـ"بائعة الأحذية"، من شبراخيت بمحافظة البحيرة، لإعفائها من مصروفات الدراسة بكلية الطب جامعة الإسكندرية، أعلن رئيس الجامعة، الدكتور عصام الكردي، أن الجامعة ستتكفل بكافة المصروفات الدراسية للطالبة، التي حصلت هي الأخرى على نسبة 99.5% في الثانوية العامة، والتحقت بالفعل بكلية الطب.

وأكد "الكردي" أن قرار الجامعة بالتكفل بالمصروفات الدراسية للطالبة "آية"، والتي أشارت في طلبها إلى أنها من أسرة بسيطة الحال، ولا يمكنها تحمل تكاليف الدراسة في كلية الطب، يأتي فى إطار حرص الجامعة على أداء دورها المجتمعي، في تقديم الدعم لأبنائها النابهين، والوقوف بجانبهم، ليتمكنوا من تحقيق غايتهم المنشودة.

وأوضح أن الجامعة لا ترفض أي طلب يتقدم به أي طالب، طالما يستحق الدعم، مؤكداً أن هذه الأعمال من صميم الدور المجتمعي للجامعة، مشيراً إلى أن إدارة التكافل الاجتماعي بالجامعة تتولى دراسة هذه الحالات، واتخاذ الإجراءات نحو تقديم الإعفاء اللازم.

وقد أشعلت قصة تفوق كل من "إبراهيم" و"آيه" رغم ظروفهما القاسية، مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد سرد حكايتهما، ومساعدتهما لذويهما في تخطي الصعاب، والجمع بين العمل والدراسة في آن واحد، من أجل العيش حياة كريمة، وتوفير المال من أجل استكمال الدراسة، وتحقيق حلمهما بالالتحاق بكلية الطب.

"إبراهيم"، الذي يساعده والده منذ أن كان عمره 10 سنوات، في "بيع الفريسكا" على شاطئ البحر في فصول الصيف، تمكن من العمل والدراسة منذ صغره، وحصل على أعلى الدرجات، ليفاجأ بحصوله على منحة مجانية للدراسة بكلية الطب، التي طالما كان يحلم بها، بالإضافة إلى حصوله على مصروف شهري.

و"آية"، ابنة مدينة شبراخيت، فقد تميزت عن غيرها بجهدها وصبرها على ظروف معيشتها الصعبة، حيث كانت تعمل على "فرش" أحذية"، لمساعدة والدها المريض، ودأبت خلال الفترة الماضية على استذكار دروسها في محل عملها، الذي لا تفارقه إلا ساعة النوم.

وظهرت شعبية "آية"، وحب الناس لها، عقب ظهور نتيجتها، فمنهم من وزع الحلوى والعصائر على نفقته الخاصة، ومنهم من أحضر لها الهدايا التشجيعية، واستكملت الطالبة فرحة أسرتها بالتحاقها بكلية الطب جامعة الإسكندرية.


مواضيع متعلقة