الكنيسة وملابس النساء.. دعوات دورية بالاحتشام والسَتْر خاصة في الأفراح

كتب: مصطفى رحومة:

الكنيسة وملابس النساء.. دعوات دورية بالاحتشام والسَتْر خاصة في الأفراح

الكنيسة وملابس النساء.. دعوات دورية بالاحتشام والسَتْر خاصة في الأفراح

أعادت تعليمات الأنبا ديمتريوس، أسقف ملوي وأنصنا والأشمونيين للأقباط الأرثوذكس، بمحافظة المنيا، حول ملابس السيدات ومطالبتهنّ بالحشمة داخل أسوار الكنيسة، ما أثير خلال السنوات الماضية، حول ذات الأمر من بعض رجال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وكان أكثر تلك الحملات جدلا هو ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي في مايو 2019، تحت هاشتاج "استري نفسك في الكنيسة.. خلي الناس تعرف تصلي"، وزعم مروّجوها، أنهم يستمدون تلك الأفكار من القمص داود لمعي راعي كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة في القاهرة.

وبين مؤيد ورافض للحملة تراوحت آراء الأقباط وقتها، بينما أعلنت كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة، والقمص داود لمعي، أنَّهما غير مسؤولين عن أي حملات أو مبادرات أعلنت أو أستغلت اسمه أو أدعت أنها تحت رعايته، مشيرًا إلى أنَّه لم يطلب من أي خدمات أو مواقع أو منتديات بالترويج لمثل هذه المبادرات.

وأشارت الكنيسة، إلى أنَّها لم تتدخل في ملابس المسيحيات ولم تحدد أزياء معينة مثل "كم طويل" أو مقاسات محددة، ولكنها طالبت بأن يكون اللبس غير خليع، مشيرة إلى أنَّ بعض التصرفات التي لا تليق تحدث في الكنيسة وتحتاج توجيه.

وكانت عظة لـ"لمعي"، انتشرت على الجروبات والمنتديات القبطية يؤكّد فيها "أن قلبه يوجعه على الفتيات والسيدات اللاتي يدخلنّ الكنيسة بملابس غير لائقة لأنه يؤكد عدم الخوف من الله فهم لا يسعون لأخذ البركة، ولأنّها معثرة لأنها تستهين ببيت الله"، قائلًا: "الملائكة تقف في صلوات القداس خائفة تغطي عينيها وأرجلها في حضرة الله فكيف للبشر أن يتجرأوا على هذا اللبس الخليع؟ أشعر أن كل رجل ترك زوجته ترتدي هذه الملابس سوف يسأل أمام الله وإلا ليس له كلمة في بيته".

واستغلت بعض الكنائس كلام "لمعي" ونشرت "بوسترات" على أبوابها بقوائم الملابس الممنوعة داخلها والتي شملت: "الملابس القصيرة، التيشيرتات الكاشفة، الفساتين غير اللائقة، فساتين الأفراح المكشوفة، الجينز الممزق، الشورت والبرمودا، التيشيرتات الكت، والفساتين المكشوفة"، وذلك تحت شعار آية الإنجيل "ألستم تعلمون أن أجسادهم هي أعضاء المسيح".

وطوال السنوات الماضية، ظهرت مثل تلك الحملات داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فكانت مطالبة الأنبا بيشوي مطران كفر الشيخ ودمياط الراحل في 2012 للمسيحيات بالاقتداء بالمسلمات في ملابس الاحتشام، وأصدر تنبيه على الفتيات القبطيات اللاتي تزيد أعمارهن عن 11 عامًا والسيدات بعدم ارتداء البنطال، أو وضع مكياج في أثناء تقدمهنّ لـ"التناول" وهو أحد أسرار الكنيسة السبعة، ما أثار عليه عاصفة من الهجوم وصلت لتنظيم وقفة ضده داخل جدران الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ليتراجع المطران عن تصريحاته عقب ذلك.

وفي 2015، حذر المجلس الإكليريكي المحلي في إيبارشية ملوي وأنصنا والأشمونين للأقباط الأرثوذكس، المعني بالأحوال الشخصية للأقباط، بشأن "ممنوعات ليلة الحنة"، والتي تشمل "الرقص الخليع، والدي جي، والمخدرات، والخمور".

وأصدَر الأنبا بموا أسقف السويس، في 2015، تنبيه بإلزام العروس والمدعوات بالحشمة وارتداء "برنص طويل" داخل الكنيسة في أثناء مراسم الزواج، وألغى الزينة خلال الأفراح بالكنيسة.

كما منع الأنبا يؤانس أسقف أسيوط، الفتيات من دخول قداسات الأكليل أو نصف الأكليل بملابس غير محتشمة في الكنيسة، وأمر بتفصيل "برنص" للحشمة ترتديه الفتاة قبل دخولها الكنيسة.

جاء ذلك قبل أن يصدر الأنبا ديمتريوس، أسقف ملوي، قرارًا بخصوص الالتزام بالملابس اللائقة والمحتشمة خلال صلوات الأكليل "الأفراح".

وانطلاقا من آية الأنجيل: "ببيتك تليق القداسة يا رب إلى طول الأيام" (مز 93: 5)، قال الأسقف، إنَّه لما كانت صلوات الإكليل المقدس من ضمن أسرار الكنيسة السبعة التي تتم بحلول الروح القدس، لزم التنبيه بضرورة: "الحضور في الموعد المحدد دون تأخير، الحفاظ على النظام والهدوء أثناء الصلاة، الحضور بملابس لائقة خلال طقس الإكليل بالنسبة للعروس".

وأضاف الأنبا ديمتريوس: "وكذلك بالنسبة للفتيات والسيدات عملا بما قاله معلمنا بولس الرسول إلى تلميذه تيموثاوس: (وكذلك أن النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة، مع ورع وتعقل) (1تي 2: 9)، التنبيه على الشباب بعدم ارتداء (البنطلون المقطع أو القصير)".

وأشار الأسقف إلى أنَّ عدد الحضور المسموح به لا يزيد عل 30 فردًا شاملًا العروسين مع مراعاة الشروط الصحية، وأن يكون الحضور بالكمامة ويمنع المصافحة أو التقبيل ويراعى التباعد الاجتماعي، مهددًا المخالفين بأنَّه في حالة عدم الإلتزام يتمّ مصادرة مبلغ التأمين ودون استثناءات وأنَّه على مسؤولي الأمن بالكنيسة متابعة تنفيذ هذا القرار.


مواضيع متعلقة