خيري شلبي.. 9 سنوات على رحيل صاحب الـ"وتد" ومبدع فن البورتريه الصحفي

كتب: أحمد البهنساوى

خيري شلبي.. 9 سنوات على رحيل صاحب الـ"وتد" ومبدع فن البورتريه الصحفي

خيري شلبي.. 9 سنوات على رحيل صاحب الـ"وتد" ومبدع فن البورتريه الصحفي

لم يكن مجرد أديبا تأثر ببيئته الريفية إلى حد أن كتب رواية عن قرية شباس عمير التي ولد فيها بمركز قلين في محافظة كفر الشيخ، فترجمت رائعته "الوتد" إلى مسلسل، كما أدخل على الصحافة المصرية فنا جديدا يعرف باسم "البورتريه" كما يعتبر رائد الفانتازيا التاريخية في الروايات.

9 سنوات مرت على رحيل خيري شلبي، الكاتب والروائي المصري الراحل، الذي ولد في 31 يناير 1938 وتوفي في 9 سبتمبر 2011 عن عمر ناهز 75 عاما.

مكتشف قرار النيابة في التحقيق مع طه حسين.. وتم ترشيحه لجائزة نوبل

ومما نسب إلى إسهاماته أنه ابتدع في الصحافة المصرية "فن البورتريه" وهو لون من الكتابة الأدبية كان موجودا من قبل في الصحافة العالمية ولكنه أحياه وقدم فيه إسهاما كبيرا اشتهر به بين القراء، حيث يرسم القلم صورة دقيقة لوجه من الوجوه تترسم ملامحه الخارجية والداخلية، إضافة إلى التكريس الفني للنموذج المراد إبرازه، وقدم في فن البورتريه مائتين وخمسين شخصية من نجوم مصر في جميع المجالات الأدبية والفنية والسياسية والعلمية والرياضية، على امتداد ثلاثة أجيال، من جيل طه حسين إلى جيل الخمسينيات إلى جيل الستينيات.

كما يعد خيري شلبي من رواد النقد الإذاعي، ففي فترة من حياته أثناء عمله كاتبا بمجلة الإذاعة والتليفزيون تخصص في النقد الإذاعي بوجهيه المسموع والمرئي، وكان إسهامه مهما لأنه التزم الأسلوب العلمي في التحليل والنقد بعيدا عن القفشات الصحفية والدردشة، فكان يكتب عن البرنامج الإذاعي كما يكتب عن الكتاب والفيلم السينمائي والديوان الشعري.

رشحته مؤسسة "إمباسادورز" الكندية للحصول على جائزة نوبل للآداب، كما تولى رئاسة تحرير مجلة الشعر التي كانت تابعة لوزارة الإعلام لعدة سنوات، وتولى حتى رحيله رئاسة تحرير سلسلة مكتبة الدراسات الشعبية الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة.

في فترة السبعينيات من القرن الماضي كان خيرى شلبى باحثا مسرحيا، اكتشف من خلال البحث الدؤوب أكثر من مائتى مسرحية مطبوعة في القرن التاسع عشر وأواسط القرن العشرين، وقام بتحقيق هذه المسرحيات في حديث بإذاعة البرنامج الثاني "البرنامج الثقافى حاليا" تحت عنوان "مسرحيات ساقطة القيد" ضمن برنامج كبير كان يقدمه الروائى بهاء طاهر، وقد اكتشف شلبي ضمن هذه المجموعة من النصوص نصا مسرحيا من تأليف الزعيم الوطني مصطفى كامل بعنوان "فتح الأندلس" وقام بتحقيقه ونشره في كتاب مستقل بنفس العنوان صدر عن هيئة الكتاب في سبعينيات القرن الماضي.

بجوار مهارته الأدبيه فقد ساهمت النزعة الصحفية لدى خيري شلبى في اكتشاف قرار النيابة في كتاب الشعر الجاهلي إذ عثر عليه في إحدى مكتبات درب الجماميز المتخصصة في الكتب القديمة، ولم يكن كتابا بل كراسة محدودة الورق متهرئة ولكنها واضحة وعليها توقيع النائب العام محمد نور الذي حقق مع طه حسين في القضية.

وكان المعروف إعلاميا أن طه حسين قد استتاب لتنتهى القضية، وبظهور هذا القرار النيابي اتضحت القضية واتضح أن النائب العام حفظ القضية لعدم كفاية الأدلة، وحفزت أسئلة النائب العام وردود طه حسين الكاتب لتحقيق هذا القرار من الزاوية القانونية وإعادة رصد وقائع القضية وردود أفعالها اجتماعيا وأكاديميا وسياسيا وأدبيا ثم نتج عن ذلك واحدا من أهم كتب خيري شلبي وهو "محاكمة طه حسين".

حصد شلبي بقلمه العديد من الجوائز والأوسمة منها جائزتا الدولة التشجيعية والتقديرية في الآداب، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وجائزة أفضل رواية عربية عن رواية "وكالة عطية"، والجائزة الأولى لاتحاد الكتاب للتفوق، وجائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن رواية وكالة عطية، وجائزة أفضل كتاب عربي من معرض القاهرة للكتاب عن رواية صهاريج اللؤلؤ.

ومن بعض ما كتب "حياتنا كلّها فنادق رخيصة وحقائب سفر وغرف مبقعة الفرش بعرق الآخرين وبقاياهم" من كتاب موال البيات والنوم، "وطالما أن جميع القائمين على الشغل في بلادنا يمدون الأيدى حتى وإن لم يخرجوها من جيوبهم فإن ما تسمونه القانون والضمير والعدل مجرد كلام في كلام يا بوى" من كتاب "أولنا ولد".


مواضيع متعلقة