تجارة الجنس تواجه كورونا: العالم أقل خطيئة ومساعدات مالية للعاهرات

تجارة الجنس تواجه كورونا: العالم أقل خطيئة ومساعدات مالية للعاهرات
- بيوت الدعارة في أوروبا
- كورونا وتجارة الجنس
- العاملين في تجارة الجنس
- مساعدات للعاهرات
- قرارات غلق بيوت الدعارة
- مكافحة كورونا
- بيوت الدعارة في أوروبا
- كورونا وتجارة الجنس
- العاملين في تجارة الجنس
- مساعدات للعاهرات
- قرارات غلق بيوت الدعارة
- مكافحة كورونا
انعكست إجراءات مكافحة فيروس كورونا، سلبا على العاملين في تجارة الجنس وبائعات الهوى، بعد قرارات إغلاق بيوت الدعارة ونوادي التعري، في معظم الدول التي ترخص الدعارة، منذ أكثر من 6 أشهر، وهو ما أثر على مصادر دخل العاملين في هذه التجارة الإباحية، الأمر الذي دفع بائعات الجنس كي يلجأن لجمع التبرعات والمساعدات، أو البحث عن مصدر آخر للدخل عن طريق عرض أجسادهن الفاتنة عبر الإنترنت.
وأعلن أحد أكبر بيوت الدعارة في أوروبا إفلاسه، بعد تضرّره جراء إجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد التي فرضتها ألمانيا، حيث قال آرمن لوبشيد، مدير بيت "باشا" المؤلف من 10 طوابق، والذي يعد من أشهر معالم مدينة كولونيا لصحيفة "إكسبرس" المحلية: "وصلنا إلى النهاية"، وفقا لما نشره موقع "بي بي سي".
وليست ألمانيا فقط من قررت إغلاق بيوت الدعارة لتجنب العدوى بفيروس كورونا، ففي إسبانيا، أمرت منطقة كاستيلا لامانشا، التي يوجد فيها أكبرعدد لبيوت الدعارة في إسبانيا، نهاية أغسطس الماضي، بإغلاق بيوت الدعارة، بعد أن كشفت إصابات كورونا "كوفيد-19" الأخيرة الصعوبات بشأن تتبع حالات العدوى في تلك المباني، حيث يعمل العديد من بيوت الدعارة في إسبانيا بفضل تراخيص الحانات والفنادق، وهو ما جعل العديد منها مفتوحا، في وقت اتخذت السلطات إجراءات صارمة ضد الحانات والنوادي الليلية، في ظل ارتفاع عدد الإصابات المرتبطة بالحياة الليلية.
وفي بنجلاديش، تحاصر الشرطة مدخل بيت "دولاتيا" للدعارة لمنع الزبائن من التردد عليه، ويعد بيت "دولاتيا" أحد أكبر بيوت الدعارة في العالم، ويؤوي نحو 1300 امرأة وأولادهن الـ400، وفقا لـ"بي بي سي". والأمر نفسه في أستراليا، حيث تفرض قواعد صارمة على بيوت الدعارة، والعاملين في تجارة الجنس، ورغم وضع خارطة طريق لإعادة فتح المطاعم والمقاهي، إلا أنه ليس هناك خطة لعودة تجارة الجنس والبيوت المخصصة لها.
وتقول تيلا ساندرز، أستاذة علم الجريمة في جامعة "ليستر"، إن هذه المشكلة تواجه عاملات الجنس في عشرات الدول حول العالم، وفقا لـ"بي بي سي".
بائعات الهوى يبحثن عن حلول: صندوق طوارئ للمساعدات المالية أو عرض الجسد على الإنترنت
تقول عاملات الجنس، في ألمانيا، إن إغلاق بيوت الدعارة ونوادي التعري عرّضهن للخطر، وأنهن يرغبن في العمل بشكل قانوني مرة أخرى، بحسب صحيفة "لندن ديلي" البريطانية، التي وصفت أكثر "المناطق الحمراء" ازدحاما، في هامبورج بألمانيا، بأنها أقل خطيئة بفضل جائحة فيروس كورونا، لأنها محجوب على النساء اللواتي يعملن بالجنس.
وتقول ناتالي، مديرة بيت دعارة في هامبورج، إنه في العادة "يمكنك الحصول على ما تريد إذا ذهبت إلى الشارع الصحيح، لكن الآن، إنها مدينة أشباح"، بحسب "لندن ديلي"، مؤكدة أن قررات الغلق أثارت غضب العاملين في مجال الجنس وأصحاب بيوت الدعارة، لأن الحظر "لا يعني فقط خسارة مفاجئة في الدخل، ولكن الأهم من ذلك أنه عرض حياة العاملات للخطر".
وتدخلت مدينة هامبورج للمساعدة عن طريق إرسال شيكات الرعاية الاجتماعية للعاملين في مجال الجنس المسجلين، واستئجار فندق لإيواء أولئك الذين ليس لديهم مكان للعيش فيه خلال الوباء، وذلك خلال التطبيق الصارم للحظر، وفرضت غرامات تزيد على ستة آلاف دولار لعاملات الجنس اللواتي يضبطن أثناء العمل.
وتقول إلينا، التي تعمل في مركز مجتمعي للمشتغلين بالجنس يتم تمويله في الغالب من مدينة هامبورج، إن الحظر يعني أن العاملات الآن معرضات للخطر مثل نظرائهن في معظم أنحاء العالم حيث الدعارة غير قانونية، وأضافت للصحيفة البريطانية: "إذا عملوا الآن، فإنهم يعملون في ظروف أسوأ لأنهم لا يستطيعون القيام بذلك بشكل رسمي، لا يمكنهم الاتصال بالشرطة بعد ذلك، إذا حدث لهم شيء سيئ".
وتقول إستل لوكاس، إحدى بائعات الهوى في أستراليا، إنه لا يمكنها التواصل مع عملائها إلا لتبادل أطراف الحديث فقط، أضافت لـ"بي بي سي": "هذا غير مجد في مجال عملنا.. فنحن نعمل على بناء علاقة حميمية مع الزبائن وهذا أمر غير ممكن في الظروف الراهنة"، موضحة أنها كانت تجني قبل الوباء دخلا فوق المتوسط، إذ كانت تأمل في تسديد كل أقساط القرض العقاري لمنزلها الواقع في إحدى ضواحي "ملبورن".
وتقدم الحكومة الأسترالية مساعدة مالية لمن خسر دخله المادي بسبب الوباء الحالي، ولكن يجب على الشخص إثبات أنه كان يدفع الضرائب، وهو ما لا يمكن للعاملين في مجال الدعارة غير المسجلين إثباته، ومن بينهم المهاجرون والمتحولون جنسيا.
وتقول تيلا ساندرز، أستاذة علم الجريمة في جامعة "ليستر"، إن الحكومات قدمت خدمات حماية اجتماعية لغالبية الناس، خاصة الذين يعملون لحسابهم الشخصي، لكن ذلك لم يشمل بائعات الهوى والعاملين في هذا المجال، لذا طالبت جماعات مناصرة من العامة التبرع لصندوق طوارئ لمساعدة العاملين في الدعارة، بحسب "بي بي سي" البريطاني.
وحتى الآن، نجحت جمعية في لاس فيجاس في جمع مبلغ قدره 19,300 دولار أمريكي في حين نجحت حملة مماثلة في إيطاليا في جمع 21,700 يورو تقريبا. وتقول ساندرز: "لقد أنقذت هذه المبادرات حياة كثيرين من العاملين في هذا المجال لأنهم تمكنوا بذلك من دفع الفواتير والحصول على الطعام وغير ذللك"، وتعلق "ساندرز" قائلة: "في الدول النامية غالبا ما تكون بائعات الهوى هن المعيل الرئيسي للعائلة التي تضم إخوة وأبناءً وأجدادا. لذا فإن (التعطل عن العمل) يؤثر على الجميع".
وتتفق معها بهذه النقطة نيكي آدمز، وهي من مجموعة دعم عاملات الجنس في إنجلترا. وقالت لـ"بي بي سي"، إن "معظم عاملات الجنس في بريطانيا هن أمهات، وإن تابعن العمل فهذا لأنهن بحاجة ماسة للمال". لكن بعضهن يجدن أنفسهن غير قادرات على الاستمرار في العمل، حتى إن أردن ذلك.
ونشرت وكالة الأنباء الألمانية تقريرا يفيد بأن وباء كورونا ساهم برفع أرقام مبيعات العديد من متاجر الألعاب الجنسية عبر الإنترنت، لكنه انعكس سلبا على العاملين في بيوت الدعارة، وبحسب "د ب أ"، بسبب كورونا يقضي معظم الألمان وقتا أطول في المنزل، وهذا يعني أخبارا جيدة للبعض في صناعة الجنس وأخبار سيئة لآخرين في هذا المجال، إذ تشير أرقام المبيعات المتزايدة في العديد من متاجر الألعاب الجنسية أن معظم الألمان يلجأون إلى شراء هذه الألعاب عبر الإنترنت لما تبعثه هذه المواد من طاقة إيجابية، بالإضافة إلى أنها تخفف من روع مستخدميها في زمن الكورونا.
من جهتها قالت عالمة الجنس، أوريكا فوغت، "إن ما يحصل ليس غريبا، فخلال النشوة الجنسية، يطلق الجسد عددا من الهرمونات الإيجابية، وهذا يمنح الشخص شعورا بالثقة بالنفس ويهدئه، وهذا أمر مهم بشكل خاص حاليا"، مضيفة "فالناس الآن لديهم المزيد من الوقت الذي يمكن استخدامه، من بين أمور أخرى، لتنشيط حياتهم الجنسية، بحسب موقع "روسيا اليوم".
وأثرت طفرة كورونا أيضا في بيع المواد الإباحية التي جذبت مزيدا من الجماهير منذ اندلاع الأزمة، فيما أعلن الموقع الإباحي "Pornhub" قبل بضعة أيام على "تويتر" أن الأشخاص الذين يعيشون في إيطاليا، والذين تضرروا بشدة من الوباء، سيحصلون الآن على اشتراك مجاني حتى بداية أبريل.