"فاطمة" من "الأمية" إلى دبلومة في التربية: هوصل للدكتوراه

"فاطمة" من "الأمية" إلى دبلومة في التربية: هوصل للدكتوراه
يحل غدًا اليوم العالمي لمحو الأمية وعدد من السيدات فخورات بما وصلن إليه، مستمتعات بتلك النظرة التي تزين وجوه أبنائهن بعد مشوار كفاح تكلل بالنجاح، قصة استثنائية مرت بها فاطمة عنتر، 35 عامًا، كي تحصل في نهاية المطاف على بالكالوريوس تجارة ودبلوم في التربية، رغم رفض عائلتها لتعليم الفتيات وإعطاء هذا الحق للذكور فقط، عاشت سنوات مريرة تبحث عن فرصة لكن كانت رغبتها تقابل بالضرب والعقاب المبرح: "شفت الذل وحاولت أقنعهم لكن فشلت وكنت بضرب وكتبي تتقطع وألمها".
ساندتها والدتها في مواجهة هذا الظلم البين الذي حرمها من حقها في التعليم حتى بلوغها سنة الـ14 عاماً، قررت والدتها أن تدخلها فصول محو الأمية دون علم والدها، وبعدها إلتحقت بالمدرسة الإعدادية: "طلعت من الأوائل وقررت أوجه والدى بعد كل السنين اللي خبينا فيها انى بتعلم من وراه، وتقبل الأمر بعد ما نجاحي وإصراري"، لافتة إلى أن والدتها ذاقت نفس مُرها حين حرمها أبيها من التعليم أيضًا: "ده طبع في عائلات بالفيوم مابيرضوش يعلموا البنات شايفين بيعملوا شغل البيت ويتجوزاو وبس ملهمش أي حق تاني كنت بخبز وأنضف البيت وأروح تاني يوم امتحانات الثانوية".
تحلم بوظيفة مناسبة تعوضها عن سنوات كفاحها بعد أن تزوجت وأنجبت طفلين وتريد أن تصل لمرحلة الدكتوراه وتعمل: "اتخرجت 2015 وأتقنت اللغة الإنجليزية وأخدت كورسات تأهلني لسوق العمل وحفظت القرآن الكريم ونفسي أشتغل".
يشجعها زوجها على غير عادة عائلتها، تتذكر حين كانت تخبئ مصروفها لتشترى كتبًا وتدفع منه المصروفات: "كنت بعيط وبذاكر منزلى ودخلت كلية تجارة بني سويف بناء على رغبتي وهكمل في مشواري"، كانت تضع جملة "من لم يذق مر التعلمِ ساعة ً.. تجرعَ ذلَّ الجهل طولَ حياته"، نصب عينيها مؤكدة أنها كانت وقودها الوحيد إلى أن نجحت في تحديها: "نفسي أشتغل وأشوف ثمرة تعبي وذلي طوال السنين اللي فاتت".