جدل بين طلاب الجامعات حول قرار "محو الأمية" وتربوي: "غير قابل للتطبيق"

جدل بين طلاب الجامعات حول قرار "محو الأمية" وتربوي: "غير قابل للتطبيق"
أثار قرار الهيئة العامة لتعليم الكبار، التى أصدرته منذ فترة، بشأن مشاركة طلاب الجامعات، في فصول محو الأمية لعدد من الأفراد، كشرط لحصول الطالب على شهادة التخرج، جدل كبير بين الطلاب لكونهم لا يعلمون آلية التطبيق، ومدى قدرتهم على تنفيذ ذلك.
وأشار عدد من الطلاب، إلى عدم وجود وقت لديهم لتدريس عدد من الأميين، خاصة الذين لم يسبق لهم الحصول على شهادة محو الأمية، وفقا للقرار.
وأوضح خبير تربوي، أن هذا القرار غير قابل للتطبيق بأي حال من الأحوال داخل الجامعات، بالإضافة إلى مخالفته لقرارات وقواعد المجلس الأعلى للجامعات.
"الجامعة بدأت تدربنا على كيفية تطبيق القرار، من الشهر إللى فات عن طريق كورسات أون لاين".. بهذه الكلمات بدأت فرحة محمد، 22 عاما، طالبة بالفرقة الرابعة بكلية التربية، جامعة حلوان، تقطن بمنطقة مدينة نصر، عند حديثها عن فصول "محو الأمية"، فتقول: "التدريب كان 3 أيام، أول يوم سمعوا فيه خطتنا للتنفيذ، والتانى كيفية التعامل مع الأميين، وآخر يوم كان طرق توصيل المعلومة"، مضيفة أنها تدرس بقسم اللغة العربية، ولكن القرار يشترط تدريس مادتى اللغة العربية والرياضية للأميين: "كل الأقسام والكليات مطالبة بتدريس المادتين، حتى لو خارج نطاق دراستهم".
وأوضحت "فرحة"، أن مدة التدريس 3 أشهر، وبعدها يقوم الفرد الأمي بإجتياز 3 إختبارات فى شهور أكتوبر ويناير وإبريل، وشرط أساسى نجاحهم بالإختبارات: "ليا إعادة مرتين فقط، ولو ما نجحتش استنى للسنة الجاية وما أحصلش على شهادة التخرج".
واشارت إلى أن الحد الأدنى لعدد الأشخاص الذى يجب تدريسهم ومحو أميتهم، هم 3 أشخاص فأكثر.
ويقول محمود على، طالب بالفرقة الرابعة بكلية التجارة، جامعة عين شمس، من سكان منطقة العتبة، إنه سمع عن القرار عدة مرات، لكنه لم يدرى حقيقة تطبيقه: "مش عارف أهمية الموضوع إيه، لإن الطلاب فى السنة الأخيرة بيكون مشغولين فى المذاكرة عشان التخرج"، مضيفا أن صعوبة القرار تكمن أيضا فى كيفية الوصول لأميين، يرغبون فى التعلم: "يوفروا لنا أفراد واحنا ندرس لهم، لكن مفيش حد هيرضى بسهولة".
يقول حسن شحاتة، خبير تربوى، إن فكرة تطبيق "محو الأمية" جيدة فى العموم، لكنها يصعب تطبيقها داخل الجامعات، لأنه فى حين تطبيقها سيقوم الطلاب بعمل كشوفات بأسماء وهمية وإختبارات بدرجات ليس لها علاقة بالواقع، كى يتمكنوا من الحصول على شهادة التخرج، مضيفا أن هناك جهات أخرى منوطة بإقامة فصول لـ "محو الأمية"، منها: الجمعيات الأهلية التى تلعب دور كبير فى هذا الصدد، وتقوم بكامل واجبها فى تطبيقه.
وأرجع "الخبير التربوى"، أسباب انتشار "الأمية" داخل المجتمع، إلى سببين أساسيين، هم: عدم إستيعاب الأطفال بالصف الأول الإبتدائى داخل المدرسة، والثانى: تسرب التلاميذ من مرحلة التعليم الأساسى.
ولفت إلى أن وزارة التربية والتعليم حاليا، تعمل على إغلاق مصادر "الأمية"، والقضاء عليها، عن طريق تطبيقها نظام التعليم الجديد والإعتماد بشكل أكبر على "الأون لاين"وتحديث المناهج، التى ستساعد على إستيعاب طلاب التعليم الأساسى داخل الفصول.
وتابع "شحاتة" بقوله: "الأمية الأبجدية تتلاشى مع تقديم تعليم جديد لمجتمع جديد".مؤكدا على صعوبة تنفيذ القرار لأن الطلاب سيقومون بعمل كشوف بأسماء وهمية ودرجات وهمية كى يحصلوا على شهادة التخرج: "فكرة غير قابلة للتطبيق وغير عملية، ولم ينص عليها قرار المجلس الأعلى للجامعات".