البرغوثي ينعى يوسف والي: لم يتقاض راتبا وخدم الفلاحين

البرغوثي ينعى يوسف والي: لم يتقاض راتبا وخدم الفلاحين
نعى الكاتب الصحفي محمد البرغوثي، الدكتور يوسف والي، نائب رئيس الوزراء، وزير الزراعة الأسبق، الذي تُوفي عن عمر ناهز 89 عامًا، أمس، بعد 22 عامًا قضاها وزيرًا، و18عامًا أمينًا عامًا للحزب الوطني المنحل، وشغله للعديد من المناصب السياسية الهامة.
وقال "البرغوثي"، خلال تدوينه له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "وداعا راهب الزراعة المصرية. العالم المرموق والوزير طاهر اليد الأستاذ الدكتور يوسف والي.. أنقى وأنبل وأكفأ من عرفت، وداعا الإنسان العظيم الذي تعرض لأحقر حملة ظالمة في التاريخ المصري الحديث والمعاصر".
وأضاف الكاتب الصحفي: "وداعا للرجل الذي أضاف لمصر 2.5 مليون فدان هي الآن من أجود الأراضي وأكثرها وأنظفها إنتاجا، وداعا للمتصوف الزاهد الذي وُلد لعائلة تملك آلاف الأفدنة تم تأميمها في الفترة الناصرية، وعندما أصبح وزيرا مؤتمنا على أراضي مصر لم يسترد فدانا واحدا لأسرته".
وأوضح أن الراحل لم يتقاض راتبا وفتح مكتبه للفلاحين والمزارعين وقضى في غيطان مصر وصحاريها سنوات طويلة يشرف بنفسه على حالة الزرع وأحوال الفلاحين: "قبل شهرين تقريبا زرته في مرضه الأخير، وكان معي أخي وصديقي الدكتور ياسر البارودي، أحد تلامذته الأوفياء، وأحد أهم العارفين بقيمة وفضل هذا الرجل".
وواصل: "قد حاولنا الانصراف أكثر من مرة حتى لانثقل عليه، ولكن الدكتور يوسف أصر على بقائنا لساعات تحدث خلالها في أمور عديدة لن أنشر شيئا منها احتراما لرغبته، فقد كان زاهدا حتى في إنصاف البشر ولم يكن يريد من كل هذا العالم غير أن يغادره راضيا ومطمئنا".
وتابع: "رحل يوسف والي تاركا خلفه آلاف التلاميذ الذين يعرفون فضله، وملايين الأفدنة التي تم استصلاحها في عهده دون تفاخر أو دعاية، وعشرات معاهد ومعامل البحوث التي دبر لها المليارات في صمت دون أن يكلف ميزانية الدولة جنيها واحدا، رحل يوسف والي صابرا محتسبا راضيا، وترك خلفه أيضا حفنة ضباع خسيسة نهشت سمعته ظلما ولفقت له الاتهامات الحقيرة".
وواصل: "عزائي الوحيد في رحيل هذا الرجل، أنني كنت من أوائل من أنصفوه ودافعوا عنه في وقت عصيب جدا، ووصفته بأنه واحد من أنبل وأطهر المسئولين في التاريخ المصري كله، ألف رحمة ونور لروحك الجميلة يا دكتور يوسف. وخالص عزائي للصديق والعالم الكبير الدكتور ماهر والي ولكل عائلة والي ولكل تلاميذ ومحبي هذا الرجل العظيم".