"حتة من التورتة للبواب".. عيد ميلاد رجاء الجداوي في ذاكرة جيرانها

"حتة من التورتة للبواب".. عيد ميلاد رجاء الجداوي في ذاكرة جيرانها
- رجاء الجداوي
- عيد ميلاد رجاء الجداوي
- ذكرى رجاء الجداوي
- منزل رجاء الجداوي
- رجاء الجداوي
- عيد ميلاد رجاء الجداوي
- ذكرى رجاء الجداوي
- منزل رجاء الجداوي
شهران مرا على رحيل الفنانة رجاء الجداوي، ليأتي يوم ميلادها حزينا، فلا يحسب عام جديد ولا يذكر بنقص سنة من العمر المنتهي بالفعل، وإنما جاء ليعيد ذكراها في القلوب ويجدد دعوات الرحمة والمغفرة لإنسانة ما مرت على قلب إلا وتركت أثرها الطيب، وفي 11 شارع الدقي هناك حكايات لا تزال تروي عن امرأة مرت من هناك عاشت لنحو 50 عاما، وتركت آلاف الذكريات.
"كانت توزع لنا تورتة عيد ميلادها، وكانت الأطباق تنزل لنا مخصوص من فوق"، يقول داوود زيدان، حارس العقار الذي عاشت فيه رجاء الجداوي طوال 50 عاما ولم تتركه إلا قبل عامًا واحدًا من وفاتها، كانت تعود فيه لبيتها من وقت لآخر وتلقي التحية على جيرانه.
حارس العقار: كانت توزع لنا تورتة عيد ميلادها
البيوت تشبه قلوب أصحابها، وفي رحاب منزلها كانت الوجوه مبتسمة داعية لها، ويتحدث "داوود" لـ"الوطن" عن رجاء الجداوي التي لم تترك مناسبة إلا واحتفلت بها مع الجميع: "في عيد ميلادها كانت توزع لنا وللأمن التورتة وفي رمضان الصينية لم تنقطع بالطعام طوال الشهر وفي كل عيد أو مناسبة لا تنسى مجاملاتها" بهذه اللفتات كانت تحتفل رجاء الجداوي مع جيران منزلها.
ود وصدق واحترام متبادل كانا عنوان تعاملاتها، ومواقف لا تنسى ارتبطت بوجودها، فلا ينسى داوود تشجيعها له على قراءة القرآن فكانت حين تراه ممسكا بالمصحف ويقرأ تسأله وصلت لأي جزء فيقول السادس أو السابع على سبيل المثال فكانت ترد أنها سبقته وأنها في الثامن فكان يتشجع على القراءة بالفعل.
أما عن آخر مرة التقاها كان قبل حجزها في المستشفى ودعتهم، كان في رمضان، ورغم إنها تسكن في أكتوبر منذ نحو عام إلا أنها عادت لشقتها في الدقي وكأنها تودع الجميع، هناك بالفعل ألقت السلام على الجميع لكنهم لم يكونوا يعلمون أنه الوداع الأخير، بحسب داوود.3
عامل بالجراج: كنا نعرف ميعاد حفل عيد ميلادها من سيارات الضيوف
"مجدي فهيم بدير" يعمل بالجراج أسفل العقار الذي تقطن فيه الفنانة رجاء الجداوي منذ 24 عاما، تعامل معها ومع أسرتها فيها لمس منهم الخير والطيبة، قائلا: "أنا من الناس اللي خسرت رجاء الجداوي.. لم تكن تترك أحد يتوجع وكانت تمد يدها بالخير للجميع".
في الفرح وفي الحزن المرض، يقول "مجدي" لـ"الوطن" إنها دائما ما كانت تبادر بالخير سواء له ولأسرته أو لعموم من حوله فلا يتذكر مرة مرض أحدا إلا وكانت أول من يساعده وتستمر في السؤال عنه حتى يتعافى، أما عن عيد ميلادها فيقول: "في يوم عيد ميلادها كان أصدقائها المقربين من الوسط الفني أو العائلة يحضرون للاحتفال وكانت الحفلة صغيرة هادئة".
صاحب الكشك أمام منزلها: ترك لنا مواقف لا تنسى
وأمام الجراج يقف "كشك" يقطن في المنطقة قبل نحو 40 عاما شهد صبا وشباب الفنانة "التي لم تتغير"، ويجلس أمامه مسن يحمل ذكريات الشارع الذي كانت تمر عليه يوميًا، ويقول أحمد إسماعيل: "فاتح الكشك منذ 40 عاما، وكانت مدام رجاء تردد على الكشك لشراء الأغراض ولكنها لم تكتفى بذلك بل تركت مواقف لا تنسي"، وكأنها تشتري القلوب لا الأغراض.
"علاج وإنقاذ" موقفان يتحدث عنهما "أحمد" لـ"الوطن" بخجل مواطن لا يحب كشف مواقفه الشخصية، لكنه لا ينكر الفضل أبدا، فرغم كثرة الأحداث إلا أنه يتذكر وقت دعمه حين كان مريضا وشراء العلاج له والاطمئنان عليه، أما الموقف الثاني فكان يوم عرفت أن الكشك لم يعد به بضائع للبيع وقت أزمة مرت به، وحينها قررت إعطائه المال لشراء البضاعة ما فتح له أبواب الرزق من جديد، المواقف التي يؤكد تكرارها بين الجميع ظلت باقية رغم رحيلها.