سحابة الصيف لها بطانة فضي.. أسباب حدوث السيول في عز الحر بسيناء

كتب: منة العشماوي

سحابة الصيف لها بطانة فضي.. أسباب حدوث السيول في عز الحر بسيناء

سحابة الصيف لها بطانة فضي.. أسباب حدوث السيول في عز الحر بسيناء

تساؤلات كثيرة تراود أذهان الكثيرون بعد أن كشفت هيئة الأرصاد الجوية حالة الطقس بداية من اليوم حتى 4 سبتمبر، والتوقعات بسقوط أمطار رعدية تصل لحد السيول على مناطق متفرقة بشبه جزيرة سيناء، وهو ما حدث بالفعل على مناطق من سيناء وكاترين.

ومن أبرز التساؤلات أسباب حدوث الأمطار التي تصل لحد السيول وهل التغيرات المناخية لها سبب في ذلك؟ وهل ما يحدث مجرد سحابة صيف؟ وهو ما رد عليه الدكتور محمد فهيم أستاذ التغيرات المناخية، و وحيد سعودي خبير الأرصاد لـ"الوطن".

هل ما يحدث مجرد سحابة صيف ؟

بدأ محمد فهيم أستاذ التغيرات المناخية حديثه أنه على غير المعتاد منذ سنوات حدوث هطول أمطار على مناطق وسط وجنوب سيناء فى ظواهر مناخية غريبة وجديدة على مناخ مصر حيث تعرضت مدينة سانت كاترين لأمطار وسيول صيفية متوسطة اليوم.

وردا على سؤال هل كل هذه السحب والغيوم مجرد "سحابة صيف" عابرة، أجاب فهمي أن من خلال دراسة نماذج وسيناريوهات تغير المناخ يتضح أن هناك تغيرات كبرى ودرامية لمناخ إقليم البحر المتوسط الذي يتبعه مناخ مصر والذي كان على مدار آلاف السنين من أكثر مناخات أقاليم العالم وضوحاً واستقراراً: "فهو حار جاف صيفاً معتدل دافيء ممطر شتاءً".

واستكمل أستاذ التغيرات المناخية الإجابة بأن هذه الخاصية المناخية تعود إلى كتلتين هوائيتين مختلفتين الخصائص المناخية والمصدر في رسم صورته المناخية: "فالكتلة المدارية البحرية القارية هي المسؤولة عن حرارة الصيف وجفافه، في حين أن الكتلة القطبية البحرية تعود إليها أمطار واعتدال ودفء الشتاء" .

لكن ومع حدوث ما يطلق عليه تغير المناخ وحدوث انقلابات مناخية حادة فى العوامل المناخية المميزة للمنطقة وفي قلبها "مصر"، أوضح فهيم أنه يبدأ حدوث تغيير أكثر تشتتاً وأقل استقراراً في العوامل المناخية وسيادة حالة من التقلبات المناخية الحادة مثل شتاء قارس البرودة وربيع قصير بخماسين أكثر شراسة وصيف طويل شديد الحرارة وأمطار غير موسمية تمتد وتتوغل داخل أشهر الصيف ويزيد توغلها مع مرور السنوات.

للسحب بطانة فضي

وذكر فهيم مثل إنجليزي لتوصيل المعلومة "للسحب بطانة فضي"، يعني أن من وراء وجود السحب تتساقط الأمطار والتي لها فوائد كثيرة: "السيول التي سقطت على وادي الأربعين ونزلت حتى منطقة النبي صالح ووصلت للسدود والبحيرات أدت إلى تجديد تخزين المياه في البحيرات والسدود".

وأضاف أستاذ التغيرات المناخية أن سانت كاترين تضم أكثر من 191 بحيرة، سعة كل منها 1000م2، بالإضافة إلى بحيرتين صناعيتين عملاقتين و12 سدًا للحد من قوة وسرعة السيل، وأن السيل ناتج عن تعرض منطقة وادي الأربعين بمدينة سانت كاترين لأمطار غزيرة جدًا ولفترة محدودة، ما نتج عنها كميات كثيفة من المياه تساقطت من قمم الجبال المتواجدة بوادي الأربعين، وسارت في مجرى السيل الطبيعي متجه نحو البحيرات الصناعية.

وأنهى حديثه بأن السدود التي تم إنشاؤها للتخزين لعبت دورا في منع الآثار السلبية التي كانت تتركها السيول في الماضي، من خسائر في الأرواح والمنشآت، إضافة إلى كونها مفيدة لتعويض المخزون الجوفي، وتقليل الآثار التدميرية للطرق.

فيما شرح وحيد سعودي خبير الأرصاد، أن التوزيعات الضغطية في البلاد ستكون تحت تأثير ما يسمى بوجود منخفض السودان الموسمي، وهذا المنخفض موجود فوق مسطح البحر الأحمر الذي يجلب معه رياح ما بين الشرقية والجنوبية الشرقية قادمة من المناطق الاستوائية الذي يكون مشبع بنسبة عالية من بخار المياه.

وأضاف سعودي أنه يتزامن مع ذلك وجود منخفض جوي آخر في طبقات الجو العليا تقريبا على ارتفاع  خمسة ونصف كيلومتر من  سطح الأرض هذا المنخفض يكون مصحوب بتيار نفاث شديد البرودة: "بدوره يؤدي إلى تكون السحب المنخفضة والمتوسطة والرعدية أحيانا والتي يصاحبها سقوط الأمطار الغزيرة والتي قد تصل لحد السيول".


مواضيع متعلقة