«السر في التاريخ».. لماذا زار ماكرون لبنان مرتين بعد انفجار بيروت؟

كتب: محمد الليثي

«السر في التاريخ».. لماذا زار ماكرون لبنان مرتين بعد انفجار بيروت؟

«السر في التاريخ».. لماذا زار ماكرون لبنان مرتين بعد انفجار بيروت؟

أجرى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، زيارتين إلى لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت، الأولى تلت الانفجار مباشرة والثانية هذا الأسبوع في خطوة دبلوماسية لتعزيز الإصلاح في البلد المصاب.

تكرار زيارة ماكرون في مدة قصيرة، أظهر تساؤلات عن سبب الاهتمام بهذا البلد سواء كان اقتصاديًا بعد أضرار انفجار مرفأ بيروت، أو سياسيًا حيث جهوده لدفع تشكيل حكومة جديدة قادرة على الخروج من المأزق.

وبالرجوع إلى التاريخ، فإن هناك ماضيا في العلاقات بين البلدين، ولعل التاريخ يذكر أنه ماض استعماري فرنسي.

تم تصنيف لبنان كمحمية فرنسية من قبل عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الأولى، بهدف أن يصبح فيما بعد دولة مستقلة بدلاً من أن يكون مستعمرة فرنسية، وذلك وفقًا لما رصده موقع "يورونيوز".

تاريخياً، نبع النفوذ الفرنسي في لبنان من علاقات وثيقة مع الموارنة، وهم من الكاثوليك الشرقيين، والتأثير الفرنسي بين الموارنة "مرتبط بحقيقة أن فرنسا آنذاك" الابنة الكبرى للكنيسة"، مارست منذ القرن السابع عشر واجب حماية مسيحيي الشرق الأوسط المرتبطين بروما أي الكاثوليك، بحسب المؤرخة سيلفيا شيفولو من المركز الفرنسي للبحوث العلمية الوطنية.

تدخلت فرنسا لحماية المسيحيين في عام 1860، عندما اندلعت الحرب الأهلية بين الموارنة والدروز، وهم أقلية في الإسلام.

وطوال القرن التاسع عشر، أصبح العديد من الموارنة يتحدثون الفرنسية من خلال التعليم التبشيري الفرنسي، بحسب شيفولو.

وبين عامي 1920 و1943، كانت دولة لبنان الكبيرة تحت الانتداب الفرنسي، وخلال هذا الوقت، أصبحت الجمهورية اللبنانية، وكان بشارة الخوري أول رئيس بعد الاستقلال عام 1943، الذي عارض النفوذ الفرنسي.

ويشمل إرث الانتداب المدارس الفرنسية التي دربت الكثير من النخبة في البلاد والحكومة الطائفية التي قسمت السلطة بين المسيحيين والمسلمين.

وكتب المؤرخ اللبناني أنطوان شريف صفير في صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية: "عندما أعلنت الجمهورية اللبنانية استقلالها عام 1943، كانت تضم على أراضيها أكثر من 400 مدرسة فرنسية تدربت فيها النخبة السياسية والاقتصادية والفكرية".

ووفقًا لـ"شيفولو": "منذ الخمسينيات ضعفت الروابط بين فرنسا والموارنة.. وتلاشى نفوذ فرنسا في المناطق، ولم يعد مفهوم الحماية موجودًا".

وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك، الذي يُنظر إليه أيضًا على أنه منخرط في العالم العربي، قريبًا جدًا من عائلة الحريري، التي تواصل ممارسة سلطتها في السياسة اللبنانية، وقد اعتبر رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، الذي اغتيل عام 2005، أحد أصدقائه.


مواضيع متعلقة