شارلي إيبدو.. صحيفة هزلية عمرها 50 عاما أساءت للرسول وتعرضت لهجوم مسلح

شارلي إيبدو.. صحيفة هزلية عمرها 50 عاما أساءت للرسول وتعرضت لهجوم مسلح
عرفت صحيفة شارلي إيبدو باعتبارها صحيفة سياسية هزلية أسبوعية فرنسية أسست قبل نحو 50 عاما في 1970، إذ شغلت الرسوم الهزلية والكاريكاتير مساحة كبيرة منها، ولاسيما السياسية.
استفزت الصحيفة مشاعر المسلمين في أكثر من مناسبة، بسبب نشر رسوم مسيئة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، تحت غطاء حرية التعبير، وآخرها اليوم حيث اعتزمت إعادة نشر هذه الرسوم عشية محاكمة المتهمين بالهجوم على مقرها في 2015.
ولمن لا يعرف الصحيفة وطبيعة عملها فإلى جانب المواد الهزلية، يمارس صحفيوها أيضا الصحافة الاستقصائية عن طريق نشر تقارير في الخارج أو في بعض المجالات مثل الطوائف، الدين، الإسلام السياسي، السياسة والثقافة، وتُصدر الصحيفة كل أربعاء، وتُنشر أحياناً بعض الأعداد في طبعات خاصة في فترات متباعدة، وتتصف المجلة بأسلوب هجائي حاد وبنزعة لاسلطوية.
الصحيفة نشرت الرسوم المسيئة أكثر من مرة.. وبدء محاكمة مهاجميها غدا
أُسست شارلي إيبدو في عام 1970 لتحل محل النسخة الأسبوعية Hara kiri وهي من نشر نفس فريق العمل ولكن جرى حظرها وكانت تنشر بشكل مستمر حتى عام 1981، وبعد صدور أول عدد في عام 1982 جرى وقف النشر حتى عام 1992 حيث اجتمع أعضاء الفريق القديم ليقوموا بإطلاق مجلة شارلي إيبدو بالمواهب الجديدة، ويرأس تحريرها منذ 2009 إلى 7 يناير 2015 ستيفان تشاربونيير، وسبقه في هذا المنصب فرانسوا كافانا (1969–1981) وفيليب فال (1992–2009).
وأعادت إيبدو نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد في صحيفة يولاندس بوستن، في عام 2006؛ مما أثار ردود فعل قوية ضد الصحيفة، لاسيما في البلاد الإسلامية، وقد نشرت الصحيفة على صفحتها الأولى في 3 نوفمبر 2011 رسمًا كاريكاتوريًا للرسول صلى الله عليه وسلم، وقد تعرض مكتبها في باريس للحرق، واخترق موقعها الإلكتروني في 2011.
وفي 7 يناير 2015 جرى الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً، من بينهم 8 أشخاص من المساهمين في المجلة الأسبوعية، حيث ستبدأ محاكمتهم غدًا بعد 5 سنوات من وقوع الحادث الذي أدانه الأزهر الشريف، مثلما أدان بشدة نشر الرسوم واعتبرها لا تمت لحرية التعبير بصلة.
وأدان الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، نشر مجلة فرنسية رسوما كاريكاتورية مسيئة للرسول محمد، بعد أيام من الاحتجاجات التي شهدها العديد من دول العالم عام 2012 ضد نشر فيلم مسيء للإسلام.
من جانبها دعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى إعلان إغلاق السفارات والمدارس الفرنسية في حوالي 20 دولة، يوم الجمعة التالي لنشر الرسوم كإجراء "احترازي".
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي حينها لوران فابيوس أن نشر الرسوم في "الوضع الراهن يصب الزيت على النار"، فيما طالب رئيس الوزراء جان مارك آيرولت المتضررين من هذه الرسوم باللجوء إلى القضاء.