موسكو ملاذ لوكاشينكو في مواجهة مظاهرات الداخل وعقوبات الأوروبيين

كتب: (وكالات)

موسكو ملاذ لوكاشينكو في مواجهة مظاهرات الداخل وعقوبات الأوروبيين

موسكو ملاذ لوكاشينكو في مواجهة مظاهرات الداخل وعقوبات الأوروبيين

تشهد بيلاروسيا، احتجاجات ومظاهرات منذ 9 أغسطس الجاري، عقب الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس الحالي ألكسندر لوكاشينكو، والتي اعتبرتها المعارضة بأنها غير نزيهة ونتائجها مزورة.  وحصل لوكاشينكو على 80.1% من الأصوات في الانتخابات، فيما اتهم المتظاهرون لوكاشينكو "65 عاما" ويحكم البلاد منذ عام 1994، بتزوير الانتخابات على نطاق واسع. وتم في الأيام الأولى قمع هذه الاحتجاجات من قبل قوات الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي ضد المتظاهرين.

وبيلاروسيا، دولة حبيسة في أوروبا الشرقية تحدها الدول التالية باتجاه الشرق روسيا إلى الجنوب وأوكرانيا إلى الغرب بولندا إلى الشمال ليتوانيا ولاتفيا. وتمثل المظاهرات الضخمة الجارية في بيلاروسيا، أكبر تحد حتى الآن لحكم الزعيم المخضرم ألكسندر لوكاشينكو المستمر منذ 26 عاما، كما تمثل اختبارا لمدى ولاء قواته الأمنية. ومنذ بداية المظاهرات توجه الرئيس البيلاروسي لحليفته لروسيا في كثير من تصريحاته.

وقال لوكاشينكو، إن الحكومات الغربية تقوم بتحويل الأموال إلى بلاده لدعم أعمال الشغب والاحتجاجات في شوارع العاصمة مينسك. وأشار الرئيس البيلاروسي إلى أن دول الغرب تحاول أن تلعب بورقة بيلاروسيا ضد جارتها الكبيرة "روسيا"، واصفًا بلاده بأنها "الرابط الوحيد المتبقي" في منطقة البلطيق والبحر الأسود ويضم ثلاثة من دول البلطيق من بينهم أوكرانيا وبيلاروسيا مع أوروبا.قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، اليوم، "إن قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) أصبحت أصوات دباباتها تُسمع بالقرب من بوابات بلاده، مشيرا إلى حشود للقوة العسكرية للحلف بالقرب من الحدود الغربية للبلاد".

رئيس بيلاروسيا: الأزمة لا تقل أهمية بالنسبة لروسيا عنها بالنسبة لنا

وأوضح لوكاشينكو، في وقت سابق، إلى أن "الأزمة البيلاروسية لا تقل أهمية بالنسبة لروسيا عنها بالنسبة لنا"، مُضيفًا أن الهجوم يستهدف الجانب الروسي في المقام الأول، لكن هناك أطراف تريد ضرب موسكو عن طريق تدمير مينسك، لكنهم سيفشلون في النهاية، على حد قوله.

من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية "الكرملين"، دميتري بيسكوف، أمس الاثنين، إن موسكو ترى أن السلطات في بيلاروسيا تسيطر على الوضع في البلاد بثبات، ولا تسمح بالاستفزازات التي قد تنشأ خلال التجمعات الكبيرة والاحتجاجات. وأوضح بيسكوف: "نحن ننظر إلى الوضع في مجمله، تتواصل المظاهرات ونرى أن قوات إنفاذ القانون وقيادة البلاد يبقيان على الوضع تحت السيطرة بصورة ثابتة ولا تسمحان بحدوث استفزازات قد تنشأ خلال التجمعات الكبيرة للجمهور"، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية.

وأشار المتحدث الروسي، إلى أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والبيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو اتفقا، أمس الأول الأحد على عقد اجتماع في موسكو، موضحا أنه يجرى تنسيق المواعيد على أن تبدأ زيارة لوكاشينكو إلى روسيا خلال الأسابيع المقبلة، وبناء على ذلك سيعقد اجتماع في غضون أسبوعين.وأجرى بوتين ولوكاشينكو، أمس الاول الأحد، اتصالا هاتفيا اتفقا خلاله على لقاء شخصي في المستقبل القريب أثناء زيارة لوكاشينكو لموسكو.

وأكد الرئيس الروسي، اعترافه بنتائج الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا، وقال بوتين في مقابلة مع قناة "روسيا -1" الروسية، بُثت مقاطع منها اليوم، "ننطلق في التعامل مع بيلاروسيا من مبدأ أن الانتخابات في بيلاروسيا قد نجحت". وكان بوتين، قد بعث ببرقية تهنئة لنظيره البيلاروسي، بعد إعلان فوزه في الانتخابات.

من جانبه، حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، من التدخل في شؤون بيلاروسيا الداخلية بأي شكل من الأشكال وأعلن الكرملين، في وقت سابق من الشهر الجاري، بوتين، بحث هاتفيًا مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأوضاع في بيلاروسيا. وأكد الرئيس الروسي عدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد التي تشهد احتجاجات واسعة.

وأشار لوكاشينكو، إلى أن بوتين لديه وجهة النظر نفسها التي تتبناها مينسك بشأن الوضع الراهن في البلاد، مؤكدا-في تصريحاته التي نقلتها وكالة أنباء "بيلتا" الرسمية في بيلاروسيا- "لقد حذرت الرئيس الروسي من الوضع في بيلاروسيا. فنحن نتمتع بالتفاهم المتبادل، كما أننا نشترك في اتفاقية متعلقة بهذا الأمر داخل منظمة معاهدة الأمن الجماعي واتفاقية الدولة الموحدة".

وأظهر مقطع مصور من بيلاروسيا، لوكاشينكو وهو يحمل بندقية ويرتدي سترة واقية من الرصاص أثناء هبوطه من مروحية أقلته إلى مقر إقامته حيث تعصف الاحتجاجات المناهضة للحكومة بالعاصمة، وفقا لما ذكرته شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية

وأكد لوكاشينكو، في وقت سابق، أنه ليس قديساً، ولديه قسوة ضمن صفاته الشخصية، مشيرا إلى أنه لولا ذلك لما كانت هناك دولة، كما قال  في وقت سابق، إنه لن تكون هناك إعادة للانتخابات الرئاسية في البلاد.

رئيس ليتوانيا: بلادنا ولاتفيا وإستوتيا ستعلن فرض عقوبات سفر على نحو 30 مسؤولا من بيلاروسيا

واتهم رئيس بيلاروسيا، الولايات المتحدة وأوروبا بتنظيم مظاهرات احتجاجية في بلاده ودعم المشاركين فيها، وقال، في تصريحات أوردتها وكالة أنباء "بيلتا" الرسمية في بيلاروسيا إن "الولايات المتحدة تخطط وتوجه والأوروبيون يحذون حذوها"، مُضيفًا: " لقد تم إنشاء مركز خاص بالقرب من وارسو وكما تعلمون، عندما تكون هناك اضطرابات في الجوار تبدأ الدبابات والطائرات في التحرك، وهذا ليس من قبيل الصدفة".

وعلى الجانب الآخر، صرح رئيس ليتوانيا، إيتاناس ناوسيدا بأن بلاده ولاتفيا وإستوتيا ستعلن فرض عقوبات سفر على نحو 30 مسؤولا بيلاروسيا، بينهم الرئيس ألكسندر لوكاشينكو وفقا لما ذكرته وكالة أنباء"الشرق الأوسط".

فيما أعلن وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا، أن بلاده جمدت جميع الاتصالات الدبلوماسية مع بيلاروسيا، في ظل اضطراب الأوضاع في مينسك، مشددا على أن بلاده جمدت العلاقات مع بيلاروسيا، كما اتخذت خطوة دبلوماسية جادة "لم يتخذها أي بلد حتى الآن، فقد استدعت سفيرها للتشاور".

ووافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في وقت سابق من الشهر الجاري، على فرض عقوبات على 20 مسؤولا رفيعا في بيلاروسيا، تورطوا في تزوير الانتخابات الرئاسية وحملات فرض النظام واستخدام العنف ضد المتظاهرين المحتجين.

وكان لوكاشينكو، رفض تلقي مكالمة هاتفية من رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، وفقا لما ذكرته وكالة "رويترز" للأنباء. وأجرى قادة الاتحاد الأوروبي في 19 أغسطس محادثات طارئة، بشأن الأزمة السياسية في بيلاروسيا بعد احتجاجات شعبية استمرت لعشرة أيام في البلاد، لاعتقاد المتظاهرين بأنه جرى التلاعب بنتيجة الانتخابات الرئاسية لصالح الرئيس الحالي ألكسندر لوكاشينكو.

وقال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، في تغريدة على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" بشأن الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في البلاد، "رسالتنا واضحة، يجب وقف أعمال العنف وينبغي بدء حوارًا سلميًا وشاملًا، ويتعين على قادة بيلاروسيا النظر إلى إرادة الأشخاص".ودعا رؤساء جمهورية التشيك، والمجر، وبولندا، وسلوفاكيا - الدول المعروفة باسم "مجموعة فيشجراد"، في بيان مشترك، السلطات البيلاروسية إلى "فتح الطريق أمام حل سياسي، والتمسك بحقوق الإنسان الأساسية والحريات والامتناع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين".

 

 

 

 

 

 

 

 


مواضيع متعلقة