محمد الفحام.. شيخ الأزهر الموسوعي درس الحديث والمنطق والرياضيات والأدب

كتب: أحمد البهنساوى

محمد الفحام.. شيخ الأزهر الموسوعي درس الحديث والمنطق والرياضيات والأدب

محمد الفحام.. شيخ الأزهر الموسوعي درس الحديث والمنطق والرياضيات والأدب

ما بين الشيخ حسن مأمون والشيخ عبد الحليم محمود تولى الشيخ محمد الفحام مشيخة الأزهر الشريف خلال واحدة من أخطر الفترات التي مرت بها مصر ما بين 1969 إذ كانت مصر تخوض حرب الاستنزاف ضد الاحتلال الصهيوني لسيناء، واستمر في منصبه حتى عام النصر 1973، حيث طلب إعفاءه من منصبه لظروفه الصحية.

وولد الشيخ الفحام في 18 سبتمبر 1894م بمحافظة الإسكندرية، ويعد شيخا موسوعيا إذ عمل بالتجارة وتولى تدريس صنوفا مختلفة من العلوم منها الرياضيات والنحو والأدب والبلاغة والمنطق.

ترجع جذوره إلى قرية بني مر بمحافظة أسيوط حيث يوجد بها حتى الآن معظم أقربائه وهم معروفون باسم عائلة الدك، وتوفي في مثل هذا اليوم 31 أغسطس من العام 1980م عن عمر ناهز 86 عاما

حفظ الفحام القرآن الكريم والتحق بالمعهد الديني بالإسكندرية في 1903، وحصل على الشهادة العالمية 1922، ومما ذكر عنه أنه عمل فور تخرجه بالتجارة هرباً من القيد الوظيفي إلى أن تقدم لمسابقة الأزهر لاختيار مدرسين لمادة الرياضيات وقبل بها، حيث عمل بالتدريس بالمعهد الديني بالإسكندرية في العام 1926 حيث درَّس الرياضيات والحديث والنحو والصرف والبلاغة، كما عمل بالتدريس بكلية الشريعة في العام 1935 حيث درس مادة المنطق وعلم المعانى.

حصل شيخ الأزهر الراحل على الدكتوراة من السوربون عام 1946 عن إعداد معجم عربى فرنسى للمصطلحات العربية فى علمى النحو والصرف، إذ اختير للسفر إلى بعثة في فرنسا، فسافرهو وأسرته وطالت إقامته بسبب اشتعال الحرب العالمية الثانية، وعمل فور عودته من البعثة مدرساً بكلية الشريعة، ثم مدرساً للأدب المقارن والنحو بكلية اللغة العربية وانتدب لكلية الاداب جامعة الإسكندرية، ثم عين عميداً لكلية اللغة العربية في العام 1959.

وفى 17 سبتمبر 1969 صدر قرار جمهورى بتعيينه شيخًا للأزهر خلفا للشيخ حسن المأمون، وتعددت رحلات الشيخ للخارج فسافر إلى معظم البلاد العربية ممثلا عن الأزهر، كما زار نيجيريا وباكستان والهند وموريتانيا وإندونيسيا واليابان وإسبانيا وغيرها، واختير لعضوية مجمع اللغة العربية في القاهرة، لكن لم تطُل مشيخة الفحام للأزهر فطلب من المسؤولين إعفاءه من المنصب الجليل لرغبته الملحة فى الراحة وللتفرغ لقراءاته وأبحاثه، فوافق رئيس الجمهورية على طلبه وصدر قرار بتعيين الدكتور عبدالحليم محمود شيخًا للأزهر في 1973، وقضى الشيخ وقته بين القراءة وكتابة الأبحاث والمجمع اللغوى، حسبما ذكر عنه.


مواضيع متعلقة