في ذكري رحيله.. ملامح من حياة إمام الأزهر محمد الفحام

في ذكري رحيله.. ملامح من حياة إمام الأزهر محمد الفحام
- البحوث الإسلامية
- الحرب العالمية الثانية
- العودة إلى مصر
- اللغة العربية
- المعاهد الدينية
- حفظ القرآن
- دار الافتاء المصرية
- دار العلوم
- أحداث
- أدب
- الشيخ محمد الفحام
- قائمة مشايخ الازهر الشريف
- البحوث الإسلامية
- الحرب العالمية الثانية
- العودة إلى مصر
- اللغة العربية
- المعاهد الدينية
- حفظ القرآن
- دار الافتاء المصرية
- دار العلوم
- أحداث
- أدب
- الشيخ محمد الفحام
- قائمة مشايخ الازهر الشريف
39 عاماً مرت علي رحيل شيخ الأزهر العلامة الإمام محمد الفحام، الذي تحل ذكرى رحيله اليوم، حيث توفي في 19 من شوال 1400هـ، الموافق 30 من أغسطس سنة 1980م، في بيته بالإسكندرية، ودُفِنَ في مدافن العائلة الموجودة في الإسكندرية مدافن المنارة.
وتستعرض دار الإفتاء المصرية، في تقرير لها عبر موقعها الرسمي حياة الشيخ الفحام، حيث أكدت أن الشيخ اسمه محمد محمد الفحام، ولد برمل الإسكندرية في 18من ربيع الأول سنة 1321هـ الموافق 13 من يونيه سنة 1903م، وحفظ القرآن وجوده والتحق بالمعهد الديني بالإسكندرية، وظهرت مواهبه مبكرة، ولفتت إليه أنظار أساتذته، فكانوا يثنون عليه وينوهون به، ويهدون إليه بعض المؤلفات العلمية.
وأضافت الدار: "من الطرائف في حياته الدراسية أن الإمام الجليل الشيخ سليم البشري حضر لزيارة معهد الإسكندرية الديني، ومعه لفيف من كبار العلماء وفي مقدمتهم الشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي شيخ معهد الإسكندرية الديني، في هذا الوقت، وشيخ الأزهر فيما بعد، وكان الوقت وقت امتحان الطلبة، فاهتزت هيئة الامتحان، وجاءت بالطالب محمد محمد الفحام الطالب بالسنة الثانية الابتدائية أمام لجنة الامتحان فسأله الإمام البشري في باب نائب الفاعل، فقال الطالب: إن بعض النحاة يسميه باب المفعول الذي لم يسم فاعله، فقال له الإمام البشري أي العنوانين تفضل؟، فقال الطالب: أفضل عنوان (نائب الفاعل) لسببين: أنه أوجز عبارة؛ ولأن نائب الفاعل لا يكون دائمًا هو المفعول به كأن يكون ظرفًا مثل قولك: سهرت الليلة، أو مصدرًا مثل: كتبت كتابة حسنة، أو جارًا ومجرورًا، مثل: أهذا طالب بالسنة الثانية الابتدائية أم الثانوية؟، ثم قرأ له الفاتحة ودعا له بالخير والبركة".
وتابعت الدار: "كان الطالب مُولعًا بجميع المعارف والعلوم وبخاصة علم المنطق وعلم الجغرافيا، فقد ألَّف رسالة في المنطق، هي كتاب الموجَّهات، وهو طالب بالسنة الثانية الثانوية، ولقد تم طبعها بعد سنة 1932م، وأقبل عليها الطلبة في الإسكندرية وغيرها، وانتفع بها طلاب العَالِمية المؤقتة أيما انتفاع، وأما الجغرافيا فقد بلغ من شغفه بها أنه كان يستأذن أستاذه في أن يذهب إلى حجرة الخرائط فيغلقها على نفسه طوال الليل ويضيئها بسراج من عنده ويظل يفحصها ويدرسها حتى الصباح -كما كان يفعل الجاحظ قديمًا في مكتبات الوراقين في بغداد-، وقد حببته هذه الهواية في الرحلات فطوَّف ما طوَّف في أرجاء العالم دارسًا وباحثًا وداعيًا إلى الله على هدى وبصيرة ويقين".
استطرت الدار، أنه أثناء الدراسة لاحت أمامه فرصة للالتحاق بدار العلوم، وكان كثير من طلبة الأزهر في ذلك الحين يؤثرون ترك الأزهر للالتحاق بدار العلوم أو القضاء الشرعي رغبة في التجديد وطمعًا في مستقبل أفضل، واستشار الطالب والده في ذلك، فقال له: إنني واثق بجودة رأيك، وحسن اختيارك، فاتَّجه إلى ما تراه صوابًا والله معك، أما أمه فكانت تتفاءل بالأزهر فأوصته ألا يتركه، واستجاب لوصية أمه (وهي سيدة صالحة) وظل متمسكًا بوصيتها طيلة حياته، فكانت الخيرة فيما اختاره الله، وواصل الدراسة بالقسم العالي بمشيخة علماء الإسكندرية، ونال شهادة العَالِمية النظامية بتفوق في امتحان أدَّاه بالأزهر سنة 1922م.
وفي تقريرها عن حياته، قالت الدار: "بعد تخرجه وتحصيله ما حصَّل من معارف وعلوم نفر من قيود المناصب الحكومية فاشتغل بالتجارة ونجح فيها نجاحًا باهرًا، ولكن مواهبه العلمية من جهة ونصائح المخلصين من أصدقائه من جهة أخرى حملته على أن يعود إلى الحياة العلمية".
وكان الأزهر قد أعلن عن مسابقة بين العلماء في العلوم الرياضية لتعيينهم مدرسين للرياضة بالمعاهد الدينية سنة 1926م، فتقدم للامتحان ونجح فيه بتفوق، فعرض عليه الأستاذ خالد حسنين مفتش العلوم الرياضية بالأزهر أن يعينه بمعهد دمياط أو غيره من معاهد الوجه البحري فأبى التعيين في غير الإسكندرية، وتم تعيينه بها تلبية لرغبته في الرابع من أكتوبر سنة 1926م، فدرَّس علوم الحديث والنحو والصرف والبيان والحساب والجبر تسع سنوات، وهذا يدل على تعدد مواهبه وتنوع ثقافته، وبخاصة إذا علمنا أن العلوم الرياضية كانت جديدة على علماء الأزهر في هذا الوقت.
وفي سنة 1935م نُقِل إلى كلية الشريعة لتدريس المنطق وعلم المعاني، وفي سنة 1936م وقع الاختيار عليه لإرساله في بعثة تعليمية إلى فرنسا فرحل إليها ومعه زوجته وبعض أبنائه، وفي أثناء بعثته قامت الحرب العالمية الثانية فآثر بعض المبعوثين العودة إلى مصر، ولكن الشيخ آثر البقاء وتحمل متاعب الحرب وقيودها في سبيل التعليم؟
وعاد من فرنسا في سبتمبر سنة 1946م ليعمل مدرسًا بكلية الشريعة، ثم نقل منها إلى كلية اللغة العربية مدرسًا للأدب المقارن وللنحو والصرف، وظل يؤدي عمله بها حتى رقي إلى درجة أستاذ ثم إلى عميد كلية،
وفي عام 1969 صدر قرار جمهوري بتعيينه شيخًا للأزهر، فنهض بأعباء المشيخة وسط ظروف قاسية، وبين تيارات عنيفة قاد بها السفينة في هدوء واتزان، وفي هذه الأثناء ظهرت حركة التبشير عنيفة قوية عاتية، وقد استطاع الإمام أن يوائم بين واجبه الديني بوصفه إمامًا أكبر للمسلمين وواجبه الوطني في وحدة الصف ولـمِّ الشَّمل وتأمين الجبهة الداخلية، وكانت شخصية الإمام تقوم على دعامات عديدة كونتها مواهبه الفطرية المزدهرة، وعلمه الغزير، وتجاربه العديدة، ومعرفته بالعوامل الاقتصادية والطبائع البشرية أثناء اشتغاله بالتجارة، ورحلاته العديدة المتنوعة، وصداقاته الوثيقة بزعماء العالم الإسلامي، وعمله بمجمع البحوث الإسلامية، ومجمع اللغة العربية، حيث ازدهرت مواهبه وملكاته.
عُرِف الشيخ الإمام محمد محمد الفحام بالأدب الرفيع، والخلق الكريم، والعلم الغزير، والإيمان العميق، والشمائل الحميدة، والسجايا النبيلة، ولو قُدِّر لإنسان أن يسلم من عداوة أحد لكان هذا الإنسان هو الدكتور الفحام، فكان يعالج كل ما يصادفه من مشكلات بالرفق واللين، ويقابل الأحداث في هدوء واتزان، ويُقَوِّم الاعوجاج بالرفق والأناة، فعاش ما عاش في جو من المودة والرفق والحنان، قال عنه الدكتور أحمد عمار: إنه رجل ذو نفسٍ لوَّامة، يحاسب نفسه ويعاتبها، ويتجاوز عن إساءات الناس ويتسامح فيها، تلك هي نفس المؤمن.
- البحوث الإسلامية
- الحرب العالمية الثانية
- العودة إلى مصر
- اللغة العربية
- المعاهد الدينية
- حفظ القرآن
- دار الافتاء المصرية
- دار العلوم
- أحداث
- أدب
- الشيخ محمد الفحام
- قائمة مشايخ الازهر الشريف
- البحوث الإسلامية
- الحرب العالمية الثانية
- العودة إلى مصر
- اللغة العربية
- المعاهد الدينية
- حفظ القرآن
- دار الافتاء المصرية
- دار العلوم
- أحداث
- أدب
- الشيخ محمد الفحام
- قائمة مشايخ الازهر الشريف