باع لحم زوجته كسجق للزبائن وطارده شبحها.. قصة السفاح أدولف لوتجيرت

باع لحم زوجته كسجق للزبائن وطارده شبحها.. قصة السفاح أدولف لوتجيرت
داخل قبر صغير يبلغ عمره 122 عاما يرقد رجل ارتكب أبشع جريمة في تاريخ البشرية، وحاصره شبح ضحيته إلى حين وفاته وكأنها تعاقبه على فعلته الشنيعة معها بعدما أذاب لحمها وحولها إلى نقانق (سجق) باعتباره يمتك مصنعا للحوم وباع لحمها وأذاب عظامها في الحامض حسمبا ذكرت الأقاويل وسكان بلدة جوترسلوه الألمانية في ذلك الوقت ليتصدر اسمه عناوين الصحف.
من هو السفاح أدولف لوتجيرت؟
في 27 ديسمبر عام 1845 ولد أدولف لويس لوتجيرت وهو ألماني وحاصل على الجنسية الأمريكية في بلدة "جوترسلوه بـ"وستفاليا" والتي أصبحت جزءا من ألمانيا الآن، وأنجب والداه، عشرة أطفال آخرين، ثمانية أبناء آخرين وبنتان.
وكان "أدولف" هو المولود الثالث في العائلة، ولديه توأم يدعى هاينريش فريدريش "فريتز" لوتجيرت، ولكنه توفي قبل أدولف حوالي عام 1894 أو 1895، وكان والده يعمل في تجارة جلود الحيوانات والصوف الشحم، بالإضافة إلى القليل من مهنة العقارات.
استمر تعليم أدولف من سن السابعة تقريبًا حتى سن الرابعة عشرة وبعد سبع سنوات من الدراسة، أصبح متدربًا لفيرديناند كنابل الذي علمه عن أعمال الدباغة، وخلال تلك الفترة استمر بالعيش في ويستفاليا ولكن كمتدرب عاش مع رئيسه بدلاً من عائلته.
بعد العمل في كانبيال لمدة عامين ونصف، بدأ أدولف بالسفر في جميع أنحاء ألمانيا ، والعمل حيثما استطاع، إلى أن بلغ الثامنة عشرة حيث سافر إلى لندن ومكث بها ستة أشهر لكنه غادر لأنه لم يتمكن من العثور على وظيفة بخلاف تنظيف أرضيات المطاعم، وفقا لموقع "Murderpedia".
غادر "أدولف" ألمانيا وإنجلترا إلى نيويورك في حوالي عام 1866 عندما كان عمره 20، حيث سمع من آلاف المواطنين أنه يمكنه الذهاب إلى أمريكا بثلاثين دولارا فقط والعيش هناك بشكل مريح، وبعد فترة من وصوله غادر إلى مدينة إلينوي للقاء بعض أصدقائه ممن هاجروا قبله.
لم يستقر "أدولف" في وظيفة ثابتة ولكن كان عمله ينحصر بين دباغة جلود الحيوانات والعقارات حتى عام 1872، إذ بدأ عمله الخاص برأس مال قدر نحو 4 آلاف دولار ثم دخل في تجارة الخمور واستطاع أن ينشئ مصنع النقانق "السجق" في عام 1879، والذي حقق نجاحا كبيرا جعله يعرف بين السكان باسم "ملك النقانق".
تزوج زوجته الأولى، كارولين روبيك، في وقت ما بين 1870 و1872، إلا أنها توفيت في 17 نوفمبر 1877، ليقرر الزواج من زوجته الثانية لويز بيكنيس، بعد شهرين من وفاة كارولين، في 18 يناير 1878ـ حيث أنجب منها ستة أطفال نجا ثلاثة فقط من أطفاله بعد سن الثانية.
قتل زوجته وبيع لحمها للزبائن
في مايو 1897، اختفت "لويز" تماما على نحو أثار قلق الأطفال إلا أن "أدولف" أخبرهم بذهابها لزيارة أختها في الليلة السابقة لكنها لم تعد، وبعد أيام قليلة، ذهب شقيق لويز، ديدريش بيكنيس، إلى الشرطة للإبلاغ عن اختفائها، وادعى أدولف للشرطة أنها هربت مع رجل آخر.
أثناء التحقيق، علمت الشرطة أن الزوجين كان لهما تاريخ من العنف المنزلي وأنهم يتشاجران بشكل منتظم، كما كان يعاني أدولف من صعوبات مالية، لذلك بدأ في مغازلة أرملة غنية كان يخطط للزواج منها بمجرد أن يتخلص من زوجته.
واصلت الشرطة تحقيقها واكتشفت أنه في ليلة 1 مايو 1897، ليلة اختفاء لويز، شوهدت تدخل المصنع مع زوجها في الساعة 10:30 مساءً، وأكد حارس من مصنع النقانق القصة، قائلاً إن السيد أدولف أمره بالهرب وأخبره أنه يمكنه قضاء بقية الليل، واكتشف رجال الشرطة أن الزوج اشترى الزرنيخ والبوتاس في اليوم السابق لاختفاء الزوجة ما يعني أنه قتلها وتخلص من جثتها بإذابتها في الأحماض ووضعها في فرن المصنع.
ثم بدأ الضباط بالبحث في الفرن حيث وجدوا نقانق كريهة محترقة وبقايا بشرية، كما عثروا أيضًا على حلقتين من حلقات لويز، إحداهما كانت عليها الأحرف الأولى "LL"، وتضمنت شظايا العظام التي حددها طبيب أنثروبولوجي شرعي عظام مشط القدم وإصبع القدم وضلع ورأس أنثى بشرية، وبسبب الأدلة الدامغة، تم القبض على أدولف، الذي ادعى براءته، وتمت محاكمته.
وانتشرت الأقاويل بعدما تسربت التحقيقات وعثور رجال الشرطة على النقانق البشرية المحترقة، أن "أدولف" قتل زوجته وفرمها وباع لحمها على هيئة "سجق" إلى الزبائن في أبشع جريمة في التاريخ ثم تخلص من عظامها وبقاياها عن طريق الأحماض وفرن المصنع.
محاكمة أدولف
في نهاية أغسطس عام 1897، بدات محاكمة "أدولف" في قضية عرفت باسم قضية "المشاهير"، وجرت في محكمة مقاطعة كوك، وتمت المحاكمة برئاسة تشارلز دينين، الذي انتخب لاحقًا حاكمًا لإلينوي وعضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي عن إلينوي، حول اختفاء لويز لوتجيرت، زوجة أدولف، في 1 مايو 1897.
استخدم الادعاء عظامًا وخاتمًا تم العثور عليه في إحدى المطاحن في مصنع النقانق التابع لـ Luetgert كدليل رئيسي، بالإضافة إلى النقانق البشرية المحترقة، تم نقش الخاتم بالأحرف الأولى LL، والتي من المفترض أنها تمثل الضحية، فيما جادل الدفاع بأن لويز غادرت منزلها في 1 مايو 1897 واستشهد أيضًا بالعديد من مزاعم الأشخاص الذين رأوها في جميع أنحاء الولايات المتحدة بعد بداية المحاكمة.
تم استناف المحاكمة مرة أخرى، حيث استخدم الادعاء جورج آموس دورسي ، عالم الأنثروبولوجيا في متحف فيلد كولومبيان في شيكاغو، لإثبات أن العظام التي تم العثور عليها كانت عظام ولحم بشري، ليتم الحكم على "أدولف" بالسجن مدى الحياة، وتوفي في السجن في 7 يوليو 1899.
شبح الزوجة الراحلة
بعد المحاكمة وسجن "أدولف" أجزم العديد من سكان 12 ولاية مختلفة بمشاهدة شبح "لويزا" وهي تطوف الأماكن، واعتقد السكان أنها تبحث عن زوجها لتنتقم منه، وشاهد البعض شبحها وهو يدخل إلى منزل زوجها حيث ادعى البعض أنهم رأوا امرأة ترتدي ثوبا أبيض متكئة على رف الموقد.
فيما بعد تم هدم المنزل وتحويله إلى وحدات سكنية، كما احترق الهيكل الخارجي للمصنع وتم إعادة بنائه ولم يسجل السكان أي وجود لـ"لويزا" بعد وفاة زوجها.