الاعتراض المتبادل للطائرات الحربية يعكس التنافس الأمريكي الروسي

كتب: محمد البلاسي

الاعتراض المتبادل للطائرات الحربية يعكس التنافس الأمريكي الروسي

الاعتراض المتبادل للطائرات الحربية يعكس التنافس الأمريكي الروسي

تزدحم الأجواء فوق أوربا وآسيا وحتى الأمريكيتين بطائرات حربية روسية وأمريكية وأخرى تابعة لحلف شمال الأطلسي، يعترض بعضها بعضا أحيانا، وتتبادل أطقمها التحية في أوقات أخرى، حيث أعلنت قيادة القوات الجوية في أمريكا الشمالية، الجمعة الماضية، قيام مقاتلة أمريكية باعتراض طائرات عسكرية روسية في المجال الجوي الدولي قبالة سواحل ألاسكا.

وقالت القيادة في بيان، إن مقاتلة من طراز "إف - 22" تابعة لقيادة الدفاع الجوي شمالي الولايات المتحدة، تدعمها طائرات التزود بالوقود من طراز "كي سي - 135"، اعترضت ثلاث مجموعات من الطائرات الروسية، وأضاف البيان أن كل مجموعة مكونة من طائرتين روسيتين من طراز "تي يو - 142"، بعد دخولها منطقة تحديد الدفاع الجوي في ألاسكا، وبينما جاءت الطائرات الروسية على بعد 50 ميلًا بحريًا من ساحل ألاسكا، بقيت في المجال الجوي الدولي، وقبلها بحوالي 24 ساعة، أكدت القيادة الشمالية الأمريكية، أنها "تراقب غواصة روسية ظهرت في المياه الدولية قبالة سواحل ألاسكا"، وتقوم روسيا أحيانًا بإرسال طائرات عسكرية إلى منطقة تعريف الدفاع الجوي في ألاسكا، وغالبًا ما تعترضها الطائرات الأمريكية أو الكندية العاملة كجزء من القوات الجوية في أمريكا الشمالية.

وأمس اعترضت مقاتلة روسية من طراز "سو-27" طائرة استطلاع استراتيجية أمريكية من طراز "أر إس-135" فوق البحر الأسود، وفقا لما جاء في بيان عن وزارة الدفاع الروسية، وأوضح البيان أنه "في الثامن والعشرين من شهر أغسطس رصد فوق البحر الأسود هدف طائر يقترب من الحدود الروسية تبين أنه طائرة استطلاع استراتيجية أمريكية من طراز "أر إس-135"، وأقلعت مقاتلة سو-27 تابعة لقوات الدفاع الجوي بالمنطقة العسكرية الجنوبية لاعتراضها وإبعادها عن الحدود".

وأضاف البيان أن المقاتلة الروسية اقتربت من الهدف على مسافة آمنة للتعرف عليه وتبين أنه طائرة استطلاع أمريكية "أر إس-135"، وتكرر هذا الموقف فوق البحر الأسود أكثر من مرة ولطالما تعترض طائرات روسية أخرى أمريكية هناك بحجة قربها من المجال الجوي الروسي.

وفي مايو الماضي، حدثت مواجهة خطيرة دامت أكثر من ساعة، اعترضت مقاتلتان روسيتان، طائرة أمريكية فوق مياه البحر المتوسط، وأعلنت القيادة العامة للقوات البحرية الأمريكية، وقيادة الأسطول السادس الأمريكى أن طيارين روس حلقوا بطريقة غير آمنة، أثناء اعتراضهم مقاتلة تابعة للأسطول الأمريكى، خلال دورية استطلاع، وحسب القيادة الأمريكية، كانت طائرة بي - 8 إيه تابعة للبحرية الأمريكية، تحلق شرقى البحر المتوسط، فوق المياه الدولية، حين تم اعتراضها من قبل طائرتين روسيتين من طراز سو -35، على مدى 65 دقيقة، ووصف البيان الأمريكي الاعتراض بأنه غير آمن، وغير احترافي، نظرًا لقيام الطيارين الروس بالاقتراب من كلا جناحي الطائرة الـP-8A في وقت واحد، مما يحد من قدرة قائدها على المناورة بأمان، واعتبر أن تلك التصرفات غير الضرورية للطيارين الروس غير متسقة مع قواعد المناورات وقوانين الطيران الدولية، وقد عرضت سلامة الطائرة للخطر، وكشف التعليق الأمريكي أن هذا الحادث يأتي بعد اعتراضين آخرين في أبريل الماضي، فوق مياه البحر المتوسط ذاتها، وأكد أنه، وفي جميع الحالات، كانت الطائرات الأمريكية تعمل في المجال الجوي الدولي، بما يتفق مع القانون الدولي، ومع إيلاء الاعتبار الواجب لسلامة الطيران.

ويعكس هذا السلوك التنافس بين روسيا والولايات المتحدة، ورغم محاولات التقارب إلا أن البلدين لم تتطور علاقاتهما الاستراتيجية إلى ما يشبه الصداقة رغم انتهاء حالة العداء التي كانت معلنة وقت الحرب الباردة.


مواضيع متعلقة