إذا حرق القرآن.. فتش عن "بالودان"

10:56 ص | السبت 29 أغسطس 2020

"راسموس بالودان" اسم أصبح صاحبه مرادفًا للعنف ضد الإسلام في أوروبا في السنوات الأخيرة، فلا توجد واقعة بها أفعال معادية للإسلام إلا وكان السياسي الدنماركي يقف وراءها، كان آخرها أعمال العنف التي اندلعت في مدينة مالمو السويدية، مساء أمس، حيث قام أنصاره بحرق نسخة من القرآن الكريم بعد ما منعته السلطات من الدخول إلى السويد لحضور اجتماع مع أنصاره فى المدينة، بسبب أن "سلوكه تهديد للمصالح الأساسية للمجتمع".

وكان مقرّرا أن يتوجّه بالودان الجمعة إلى مالمو في جنوب السويد لتنظيم تظاهرة مناهضة للمسلمين، وكان دعا إلى حرق القرآن، ووفقاً للشرطة، فقد سبق له أن قدّم طلباً للحصول على تصريح، لكنّ طلبه رُفض على أساس أنه "لا يمكن ضمان سلامته ولا سلامة المارّة أو المتظاهرين المناوئين" له.

وكتب بالودان على "فيس بوك" أنّه تمّ ترحيله من السويد "مع منع دخوله إليها لمدّة عامين".

لم تكن تلك الواقعة الأولى بالنسبة لليميني المتطرف زعيم حزب "النهج الثابت"، فلديه سلسلة طويلة من الأعمال المعادية للإسلام والمسلمين والعرب، بالإضافة إلى التحريض بالعنف ضدهم، التي بدأت منذ عام 2017 في مقاطع فيديو على "يوتيوب"، تتضن حرق القرآن الكريم علانية، ولف أوراق القرآن في لحم الخنزير المقدد، فضلًا عن المطالبات بـ"منع الإسلام في الدنمارك"، و"ترحيل أي شخص غير غربي يحمل إقامة من البلاد".

ووصل عداء الدنماركي المتطرف إلى اقتراح بإنشاء معسكرات لاعتقال المسلمين تشبه معسكرات اعتقال النازية لليهود، تحت مسمى "معسكرات تحفيز على قبول الرحيل"، ومنع المسلمين تمامًا من ارتياد دور التعليم والمدارس وحصولهم على شهادات تعليمية.

شوهد "بالودان" في إحدى المظاهرات وهو يقوم بتدنيس نسخة من المصحف، عبر تغطيسها فيما قال إنه "سائل منوي للرجال المسيحيين وغير المؤمنين" ومن ثم إحراقها، وقبل ذلك بأسبوع، استفز بالودان سكان أحد الأحياء التي تعيش فيها أكثرية من المهاجرين عبر قيامه "بتبادل رمي المصحف" مع شريك له، وفقًا لما نشره موقع "يورونيوز".

فى مارس 2019، حرق نسخة من القرآن الكريم أمام حشد من المصلين خلال أدائهم لصلاة الجمعة أمام مبنى البرلمان؛ للتعبير عن تنديدهم بمجزرة مسجدين فى نيوزيلندا، وفي أقل من شهر تكررت الواقعة مرة أخرى، حيث قام رئيس حزب "النهج الثابت" بإلقاء نسخ من القرآن في الهواء، ما أدى إلى اندلاع أعمال عنف في المدينة.

أغلق موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" حساب رئيس الحزب الدنماركي في مايو من العام نفسه، عقب نشره صورة لحرق نسخة من القرآن الكريم.

قضت محكمة دنماركية بالسجن ثلاثة أشهر على راسموس بالودان بعد إدانته بـ 14 جرمًا مختلفًا، بما فيها العنصرية وتوجيه شتائم وقيادة السيارة بشكل خطر، بالإضافة إلى الاستبعاد من ممارسة العمل بالقانون، لمدة 3 سنوات، كجزء من عقوبته، وتعليق رخصة قيادته لمدة عام واحد وغرامة نحو 40 ألف كرونة دانمركية أي ما يوازي 6 آلف دولار أمريكي.