ماكرون يواجه تركيا على طريقة مصر بالخطوط الحمراء في شرق المتوسط

ماكرون يواجه تركيا على طريقة مصر بالخطوط الحمراء في شرق المتوسط
- شرق المتوسط
- الخط الأحمر
- ماكرون
- فرنسا وتركيا
- تركيا
- سرت - الجفرة
- ليبيا
- الخطوط الحمراء
- شرق المتوسط
- الخط الأحمر
- ماكرون
- فرنسا وتركيا
- تركيا
- سرت - الجفرة
- ليبيا
- الخطوط الحمراء
على طريقة الرئيس عبدالفتاح السيسي حين رسم خطًا أحمر لتركيا في ليبيا بعدم تجاوز خط "سرت – الجفرة"، جاء حديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء أمس، عن ضرورة وضع خطوط حمراء أمام "أنقرة" في منطقة شرق البحر المتوسط، في خطوة يرى مراقبون أنها تعبر عن حجم الغضب في قصر الإليزيه ضد رجب طيب أردوغان.
وتصاعدت حدة التوتر بين تركيا وفرنسا في الأشهر القليلة الماضية مع دعم "باريس" لليونان، التي تخوض مواجهة مع تركيا بشأن حقوق استغلال مكامن النفط والغاز المحتملة في المنطقة، استنادًا إلى مزاعم متضاربة حول امتداد الجرف القاري لكل منهما.
الرئيس الفرنسي: نتحرك نحو وضع خطوط حمراء لأن أنقرة تحترم الأفعال وليس الأقوال
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه اتخذ "موقفًا صارمًا" هذا الصيف فيما يتعلق بأفعال تركيا في شرق البحر المتوسط، مؤكدًا أن ذلك بغرض "وضع خطوط حمراء لأن أنقرة تحترم الأفعال وليس الأقوال"، مضيفًا: "عندما يتعلق الأمر بالسيادة في منطقة شرق المتوسط، يجب أن تكون أقوالي متسقة مع الأفعال. يمكنني أن أبلغكم أن الأتراك لا يدركون ولا يحترمون سوى ذلك".
وتابع الرئيس الفرنسي: "ما فعلته فرنسا هذا الصيف كان مهمًا: إنها سياسة تتعلق بوضع خط أحمر. لقد طبقتها في سوريا"، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
قبل أكثر من شهرين رسمت مصر لتركيا خطًا أحمر عند محور "سرت – الجفرة"
ويبدو أن كلمة الخطوط الحمراء باتت دارجة في التعامل مع تركيا وتحركاتها، قبل أسابيع أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي وأمام جمع من أبناء القبائل الليبية في "القاهرة" أن مصر لن تسمح بتجاوز محور "سرت – الجفرة"، مؤكدًا أن هذا خط أحمر، وقد نجحت الاستراتيجية المصرية في ذلك ولم تستطع تركيا أو القوات التي تدعمها تجاوز هذه المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني الليبي، لنصل لاحقًا إلى إعلان عن وقف إطلاق النار كان يتم رفضه من قبَل المجلس الرئاسي الليبي.
خبير في الشأن التركي: "ماكرون" يريد ألا تُترك تركيا تتحرك دون رادع أو رقيب
في هذا السياق، يقول الدكتور بشير عبدالفتاح الخبير في الشأن التركي إن "خطاب ماكرون ليس مقتصرًا على فرنسا، فهو موجه لحلف شمال الأطلسي الناتو والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية".
وأضاف "عبدالفتاح"، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، أن ماكرون يرى أن هذه الأطراف خذلت فرنسا في مسألة لجم تركيا، وأدرك أنه لا نية لديهم في التصعيد ضد أنقرة، هو إذن يخفّض سقف التوقعات، فيتحدث عن خطوط حمراء حتى لا نفاجأ كل يوم بشيء جديد، وهذه الخطوط الحمراء تتمثل في أمور مثل عدم تجاوز المناطق الاقتصادية الخاصة بقبرص واليونان، وعدم القيام بالمناورات الاستفزازية، وعدم استخدام شفرات الناتو وإحداثيات الناتو لتنفيذ عمليات خاصة لتركيا.
وتابع الخبير في الشأن التركي: "بالتالي فإن حديث ماكرون الغرض منه ألا تُترك تركيا تصعد بلا رقيب أو دون رادع، تركيا في الوقت الحالي دولة تميل إلى التصعيد ولا تُتوقع ردود فعلها حيال قضية ما، وبالتالي لا بد من وضع خطوط حمراء حتى لا تثير الاضطرابات والحروب مثلًا، فهذا عرف في العلاقات الدولية أمام الدولة صانعة الاضطرابات حتى تعرف أن هناك أمورًا معينة غير متاحة لها".
بشير عبدالفتاح: "أنقرة" تحولت إلى صانعة للاضطرابات وأمريكا هي العصا التي يمكن أن تردعها
ويرى "عبدالفتاح" أن الحديث عن وضع خطوط حمراء أمام تركيا دليل على أنها تحولت إلى دولة مثيرة للاضطرابات والمشكلات، الكل يحاول لجمها في شرق المتوسط وليبيا، الميول التصعيدية هي التي دفعت الدول إلى هذا الأمر، وتأكيد أن هذه الدول لا تريد الدخول في مواجهات مباشرة فتضع خطوطاً حمراء.
وقال الخبير في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: "للأسف الشديد من يردع تركيا هو من يمنعها عن هذا الأمر، وأمريكا هي العصا التي يمكنها ردع تركيا، وما لم تتحرك واشنطن بإجراءات رادعة ضد النظام التركي فلن تتوقف تركيا عن ممارساتها".