القبض على محمود عزت "الصندوق الأسود" لجماعة الإخوان الإرهابية

القبض على محمود عزت "الصندوق الأسود" لجماعة الإخوان الإرهابية

القبض على محمود عزت "الصندوق الأسود" لجماعة الإخوان الإرهابية

وجهت وزارة الداخلية ضربة قاصمة لتنظيم الإخوان الإرهابى، ونجحت فى القبض على القيادى الإخوانى البارز محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام لتنظيم الإخوان الإرهابى، داخل فيلا فى التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، بالقرب من مقر وزارة الداخلية، حيث يُعد الصندوق الأسود ومخزن أسرار الجماعة الإرهابية، وكان مختبئاً فى فيلا مكونة من بدروم وطابق أرضى وطابقين علويين، تم تشطيب الدور الأول فقط، وكان يقيم مع أحد أقاربه.

"الداخلية": هارب من حكمين بالإعدام ومؤبد وأسس الجناح المسلح للتنظيم وتولى قيادة حرب الشائعات

وقررت الشرطة تشميع الفيلا التى تقع قرب مساكن عدد كبير من مشاهير المجتمع المصرى، فى محيط وزارة الداخلية، وأخطرت نيابة أمن الدولة لاستكمال الإجراءات القانونية لمعاينة الفيلا واستجواب المتهم، ولم يصدر عنها أى قرارات حتى مثول الجريدة للطبع.

وأعلنت وزارة الداخلية، فى بيان اليوم، أن قطاع الأمن الوطنى تلقى معلومات باتخاذ القيادى الإخوانى الهارب محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام ومسئول التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية، من إحدى الشقق السكنية بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة وكراً لاختبائه رغم الشائعات التى دأبت قيادات التنظيم على الترويج لها بوجوده خارج البلاد بهدف تضليل أجهزة الأمن.

وأضاف البيان أنه تم استئذان نيابة أمن الدولة العليا ومداهمة الشقة المشار إليها وضبط الإخوانى المذكور، وأسفرت عمليات التفتيش عن العثور على العديد من أجهزة الحاسب الآلى والهواتف المحمولة التى تحوى العديد من البرامج المشفرة لتأمين تواصلاته وإدارته لقيادات وأعضاء التنظيم داخل وخارج البلاد، فضلاً عن بعض الأوراق التنظيمية التى تتضمن مخططات التنظيم التخريبية، وذلك فى إطار جهود الوزارة فى التصدى للمخططات العدائية التى تستهدف تقويض دعائم الأمن والاستقرار والنيل من مقدّرات البلاد ورصد تحركات القيادات الإخوانية الهاربة التى تتولى إدارة التنظيم الإخوانى على المستويين الداخلى والخارجى.

وأوضحت «الداخلية» أن عزت هو المسئول الأول عن تأسيس الجناح المسلح بالتنظيم الإخوانى الإرهابى، والمشرف على إدارة العمليات الإرهابية والتخريبية التى ارتكبها التنظيم بالبلاد عقب ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وحتى ضبطه، وكان أبرزها حادث اغتيال النائب العام الأسبق الشهيد هشام بركات أثناء خروجه من منزله باستخدام سيارة مفخخة، ما أسفر عن إصابة ٩ مواطنين خلال عام ٢٠١٥، واغتيال الشهيد العميد وائل طاحون أمام منزله بمنطقة عين شمس خلال عام ٢٠١٥، واغتيال الشهيد العميد أركان حرب عادل رجائى أمام منزله بمدينة العبور عام ٢٠١٦، وحادث تفجير سيارة مفخخة أمام معهد الأورام فى أغسطس عام ٢٠١٩، وهو ما أسفر عن مصرع ٢٠ شخصاً وإصابة ٤٧ آخرين.

وأضاف البيان أن «عزت» اضطلع بالإشراف على جميع أوجه النشاط الإخوانى الإرهابى، ومنها: الكتائب الإلكترونية التى تتولى حرب الشائعات وإعداد الأخبار المفبركة بهدف إثارة البلبلة وتأليب الرأى العام، وتولى مسئولية إدارة حركة أموال التنظيم وتوفير الدعم المالى له وتمويل جميع أنشطته، بجانب اضطلاعه بالدور الرئيسى من خلال عناصر التنظيم بالخارج فى دعم وتمويل المنظمات الدولية المشبوهة واستغلالها فى الإساءة للبلاد ومحاولة ممارسة الضغوط عليها فى العديد من الملفات الدولية، مؤكداً أن وزارة الداخلية عازمة على الاستمرار فى التصدى بكل حسم لأى محاولات تستهدف النيل من استقرار الوطن وضبط العناصر المخططة والمنفذة.

يُذكر أن محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الجماعة، كان يسير على نفس المنهج المتشدد لمؤسس جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية حسن البنا، خاصة على فكرة الجهاد المسلح التى ذكرها البنا فى وصاياه عندما قال: «إن الأمة التى تحسن صناعة الموت، وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة، يهب الله لها الحياة العزيزة فى الدنيا والنعيم الخالد فى الآخرة، واحرصوا على الموت توهب لكم الحياة، واعلموا أن الموت لا بد منه، وأنه لا يكون إلا مرة واحدة».

نواب: القبض عليه يربك حسابات التنظيم الدولى للإخوان

فى سياق متصل، ثمّن عدد من نواب البرلمان جهود أجهزة الأمن فى القبض على الإرهابى محمود عزت، مؤكدين أن منظومة التشريعات التى أصدرها البرلمان خلال الفصل التشريعى الأول لمواجهة الإرهاب ساهمت فى دعم ركائز الأمن والاستقرار للدولة المصرية، لافتين إلى أن القبض عليه سيربك حسابات التنظيم الدولى للإخوان.

وقال صلاح حسب الله، المتحدث باسم مجلس النواب، إن الأجهزة الأمنية أحكمت قبضتها على الإرهابيين الفارين من العدالة وتجفيف منابع الإرهاب. وأضاف فرج عامر، رئيس لجنة الصناعة، أن محمود عزت مستودع معلومات عن الجماعة الإرهابية، وخاصة نشاطها المسلح، ويُعد كنزاً معلوماتياً هاماً للأجهزة الأمنية عن الجماعة الإرهابية وعناصرها ومخططاتها.

وأكد مصطفى بكرى، عضو لجنة الشئون الدستورية والتشريعية، أن القبض على القيادى الإخوانى الهارب محمود عزت يؤكد أن الجهاز الأمنى فى مصر متقدم، ويمتلك خيوط المعلومات الخاصة بحصر العناصر الإرهابية داخل مصر والمتصلة بالخارج، مضيفاً أن القبض عليه سيقطع خيوط الصلة بين الخلايا الإرهابية داخل مصر وخارجها، وكذلك الدول الداعمة لجماعة الإخوان، وعلى رأسها قطر وتركيا.

من جانبهم رحب خبراء إسلام سياسى بالقبض على «عزت»، واعتبروا ذلك ضربة قاضية للإخوان، وقال إبراهيم ربيع، القيادى الإخوانى السابق، إن القبض على محمود عزت هدية عاشوراء من الداخلية للمصريين، وهى من أعظم الهدايا التى يمكن تقديمها لشعب تحمّل الكثير من أذى هذه الجماعة الضالة.

وأضاف أن القبض على «عزت» يتضمن عدة رسائل للقيادات الإرهابية وعناصرها، بأن الدولة ستلاحقهم أينما كانوا وسيخضعون للعدالة لينالوا جزاء إجرامهم، مشيراً إلى أنه يمكن القول أنه تم القبض على آخر العنقود القطبى فى التنظيم الإجرامى، وهو ما سيصيب التنظيم باليأس والإحباط وسيفجر المشكلات من الداخل وستبدأ عملية توزيع الاتهامات بين القيادات والشباب.

خبراء: سقوطه هدية أجهزة الأمن للمصريين فى "عاشوراء" وضربة قاضية للجماعة

وأكد سامح عيد، خبير الحركات الدينية، أن القبض على محمود عزت ضربة قاضية لجماعة الإخوان الإرهابية، فهو رجل التنظيم الأول وأخطر المطلوبين للدولة، وهو رائد العنف والمسئول عن الكثير من أعمال العنف التى حدثت فى مصر بعد ثورة 30 يونيو وقبلها.

وتابع «عيد» أنه كان يطلق على «عزت» الرجل الحديدى، وهو المسيطر على التنظيم فى الفترة الأخيرة، لأن فقه الجماعات يمنع إمارة ما يسمونه بـ«الأسير»، أى لا يجوز أن يكون محمد بديع هو المرشد حالياً، لذا فالقبض على «عزت» أمر مثير جداً فى تاريخ المعركة الدائرة من جماعة الإخوان ضد المجتمع المصرى.

وأشار إلى أن «عزت» كان مصدر التماسك النسبى والهش لجماعة الإخوان خلال الفترات الأخيرة، فهو القائم بأعمال المرشد، والقبض عليه يُعتبر مصدر انقسام كبير داخل الجماعة الإرهابية، حيث ستشهد عملية تعيين قائم جديد بأعمال المرشد انقساماً كبيراً جداً، ما يمثل ضعفاً أكثر وأكبر وأعمق للجماعة، خاصة أنهم جميعاً يتهمون بعضهم البعض باتهامات مالية وأخلاقية، ما سيعمق الخلاف.

 قضايا محكوم فيها عليه غيابياً:

الإعدام فى القضية رقم ٥٦٤٥٨ لسنة 2001 جنايات قسم أول مدينة نصر (تخابر).

الإعدام فى القضية رقم ٢٠١٣/٥٦٤٣ جنايات قسم أول مدينة نصر (الهروب من سجن وادى النطرون).

المؤبد فى القضية رقم ٢٠١٣/٦١٨٧ جنايات قسم المقطم (أحداث مكتب الإرشاد).

المؤبد فى القضية رقم ٢٠١٣/٥١١٦ جنايات مركز سمالوط (أحداث الشغب والعنف بالمنيا).

مطلوب فى العديد من القضايا الخاصة بالعمليات الإرهابية وتحركات التنظيم الإرهابى.

 


مواضيع متعلقة