حكاية محامي الجيزة.. من روب المحاماة للزنزانة بعد تقطيع جثمان ابنته

كتب: محمد سيف

حكاية محامي الجيزة.. من روب المحاماة للزنزانة بعد تقطيع جثمان ابنته

حكاية محامي الجيزة.. من روب المحاماة للزنزانة بعد تقطيع جثمان ابنته

درايته بالقانون وخبرته أمام المحاكم جعلته يضع خطة محكمة لقتل ابنته والتخلص من جثمانها عن طريق تقطيعه إلي جزأين علوي وسفلي، وإلقاء كل جزء في مكان بعيد عن الآخر، فمنفذ الخطة الشيطانية يعمل محاميًا، وكان من المفترض أن يكون أمينًا على ابنته قبل أن يأمنه الناس على حقوقهم في ساحات المحاكم.

المفزع أن الأب القاتل نفذ جريمة قتل ابنته التي لم يتجاوز عمرها 14 عامًا داخل منزله في الطالبية بالجيزة، وعندما تأكد شقيقها الأصغر من ارتكاب الأب للجريمة، هرب من منزل الأب القاتل وظل يبيع مناديل في شوارع القاهرة لمدة 14 شهرًا حتى أبلغ شقيق الفتاة إحدى السيدات بالواقعة واصطحبت الطفل إلى الشرطة، وأبلغت عن الواقعة وألقي القبض على الأب القاتل.

في 25 أبريل من عام 2019 عثرت الشرطة على جزء سُفليٍّ من جثمان أنثى ملقى بشارع عمر بن الخطاب بالطالبية، ثم العثور على أشلاء أخرى أسفل محور الضبعة بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، فانتقلت وناظرت الأشلاء في المنطقتين، وانتدبت خبراء مصلحة الطب الشرعي لمضاهاة البصمة الوراثية بينها، فأثبت تقرير المصلحة أنها جميعًا لجثمان أنثى واحدة بِكر.

ولم تتمكن تحريات الشرطة وقتئذٍ من التوصل إلى ملابسات الواقعة أو تحديد هوية المجني عليها حفظت «النيابة العامة» الدعوى بأمر أَن لَا وجْهَ لإقامتها؛ لعدم معرفة الفاعل، مع تكليف الشرطة بموالاة البحث والتحري لتحديده.

ظهرت مؤخرًا أدلة جديدة في الدعوى أمرت «النيابة العامة» بإلغاء الأمر بأن لا وجهَ الصادر فيها، واستئناف التحقيقات؛ حيث تمكنت تحريات الشرطة في الثالث والعشرين من شهر أغسطس الجاري من تحديد هوية المجني عليها المتوفاة، وأكدت أن والدها هو مَن قتلها لخلافات بينهما اعتاد خلالها التعدي عليها سبًّا وضربًا، وذلك بعد أن أبلغت سيدةٌ عن عثورها على شقيق المجني عليها خلال شروعه في العمل بائعًا متجولًا بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة، والذي أعلمها -بعدما اطمأن إليها- أن والده قتل شقيقته.

وكشفت تحقيقات النيابة العامة أن المجني عليها بعدما انفصل والداها -منذ سنوات- أقامت مع والدتها حتى تزوجت الأخيرة بآخر، فانتقلت للإقامة مع والدها وشقيقيها، ونشبت خلافات بينها وبين زوجة والدها، فأخذت المجني عليها مبلغًا نقديًّا كبيرًا من مسكن والدها سلمته إلى شقيقها في كيس وأوهمته أنه يحوي قمامة فألقاه، وقد كان قصدها من ذلك الانتقام من سوء معاملتها، فعلم والدها بذلك فقتلها، ثم ادعى لشقيقيها إيداعَها مستشفى الأمراض العقلية لإصابتها بآفة عقلية، ولكنَّ أحد الصبيَّيْنِ لم يطمئن لهذا الادعاء ففرَّ هاربًا من والده حتى لاقته سيدة اطمأن إليها وأبلغها بالواقعة، فأبلغا الشرطة التي أجرت تحرياتها وكشفت ملابسات الحادث.

وسألت النيابة العامة الصبيين اللذين أكدا ارتكابَ والدهما وزوجته الجريمة، وقد أمرت «النيابة العامة» بضبط المتهم وزوجته، فضُبط الأول وأقرَّ في التحقيقات بارتكابه واقعة قتل ابنته إثر خلاف بينهما لإلقاء نجلته مبلغًا كبيرًا في القمامة، وأنه ألقى بأشلاء جثمانها في أماكن متفرقة في محاولة لإخفاء جريمته، ثم حاول التودد إلى ابنيه حتى لا يفضحا أمره، ولكن أحدهما فرَّ منه، وفُضح أمره من بعد.

وقد حاكى المتهم كيفية ارتكابه الجريمة خلال معاينة تصويرية أجرتها «النيابة العامة» بمسرح الحادث، وكذا تطابقت أقوال الابن الأخير للمتهم مع أقوال شقيقه بشأن الواقعة.

وأمرت النيابة العامة بحبس المتهم أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وإيداع ابنيه إحدى دور الرعاية الاجتماعية.


مواضيع متعلقة