أعداد المقبولين فى كليات الطب
- حمدى السيد
- المقبولين فى كليات الطب
- كليات الطب
- الجيش الأبيض
- حمدى السيد
- المقبولين فى كليات الطب
- كليات الطب
- الجيش الأبيض
فى كل عام يدور حوار حول أعداد المقبولين فى 22 كلية طب، يضاف إليها كليتان فى جامعات خاصة هذا العام، والدعوى بأن هناك نقصاً فى أعداد الأطباء، وأن هناك إدارات صحية لا تحصل على احتياجاتها من الأطباء للمراكز الطبية والوحدات الريفية، كما أن هناك نسبة كبيرة من الطلاب الحاصلين على شهادة التوجيهية بمجموع يزيد على 90%، وبعضهم وصل إلى 100%، وأين يذهب هؤلاء إذا لم تستوعبهم كليات القمة، وعلى رأسها كليات الطب؟! هناك عدة أمور أعرضها لتكون تحت نظر المسئولين فى وزارة الصحة والتعليم العالى ووزارة المالية وأولياء الأمور.
هناك عدد من الطلبة فى كليات الطب الحالية يزيد على ستين ألف طالب، باعتبار أن كليات الطب تقبل عشرة آلاف وأكثر خلال الأعوام العشرة الماضية سيتخرجون للعمل بعد 6 سنوات، وهذا العدد يمكن أن يغطى أى نقص فى الأطباء إذا افترضنا أن أحوال الأطباء المادية ستتحسن وأنهم لن يتركوا الوطن بعد التخرج إلى بلاد الخليج وبريطانيا وأستراليا وكندا، ويبقى علينا أن نهتم بحسن تعلمهم وتدربهم والارتفاع بالمستوى المهنى وتغطية التخصصات التى لا يُقبل عليها الأطباء بتخصيص حوافز لهم والاهتمام بأخلاقيات المهنة حتى يكون معظم الأطباء يسيرون على نهج طبيب الغلابة. وأريد أن أقرر أن معظم بلاد العالم التى تهتم بالمستوى المهنى والأخلاقى للأطباء لا تسمح بالبطالة بينهم، ولا يزيد القبول فى أى كلية طب ناجحة على 150 طالباً فى السنة الواحدة، باعتبار ذلك هو الحد الأقصى لتخريج طبيب على مستوى رفيع من الأداء المهنى والالتزام بأخلاقيات المهنة.
إن التطوير السيئ الذى تم فى دراسة الطب بإنقاص سنوات الدراسة قبل التخرج إلى خمس سنوات بدلاً من ست سنوات وزيادة السنة التدريبية إلى عامين بدلاً من عام واحد، لم يأخذ فى الاعتبار أن السنة التدريبية الحالية فشلت إلى الآن ولا تؤخذ بمأخذ الجد أو الفاعلية من ناحية الكلية والأطباء، ولم تنجح كلية واحدة فى وضع برنامج للتدريب يتم تقييمه للتأكد من الفاعلية، وسيضاف إليه عام آخر يضيع من عمر طبيب المستقبل، وسيكون على المستشفى أن يدرب فى نفس الوقت عدداً من الخريجين والطلاب يفوق قدرة أى مستشفى جامعى. وأضرب مثلاً بكلية طب عين شمس أو القاهرة، أعداد الأسرّة بها قد تصل إلى رقم خرافى، بالإضافة إلى طلاب السنوات الرابعة والخامسة فى دراسة الجزء الإكلينيكى من برنامج التدريب، بحيث قد يصل العدد المطلوب تدريبه إلى ستة آلاف طالب وطبيب، هذا مقارنة بما حصلت عليه من تدريب فى عام 52 وما بعده، حيث كان عدد الخريجين سبعين خريجاً، وكنت مسئولاً عن عدد أربعة أسرّة أتابع حالتهم، وكانت هناك منافسة بين الأقسام فى تدريب الأطباء حديثى التخرج، وكانت لدينا فرصة أن نحصل على ساعات العمل فى الاستقبال والتدريب على علاج الحوادث والطوارئ، ونذهب مع عربة الإسعاف لزيارة السيدات الحوامل على وشك الولادة فى المنزل بإشراف طبيب الاستقبال والممرضة، وكان يتم التدريب فى خمسة أقسام أساسية، هى الاستقبال والطوارئ والأمراض الباطنية وفروعها والجراحة وفروعها، والأطفال وأمراض النساء والتوليد.
لقد طالبت وطالب غيرى بأن يطور التدريب فى السنة الحالية وتبقى الدراسة ست سنوات، ويكون هناك وكيل للكلية لشئون التدريب، وإذا نجح برنامج التدريب يمكن أن يزاد للعام الآخر وليس يضاف عام فشل على فشل حالى. وماذا عن كليات الطب الخاصة والحكومية التى لا تزيد أسرّتها على 300 سرير، والقول باستخدام مستشفيات وزارة الصحة لم ينجح مع المستشفيات التى أضيفت لكليات الطب فى التدريب، نظراً للحساسية بين أطباء الصحة وأطباء الجامعة. ضُم مستشفى منشية البكرى لطب عين شمس، ومستشفى أحمد ماهر لطب القاهرة، وفشل هذا النظام وتوقف.
أخيراً: حول تطوير شهادة التوجيهية
وسيتوقف الفشل الذريع لنظام الامتحان الحالى، هل معقول أن يحصل على 90% عشرات الألوف من الطلاب و10% لبعض الطلاب الأوائل وأقارن بعام 46 الذى حصلت فيه على التوجيهية بنسبة 82٫50% وكان ترتيبى التاسع على مستوى الجمهورية بخمسين ألف طالب، وحصل الأول علوم على 84%؟ أما ما يحدث فى هذا العام والأعوام السابقة من أخذ رأى الطلاب فى مدى صعوبة الامتحان ويُلغى السؤال الصعب أو تقل درجته إلى الحدود الدنيا فلا أظن أن هذا يحدث فى أى نظام تعليمى حول العالم.
يا أولادى طلاب التوجيهية هذا العام، ويا أولياء أمر الطلاب، لا تحزنوا لعدم دخول كلية الطب هذا العام، المستقبل لن يكون مرحباً بخريجى كليات الطب. ولعل الالتحاق بكليات علوم المستقبل هو الاختيار الصحيح لأذكياء الطلاب، وأرجو أن تتم متابعة الطلاب أصحاب المجموع الخرافى 98% وما فوق لنرى مدى نجاحهم فى الحصول على عمل ذى عائد يناسب المستقبل والآمال فى المجتمعات الرقمية والأخذ بأسباب الإدارة الحديثة.. وفقكم الله لما فيه خير الوطن.
إلى الأستاذ الكبير وزير التعليم، أهنئك بالنجاح 100% فى قيادة معركة التوجيهية 750 ألف طالب بدون إصابة كورونا فى الطلاب أو المصححين، ونفس التهنئة لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر فى قيادة الثانوية الأزهرية بدون مصاب.
كما أهنئ وزيرة الصحة بالنجاح فى معركة الكورونا بامتياز، ونرجو من الله أن يزول هذا الوباء قريباً.
خالص التهنئة إلى الجيش الأبيض الأطباء ومعاونيهم فى التصدى لهذا الوباء القاتل.
إلى الأستاذ الكبير صلاح الغزالى حرب، أشكر اهتمامك الكبير بقضايا الصحة والتعليم، وأعلن تحفظى على مطالبتك بزيادة أعداد المقبولين فى كليات الطب.