قصة البابا متاؤس البطريرك الـ102 الذي شهدت مصر في عهده وباء الطاعون

قصة البابا متاؤس البطريرك الـ102 الذي شهدت مصر في عهده وباء الطاعون
يحتفل الأقباط في صلواتهم بالكنائس، اليوم السبت، بحسب "السنكسار الكنسي"، بتذكار وفاة البابا متاؤس، البطريرك الـ102 في تعداد بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
"والسنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم السبت، 16 مسرى لعام 1736 قبطيا، ويدون "السنكسار"، أنَّه في مثل هذا اليوم عام 1675 ميلادي، توفي البابا متاؤس، البطريرك الـ102 في تعداد بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
ويذكر السنسكار، أن هذا البطريرك الذي يعرف باسم متي الميرى، ولد من أبوين مسيحيين تقيين كانا من الأبرار الصالحين يعملان الصدقات والحسنات وهما من أغنياء أهل مير من إقليم الأشمونين بكرسي قسقام المعروف بالمحرق وكانت لهما أراض زراعية متسعة ومواشي، وقد رزقا ثلاثة أولاد ذكور أحدهم هذا البطريرك وكان أحب اخوته عند والديه وكان اسمه أولا جرجس، وقد اعتنيا بتربيته ولم يكلفاه كأخويه بالعمل في الحقل والزراعة ولا برعي المواشي بل جعلاه ينصرف إلى القراءة والتعليم.
ويشير السنكسار، إلى أن هذا البطريرك لما كبر زهد العالم ومضي إلى دير السيدة العذراء المعروف بالبراموس في وادي النطرون وأقام به وبعد ذلك رسم قسا علي الدير وبعد أيام من ذلك لبس الإسكيم المقدس وهو أعلى الرتب الرهبانية، وحينما توفي البابا مرقس السادس، البطريرك الـ 101 للكنيسة، ووقع الاختيار على "جرجس" ليخلفه، إلا أن جماعة أخرى من الأقباط اختاروا شخصا آخر اسمه "يوحنا" وأرادوا رسامته بطريركا، فوقع خلاف بسبب ذلك، فقبض الوالي علي المرشحين الاثنين وحبسهما عنده مدة أربعين يوما ولما طال الآمر اجتمع الأساقفة وأشاروا بعمل قرعة هيكلية فعملت القرعة أمام الجمهور، فوقع عليه الاختيار بعد الاختلاف الكبير ورضي به الشعب فرسم في 6 ديسمبر سنة 1660م في عهد السلطان محمد الرابع العثماني.
وأوضح السنكسار، أن الاحتفال برسامته كان عظيما حضره كثيرون من طوائف المسيحيين علي اختلاف مذاهبهم ولما اعتلي الكرسي البطريركي في القلاية البطريركية بحارة زويلة نظر في الأحكام الشرعية والأمور الكنسية بلا هوادة ولا محاباة وكان متواضعا وديعا لا يحب الظهور والعظمة فما كان يجلس علي كرسي في الكنيسة بل كان يقف بجانبه إلى انتهاء الصلاة، وكان محبا للأديرة والكنائس وكانت معيشته بسيطة كعيشة الرهبان في البرية، وساد في أيامه الهدوء والطمأنينة وحدث في عهده أن حصل وباء الطاعون أفني الكثير.
وقام هذا البطريرك برسامة مطرانين علي التعاقب لمملكة أثيوبيا، كما كان هذا البطريرك هو آخر من سكن القلاية البطريركية في حارة زويلة لأنه نقل كرسيه إلى حارة الروم في سنة 1660م، أول أيام رسامته، وتوفي بعد أن أقام علي الكرسي المرقسي مدة أربع عشرة سنة وثمانية شهور وتسعة أيام. وكانت مدة حياته خمسة وسبعين سنة ودفن في مقبرة البطاركة بكنيسة مرقوريوس بمصر القديمة وخلا الكرسي بعده سبع أشهر.
ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "13 شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.