رئيس "هيئة الجودة": "السيسى" يعطى التعليم اهتماماً غير مسبوق.. وأتوقع استمرار "الهجين"

كتب: حوار: محمد مجدى

رئيس "هيئة الجودة": "السيسى" يعطى التعليم اهتماماً غير مسبوق.. وأتوقع استمرار "الهجين"

رئيس "هيئة الجودة": "السيسى" يعطى التعليم اهتماماً غير مسبوق.. وأتوقع استمرار "الهجين"

قالت الدكتورة يوهانسن عيد، رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، التابعة لمجلس الوزراء، إن «التعليم مش بالكيلو أو عدد الأيام»، والدولة اتخذت قرارات مهمة للتأقلم مع أزمة «كورونا»، مشيرة إلى أن الرئيس السيسى يعطى ملف التعليم اهتماماً غير مسبوق منذ توليه الرئاسة.

د. يوهانسن عيد: "مفيش حاجة تحل محل التعليم وجهاً لوجه بين الطالب والمعلم"

وثمّنت فى حوار لـ«الوطن» توجّه الدولة لتطبيق التعليم الإلكترونى، موضّحة أن شكل التعليم فى العالم أجمع يتغير، وهناك دول الحضور فيها 3 أو 4 أيام فقط، حتى قبل أزمة كورونا، ومن المرجّح أن يستمر حتى بعد انتهاء أزمة كورونا، لكنه يخضع حالياً للتجريب، والتقييم.. وإلى نص الحوار:

كيف أثر فيروس كورونا على جودة التعليم فى مصر؟

- فيروس كورونا أثر على كل مناحى الحياة، وليس التعليم فقط، وهذه التأثيرات امتدت إلى جميع أنحاء العالم، وتم اتخاذ القرارات التى تجعلنا نتأقلم مع الفيروس.

فى منظور الجودة.. هل التعليم الإلكترونى مفيد للطلاب؟

- مُفيد من الناحية العلمية بشروط، لكن «مفيش حاجة تحل محل التعليم وجهاً لوجه»»؛ فالتواصل المباشر يُكسب الطلاب مهارات كثيرة، لكنّ الدمج بين الأمرين بصورة سليمة وبقواعد وشروط علمية يحقق نتائج إيجابية، ومن حُسن حظنا أننا بدأنا منذ 4 أو 5 أعوام تحديث وتطوير البنية التكنولوجية فى عملية التعليم.

لكن تطبيق التعليم الإلكترونى والتدريس عبر تطبيق «زووم» كانت له آثار سلبية.. فما تعليقك؟

- أزمة كورونا لم تكن مخطّطة، وتم إيقاف العملية التعليمية بشكل مفاجئ، ولم نكن مستعدين بنسبة 100%، وحاولنا أن نخرج بأقل الأضرار، وحدثت تجاوزات، وبعض الطلاب كانوا يفتحون الدرس ويغادرون «التابلت»، لكن الحقيقة أن مصر من أقل الدول التى خرجت بأضرار فى ما يتعلق بالعملية التعليمية؛ فالعام الدراسى اكتمل، ونظمت مصر امتحانات ثانوية عامة نجحت بصورة كبيرة.

وما رأيك فى تقليل عدد أيام حضور الطلاب للمدارس والجامعات؟

- العالم كله يقول إن شكل التعليم اختلف؛ فالتعليم مش بالكيلو، ولا بعدد الأيام؛ وهناك بلاد حول العالم الحضور فى المنشأة التعليمية أياً كانت، 3 أو 4 أيام، سواء قبل كورونا أو بعدها، ونمط التعليم نفسه يركز على التفكير واكتساب المهارات، ويتم تخصيص معظم اليوم لـ«الأبحاث»، ليعرف الطالب كيفية العمل فى مجال معين لو التحق به.

65% من الطلاب الموجودين فى التعليم الابتدائى حول العالم حالياً سيعملون فى وظائف لم تُخلق بعد.. ومصر لديها 18 مليون طالب

 

ماذا تقصدين بذلك؟

- هناك دراسة أمريكية أكدت أن 65% من الطلاب الموجودين فى التعليم الابتدائى حول العالم حالياً سيعملون فى «وظائف لم تُخلق بعد»، وهناك توقعات عالمية بأن كورونا سيُمثل تحدياً لمدة عامين أو ثلاثة، وكل التحديات تخضع للتجربة، والتدقيق، والتقييم.

وكيف سنستفيد من تجربة التعليم الإلكترونى؟

- لا بد أن نعرف أن الطلاب والمعلمين لم يكونوا مدرّبين بالقدر الكافى فى العالم كله، على كيفية إدارة الفصل الإلكترونى ليضمن التفاعل، مثلاً عبر تقسيم الطلاب لـ«مجموعات صغيرة»، ليقوموا بأنشطة تقوم على الوعى والفهم.

وكيف سنواجه عدم انتباه الطلاب للدروس الإلكترونية؟

- عبر التقييم المستمر للطلاب، فكل جزء يشرح لهم سيتم تقييمهم عليه، سواء بشكل مباشر، أو إجراء اختبارات، أو أبحاث كما يتراءى للقائم بالعملية التعليمية.

هذا بالنسبة لـ«التدريس».. فماذا عن الاختبارات؟

- عالمياً، هناك إجراءات تتّخذ لذلك، منها تطبيقات لقياس مدة النظر للجهاز، وبصمة للعين للتأكد من أن الطالب نفسه من يخضع للامتحان وليس شخصاً آخر، وكذلك طريقة الامتحان، بأن يرد الطالب بفكر حتى لو كان معه كتاب أو معلومة، فضلاً عن وجود بنك أسئلة، ليكون لكل طالب امتحان غير الآخر.

وهل هذا من الممكن تطبيقه فى مصر؟

- التطبيق سهل جداً.

وما مدى تقبّل المصريين للتعليم الإلكترونى؟

- الأمر اختلف؛ فتقبّلهم زاد للغاية عقب التجربة التى حدثت بسبب كورونا، لكن هناك حقيقة أن الأطفال يحتاجون للذهاب إلى المدارس، وليس فى مصر فقط، ولكن الناس اشتكوا فى كل مكان من الجلوس لفترات طويلة.

هناك نقد للتعلم الإلكترونى بأن بعض الطلاب لا يُتاح لهم «الوصول للتكنولوجيا»؛ فما الحل؟

- الحل يتمثل فى أن توفر المؤسسة التعليمية لهم وسيلة للوصول للمحتوى التعليمى، سواء توفير الإنترنت داخل الأماكن التى يوجد بها الطلاب مثل المدن الجامعية أو المكتبات، أو المعامل الدراسية، بما يحقق العدالة، وتكافؤ الفرص.

ما رأيك فى اعتماد «التعليم الهجين» فى الفترة المقبلة بمصر»؟

- شىء إيجابى، أعتقد أنه سيستمر عقب انتهاء أزمة كورونا، لكن كل شىء يخضع للتجربة والتقييم، حتى نتفادى السلبيات، ونُعظم الإيجابيات.

تعجب الكثيرون من أن معظم أوائل الثانوية العامة من المدارس الحكومية.. فما رأيك؟

- شىء طبيعى؛ وطول عمر أوائل الخريجين معظمهم من المدارس الحكومية، لأنها الكتلة الكبيرة فى العملية التعليمية.

ما رأيك فى جودة التعليم بمصر؟

- مصر بلد كبير، وتعليمها قديم وعريق، لكن التغيير سيستغرق وقتاً، ونحن ورثنا ميراثاً كبيراً؛ فلدينا 18 مليون طالب، وهناك دول تعداد سكانها كلا يصل إلى 3 ملايين نسمة.

هدفنا فى خطة 2030 أن يكون 60% من مؤسسات التعليم قبل الجامعى و80% من مؤسسات التعليم العالى معتمدة.. مع الاعتراف بخريجينا عالمياً

 

وماذا عن رؤيتنا لجودة التعليم فى خطة 2030؟

- نطمح لأن يصبح 60% من مؤسسات التعليم قبل الجامعى معتمدة، و80% من مؤسسات التعليم العالى، وأن يصبح لنا اعتراف بخريجينا عالمياً، وأن تكون مخرجات ومواصفات الخريجين على مستوى عالٍ.

 

وماذا عن الوضع الراهن؟

- نستهدف أن يكون 20% من المنشآت قبل الجامعية و30% فى التعليم العالى معتمدة.

وهل تحقق ذلك؟

- هذه النسبة لم تتحقق بعد.

باعتبارك مسئولة عن «الجودة».. كيف ترين تعامل الدولة مع ملف التعليم؟

- هناك اهتمام غير مسبوق بملف التعليم منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد حكم البلاد، وأرى أن هذا الأمر سيعطى البلاد دفعة تنموية كبيرة؛ فمثلاً ماليزيا وإندونيسيا قدّمت التعليم، وجعلته فى الأولوية.

 

مصر نجحت فى إدارة الأزمة

أقول بكل ثقة إن مصر نجحت فى إدارة ملف التعليم بشقيه خلال أزمة فيروس كورونا المستجد بصورة كبيرة جداً.

أما من الناحية العلمية، والرصد، والتطبيق على أرض الواقع، فنحن لم نقيّم التجربة بشكل كامل بعد، فمعايير الجودة والاعتماد يجب أن تتحقق على أرض الواقع فى ظل نظام مستقر، ولم تكن هناك بيئة مستقرة، ولكننا نرى كيفية تطبيق التعليم الإلكترونى، وكيفية إدارة الأزمة، وما التحديات التى تواجههم، ونخرج بتوصيات لتجنبها، وبالفعل طوال الأشهر الثلاثة الماضية كانت هناك لجان كل مهمتها «نعرف هنعمل إيه عشان جودة التعليم».


مواضيع متعلقة